منهج جديد قائم على الاعتماد على النفس وموارد الهيئة فى البناء وشراء المعدات قبل طلب اى اموال من الدولة كان هذا ما بدأ به الفريق كامل الوزير وزير النقل اولى خطواته بعد توليه الوزارة وذلك عندما صرح بأن هيئة السكك الحديدية لديها إمكانيات يجب استغلالها اولا ، فليس من المنطق ان نطالب الحكومة بموارد قبل ان نعظم إمكانياتنا الذاتية. وبالفعل هذه الرؤية للوزير سوف يكون لها مردود قوى ودور مهم في تطوير هيئة السكك الحديدية التى تعد اهم هيئة تابعة لوزارة النقل خاصة بعد الحوادث التى شهدتها خلال الفترة الماضية والتى كانت سببا فى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للفريق كامل الوزير بهذه الوزارة الهامة. وما قاله وزير النقل يجعلنا نشير فى هذا الصدد الى ان هناك اراضى شاسعة مملوكة لهيئة السكة الحديد فى معظم محافظات الجمهورية وهذه الاراضى حسب التقارير الصادرة عن الوزارة عبارة عن 190 مليون متر مربع، منها فى القاهرة فقط 48مليون متر مربع وفى الإسكندرية وغرب الدلتا 42 مليون متر مربع، وذلك وفقا للقرار الجمهوري الصادر عام 2005 بالحصر الذى حدد مساحة أراضى السكة الحديد فى كل محافظة وبحسب تقارير الخبراء فإن قيمتها المالية الآن أكثر من 100 مليار جنيه، وهذا الرقم الضخم كفيل بحل جميع مشكلات الهيئة سواء إصلاح المنظومة أو تطوير المحطات وشراء الجرارات وعربات القطارات ومنع تكرار الحوادث. وإذا طبقنا منهج الاعتماد على الذات الذي نادى به الفريق كامل الوزير، فسوف يتم حل مشكلة التمويل دون الاعتماد على الحكومة من خلال التمويل الذاتى من الهيئة عبر بيع هذه الاراضى فاذا تم ذلك سوف يكون قرارا جريئا من الوزير دون الالتفات الى من يريد عدم البيع لحاجة فى نفسه، وذلك لان عمليات البيع سوف تسهم فى حل مشكلة السكك الحديدية خاصة ان هذه الاراضى معظمها يقع فى قلب القاهرة وبجوار المحطات الرئيسية ومنها أيضا اراضى زراعية بجوار المحطات وبعضها للأسف الشديد عليه تعديات واخرى غير مستغلة من قِبل الهيئة فما المانع من استغلال ثمنها من اجل اصلاح المنظومة ونوفر على جهاز الشرطة الملاحقات الامنية المستمرة لمن يقوم بالتعديات على اراضى السكة الحديد فهل يفعلها الوزير؟ لمزيد من مقالات محمد شومان