بمجرد صدور كتاب «الحالة الخطيرة لدونالد ترامب» لأستاذة الدراسات النفسية باندى لى، اتسع نطاق توزيعه وأصبح من أكثر الكتب مبيعا فى الولاياتالمتحدة، وهو ما لفت نظر الكاتب الأمريكى شونسى دى جيفا، المهتم بالتحليل السياسى والاجتماعى، وهو أحد أعضاء فريق الكتاب السياسيين بشبكة مجموعة «ميديا صالون»، التى توجد مكاتبها فى نيويورك وسان فرانسيسكو، والتى تنشر عبر الانترنت مقالات حول السياسة الأمريكية والأحداث الراهنة والأحداث الثقافية، وإجراء مناقشات حول القضايا التى تشغل الرأى العام، كما أن هذا الكاتب تنشر مقالاته فى صحف أمريكية عديدة منها نيوز ويك وديلى نيوز. وحرص دى جيفا على اللقاء مع الدكتورة لى، ليتناول معها أبعاد شخصية ترامب وتأثيراتها التى حذرت لى من أنها تمثل خطورة على الولاياتالمتحدة وعلى وضعها فى العالم. وفى تشخيص للحالة العقلية لترامب قالت لى، إن السماح لرئيس تعتبر حالته العقلية ضعيفة، بالبقاء فى السلطة، هو أمر بالغ الخطورة، وإن الدراسات أثبتت أن الزعماء المصابين بالغرور أكثر تأثيرا فى تضليل الآخرين، ودفعهم إلى الموافقة على ما يفعلونه وعلى خططهم وأهدافهم. ثم تصل الدكتورة لى إلى القول إنها تعتقد بوجود حاجة لإجراء حوار بين الأطباء المتخصصين ورجال القانون والقادة السياسيين، حول تعديل المادة الخامسة والعشرين من الدستور الأمريكى، الخاص بحالات عزل الرئيس ومتى يلزم تطبيقها، فإن هناك العديد من التقارير من جانب من عملوا فى البيت الأبيض، والذين كانوا متصلين بترامب، وتشير تقاريرهم إلى أن ترامب به شىء خطأ، وقالت « إن كل شىء تعرضت له فى كتاب الحالة الخطيرة لدونالد ترامب يثبت صحة ذلك، وإننى أقول الآن للعالم إن كثيرا من التوقعات السيئة سوف تحدث، إذا لم يتم كبح جماح دونالد ترامب». ويقول دى جيفا إن الاضطراب الفوضوى فى رئاسة ترامب يرجع إلى الصحة العقلية له، فهو يفتقر إلى السيطرة على نزواته، ويعيش فى واقع بديل من صنعه هو. ويستشهد الكاتب بقرارات ترامب الأخيرة ومنها إعلان حالة الطوارئ، من أجل توسيع مساحة سلطاته، والتجاوز على الديمقراطية الأمريكية والدستور، لخدمة أجندته اليمينية، وبالتالى فإن ترامب يمثل تهديدا صريحا لبلده وللعالم أجمع.. وكان أندرو مكابى، القائم السابق بأعمال مدير وكالة التحقيقات الفيدرالى قد كشف عن أن مسئولين بوزارة العدل، ناقشوا مسألة تطبيق التعديل الخامس والعشرين من الدستور، لكى يتم إبعاد ترامب عن الحكم، لكن الحقيقة أن ترامب مازال يسيطر على أنصاره.. ويعود الكاتب إلى الأستاذة باندى لى، يواصل حواره معها بطرح أسئلته عليها، وهى تقول له «إن الأبحاث التى أجريت أظهرت أن مستويات التوتر تعتبر مرتفعة فى ذاكراتنا نحن الأمريكيين»، وأنها أعلى من أى وقت منذ فترة الحرب العالمية الأولى، وإذا تأملنا جميع الأزمات التى حدثت فى الفترة الأخيرة، فسنجد أننا كنا فى حالة سيئة، لأن مستويات القلق لدينا زادت بنسبة 70% عما كانت عليه منذ عامين، وهذا هو ما أظهرته نتائج أبحاث أجرتها المؤسسة النفسية الأمريكية، والمؤسسة الأمريكية للطب النفسى. وتواصل لى كلامها قائلة، نحن نعلم أن الصحة العقلية العامة تتدهور، وهو ما كشفت عنه زيادة حوادث القتل والانتحار، والتى تقع حاليا فى الولاياتالمتحدة، فالناس أصبحوا أكثر قلقا، ويتطلعون إلى ما يريحهم، بينما يعانى بقية الناس الإجهاد، نتيجة التعامل مع أكاذيب ترامب، وخلو كلامه من الحقائق. وفى تقدير الأستاذة لى، فإن أنصار ترامب يبدون وكأنهم محاصرون ويصدقون ترامب فيما يقوله، وهو الذى عودهم على تصديق كلامه مهما يكن ما يرونه بأعينهم ويسمعونه بآذانهم. وتضيف أن ترامب واقع تحت ضغوط متزايدة، وأنه يشعر بحاجته لأن يبدو قويا وحازما. كما أنه يريد ممارسة أقسى ما يمكن من السلطات التنفيذية، ويستمر فى الاندفاع فى هذا الاتجاه حتى النهاية، وهو الآن يمارس سلطاته دون أن تكون هناك قيود على ممارسته لها، كما أنه يشعر بأن وضع هذه القيود عليه يصيبه بالإحباط، لكن الوضع يحتاج إلى فرض قيود على ترامب وبسرعة، وعلينا أن نحدد الوسائل المقيدة لتصرفاته وكبح جماحه. وتضيف لى «نحن نعرف أنه عندما يكون عقل الإنسان مريضا، فمن المتوقع أن يخلق حالة من الفوضى ويثير الأخطار، وهذا بالتحديد ما تسببه الحالة المرضية لترامب». وعندما يقول آخرون غيرى من المتخصصين بالصحة العقلية، إننا نحتاج إلى إيقافه عند حده، فإن هذا لا يعنى ايقاف ترامب كشخص، بل تخليص ترامب نفسه من الحالة المرضية التى تلقى به هو وبلاده فى المتاعب.. وتقول لى: لقد جربت الاتصال بعدد من أنصار ترامب، وكانوا ممتنعين فى البداية عن مقابلتى، وغاضبين مما أقوله عن ترامب، لكن بمجرد أن تصرفت معهم من خلال علاقة إنسانية، فإنهم استمعوا لى، وإن كنت أعترف بأننى لم أستطع تغيير معتقداتهم عن ترامب. وفى محاولة من الكاتب للتطرق إلى تأثير حالة ترامب على العالم الخارجى، فإن الأستاذة لى ردت عليه، بأن الحالة العقلية الخطيرة لترامب ستؤثر على الولاياتالمتحدة والعالم، وأن خياراته السياسية سوف تخلق ضررا للولايات المتحدة وللعالم أيضا. إن ما جاء فى كتاب الأستاذة باندى لى، وفى الحوار الذى أجراه معها شونسى دى جيفا، لم يكن التشخيص الوحيد لحالة ترامب وخطورتها، بل هو جزء من تيار يتحرك بقوة فى هذا الاتجاه، وإن كان الكتاب والحوار هما آخر حلقات هذه السلسلة، والتى ينشغل فيها خبراء الطب النفسى وقيادات سياسية بهذا الموضوع، لكنهم يتوقفون أمام التساؤل عن إمكانية تطبيق المادة 25 من الدستور، التى تسمح بعزل الرئيس، ويرون أن تطبيقها ليس مسألة يسيرة، خاصة إذا انعكس هذا الإجراء على مصداقية الولاياتالمتحدة ومكانتها بين دول وشعوب العالم.