نحن أمام اختبار صعب فى توقيت صعب قد تبدو فيه الخيارات المتاحة أمام العالم العربى خيارات محدودة ومن ثم فليس أمامنا من سبيل سوى امتلاك شجاعة الرفض لهذا التجبر الأمريكى الظالم حتى لا تنزلق شعوب الأمة نحو بحور اليأس فنعجز جميعا عن معرفة الخيط الرفيع بين السلام والاستسلام! لقد مددنا أيدينا بالسلام فجاءنا الرد بالرفض الوقح والمستفز على مرأى ومسمع من الدنيا كلها التى أدانت هذا الفجور فى سفور الانتهاك الصارخ لأبسط مبادئ القانون الدولى وبما يحمل فى مضمونه وثناياه تحفيزا وتشجيعا لنا على تأكيد استمساكنا بحقوقنا التاريخية المشروعة تحت رايات القبول الصريح للسلام وفق مقررات الشرعية الدولية. إن الواجب يحتم علينا جدية العمل على تحويل هذه المحنة إلى منحة مستفيدين فى ذلك من تصاعد القلق والخوف الدولى من خطر الصمت على دوس القانون الدولى بالأقدام وبما يوفر سابقة خطيرة قابلة للتكرار فى أماكن أخرى قد تعيد العالم إلى ما قبل عصر عصبة الأمم وليس فقط إلى ما قبل عصر الأمم المتحدة! أقول بكل صراحة: إننا نعيش الآن فترة خطيرة ونحن مكبلون بعجز موروث يقعدنا عن استكشاف الأفق المجهول فى قادم الأيام بعد أن بتنا أشبه بالجالسين فى مقاعد المتفرجين وهم طوال الوقت منهمكون فى الانبهار بالتلاحق السريع للأحداث على مسرح المنطقة ولا يعرف أحد منا هل هذا هو الفصل الأخير من المسرحية أم أن مخرج العرض يخبئ لنا المزيد والمزيد من المفاجآت المثيرة والمبكية قبل أن يسدل الستار معلنا انتهاء المسرحية. فى الفصل الأول كان قرار الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل وفى الفصل الثانى كان قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967.. فما الذى سيحدث – ياترى – فى الفصل الثالث وهل ستكون نهاية المسرحية أيضا صادمة ومفزعة بمثل ما شهدنا فى الفصلين الأول والثانى أم أن مخرج مسرحية «صفقة القرن» يخبئ لنا أمرا آخر! وإذن ماذا نحن فاعلون؟ أظن أن الأمل الأخير يكمن فى دور عربى فاعل تتبناه القمة العربية الوشيكة فى تونس للاتصال والتواصل مع كل دول العالم بكل أساليب الشرح والإقناع لتمتين جدار الرفض العالمى لهذا التجبر الأمريكى لعل العقلاء فى واشنطن يمسكون بهذا الخيط معنا من أجل أن يعود ترامب إلى صوابه! خير الكلام: الذين ينكرون الحرية للآخرين هم أنفسهم لا يستحقونها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله