الزعفران هو من أندر الأشجار ويعد ضمن أغلى أنواع التوابل التى تضيف الجودة والمذاق على أصناف الطعام، وتعبير «ترابها زعفران» يستخدم ليعبر عن مدى خصوبة وعطاء أرض مصر على مدى العصور، ليبدأ الفنان المصرى د. أحمد عبدالكريم رؤية تشكيلية تحت هذا العنوان بمعرضه المقام حالياً فى قاعة الباب سليم بدار الأوبرا المصرية. ويقدم عبدالكريم بين أربعين عملا تشكيليا جماليات وإبداعات شديدة الترابط والعمق بتراب بلدنا فى تلاحم روحى وإنسانى مع ما يمثلنا ويعبر عن هويتنا، وليسرد عبدالكريم حكايات وروايات من خلال مساحاته وألوانه ومكوناته التشكيلية عن هذا النسيج الوجدانى ومشاعر الانتماء لأوطاننا. وقد تحدثنا مع د. أحمد عبدالكريم عن تجربته الإبداعية فقال: مضمون لوحات وأعمال هذا المعرض هى فى الأساس نتاج بحث دائم وانجذاب مستمر نحو كل ما يشكل ويعكس ملامحنا وتكويننا المصرى والشرقي، كأهم منابع ومصادر الإلهام الذى لا ينفد مهما يمر الزمن، ولعل اختيار مسمى الأعمال والمعرض الحالى جاء كمرآة تعبر عن اللوحات وتصف المحتوى الداخلي، فإن «ترابها زعفران» يصف تراب ارضنا المحملة باللون الأحمر والطمى المتراكم حول الأراضى الفياضة بالمحاصيل والخير، فى دلالة على أقصى درجات الوفرة والخصوبة. ويواصل الفنان عبدالكريم مشواره وطريقه الفنى الذى بدأه مع بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، متمسكاً ومحافظا على إيجاد تفاصيل وأدوات من مكونات ومكنونات طبيعتنا الجغرافية والتاريخية والإنسانية التى فى طريقها للاندثار والتلاشي، ليتمكن الفنان من تسليط الضوء عليها وإعادة اكتشافها فى كل مرة على أسطح لوحاته أو حتى على مساحاته التشكيلية المتسعة بتكوين فى الفراغ وبخامات متنوعة، مؤكداً مفاهيم ثقافية وفنية لا تقبل الإنكار، وكم الثراء والإبداع المعبر عن هويتنا المصرية.