تجريم نشر بيان منفذ جريمة كرايست تشيرش .. والمسلمون يعودون لمسجد «النور» تلقت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا تهديدا بالقتل، بعد الإعجاب والإشادة الواسعة التى حظيت بها على مستوى العالم لتعاملها بشكل إنسانى مع مجزرة المسجدين التى راح ضحيتها أكثر من 50 شخصا. وتم إرسال تغريدة على موقع «تويتر» تحمل صورة سلاح إلى حساب أرديرن إلى جانب نص كتب فيه بالإنجليزية «أنتِ التالية»، ثم جرى نشر الصورة مرة ثانية فى موقع «تويتر». وظلت الصورة فى الموقع لمدة 48 ساعة، قبل أن تحذف منصة التواصل الاجتماعى الحساب الذى نشرها. وأوضح متحدث باسم «تويتر» أن الموقع اتخذ إجراءات سريعة بعد تلقيه بلاغا بشأن التغريدة، وأوضح أن الحساب كان ينشط منذ مدة فى الترويج لأفكار تدافع عن تفوق العرق الأبيض. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن الشرطة النيوزيلندية فتحت تحقيقا بشأن التغريدتين، بالنظر إلى ما ورد فيهما من تهديد صريح لحياة رئيسة وزراء نيوزيلندا. سيدات نيوزيلنديات يواسين بعضهن بعد فتح مسجد كرايست تشيرش أمام المصلين فى الوقت نفسه، عاد المسلمون أمس إلى مسجد «النور»، أكبر مساجد كرايست تشيرش بجنوب نيوزيلندا، فى أول بادرة لعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بعد ثمانية أيام على المجزرة. وصنف كبير المراقبين فى نيوزيلندا ديفيد شانكس بشكل رسمى البيان المؤلف من 74 صفحة، والذى كتبه الإرهابى منفذ الهجوم الدموى على أنه «مرفوض» لتصبح بذلك «حيازة أو توزيع» البيان من قبيل الأعمال الإجرامية.وقال شانكس فى بيان «لقد أشار آخرون إلى هذا المنشور على أنه (بيان)، لكننى اعده كتيبا فظا يروج للقتل والإرهاب .. إنه مرفوض بموجب قانون نيوزيلندا». وتابع شانكس «هناك فرق مهم يجب تحديده بين (خطاب الكراهية)، الذى قد يعارضه العديد من اليمينيين لكن التعبير عنه قانوني، وهذا النوع من المنشورات، الذى تمت صياغته عن عمد للتحريض على القتل والإرهاب»، مضيفا أنه «يتجاوز الحدود». وعلى صعيد تعبير المجتمع النيوزيلندى عن رفضه لإرهاب اليمين المتطرف، نظم نحو ثلاثة آلاف شخص «مسيرة من أجل الحب» عبر مدينة كرايست تشيرش فى ساعة مبكرة من صباح أمس تكريما لأرواح الضحايا. وحمل المشاركون فى المسيرة لافتات كتب عليها عبارات مثل» أراد تقسيمنا لكنه جعلنا أقوي» و«أهلا بالمسلمين ولا للعنصريين». من جهة أخري، أضيء برج خليفة فى دبى ليلة أمس الأول بصورة لرئيسة وزراء نيوزيلندا تعبيراً عن شكر دولة الإمارات لها ولبلادها لطريقة تعاملها مع الهجوم الإرهابي. وفى وقت سابق، كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبى ورئيس الحكومة فى الإمارات فى تغريدة على موقع تويتر «شيعت نيوزيلندا اليوم شهداء المسجدين .. وتعاملت حكومتها مع الأزمة بكل حكمة وكسبت رئيسة وزرائها احترام المليار ونصف المليار مسلم بتعاملها العاطفى الصادق مع الحادث الإرهابى الذى استهدف مشاعر جميع المسلمين .. شكرا جاسيندا أرديرن».
..وصدمة الفراق.. وفاة أردنية بعد تشييع جثمان نجلها أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس أن والدة أحد الأردنيين الذين راحوا ضحية هجوم المسجدين الإرهابى بنيوزيلندا توفيت فجر أمس، بعدما شاركت فى تشييع جثمان ابنها فى مدينة كرايست تشيرش. وأوضح السفير سفيان القضاة مدير مركز عمليات وزارة الخارجية الأردنية وشئون المغتربين أن المتوفية كانت ضمن مجموعة أقارب الضحايا الذين غادروا المملكة إلى نيوزيلندا لحضور مراسم التشييع. وقالت الصفحة الرسمية للجمعية الأردنية فى نيوزيلندا عبر فيسبوك إن السيدة التى توفيت هى والدة كامل درويش أحد ضحايا الهجوم الإرهابى فى نيوزيلندا. جاء ذلك فى الوقت الذى كان الأمير الحسن بن طلال، مندوب العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، من بين الزائرين لمسجد النور بعد إعادة افتتاحه أمس، حيث التقى فى العاصمة النيوزيلندية ويلينجتون مع الحاكم العام لنيوزيلندا باتسى ريد، ونقل التعازى فى ضحايا الهجوم الإرهابي. صورة رئيسة وزراء نيوزيلندا تضىء برج خليفة تقديرا لها [أ.ف.ب]