كتب:سيد محمود حسن انقذوا حديقة الأزبكية صرخة أطلقها مثقفون مصريون لانقاذ الحديقة التاريخية التي تعود الي زمن القاهرة الخديوية, لكنها لا تزال صرخة في العراء. حيث لم تستجب محافظة القاهرة لهذه الصرخة, فالنداء الذي اطلقته المعمارية جليلة القاضي علي فيسبوك تحت عنوان لا لالغاء حديقة الأزبكية.. نعم لإعادة تنسيقها لفت انظار الكثير من المهتمين بتاريخ القاهرة لكنه لم يثر اهتمام المحافظة التي قررت الاسبوع الماضي حل مشكلة الباعة الجائلين بوسط المدينة بعمل اكشاك لهم داخل الحديقة التاريخية ضاربة عرض الحائط بتحذيرات جهاز حكومي اخر هو جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة. الجهاز الذي لا يملك سلطة قانونية وظل استشاريا بعد أكثر من عشر سنوات علي تأسيسه اصدر بيانا رسميا قال فيه أن الحديقة تقع في منطقة القاهرة الخديوية المسجلة وهي منطقة ذات قيمة متميزة والمعتمدة حدودها من المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية, كما تخضع الحديقة لأسس ومعايير التنسيق الحضاري لحماية الحدائق التراثية في مصر, وأشار سمير غريب رئيس الجهاز إلي أنه لا يمكن حل أي مشكلة علي حساب تراث مصر الذي لا يمكن تعويضه وهو ما اشارت اليه أيضا جليلة القاضي في ندائها الذي حذرت فيه من مخطط إعدام الحديقة ليس فقط لقيمتها التراثية والعمرانية والاجتماعية, لكن أيضا لقيمتها البيئية بمدينة نسبة المناطق الخضراء للفرد تعد بالسنتيمترات المربعة وتعتبر من أدني النسب بالعالم. ويعرف المهتمون بتاريخ الحديقة أن مسلسل تدميرها بدأ مع بداية أعمال خطي مترو الانفاق الأول والثاني منذ عام1985, حيث تم انتزاع الباسقات المورقات من جذورها, بحسب القاضي وسويت بقية الأشجار بالأرض, ثم أعيد تنسيقها عام 2000 بشكل فقير ومبتذل, ليتم تجريفها مرة أخري بشكل تام بمناسبة بناء خط المترو الثالث. و من يقرأ في الكتب التي عرضت لتاريخ تأسيس المدينة ومنها كتاب( القاهرة, اقامة مدينة حديثة,19071867 لجان لوك أرنو/ ترجمة حليم طوسون وفؤاد الدهان, يكشف الجهد الذي تم بذله في تجهيز الحديقة التي تجري عملية اغتيالها بدم بارد, فقد احتاج اعداد الحديقة لثلاث سنوات كاملة بسبب الاحتبياجات التمويلية من جهة ومن جهة أخري بسبب الرهانات التي وضعها الخديو اسماعيل معتبرا ان الحديقة تمثل نقطة جذب في المنطقة التي كانت واجهة لكبري فنادق المدينة و منها شبرد والكونتيننتال بالإضافة إلي وندسور وإيدن بالاس وكانت الحديقة في أول أمرها مباحة للناس في الليل فقط,, وفي عام1871 أبيحت لهم في النهار أو كان ذلك من الأمور المهمة لدرجة الإعلان عنه في الجريدة الرسمية, تقرأ إعلانا يقول: أبيحت للمتنزهين في النهار حديقة الأزبكية البهية, ولأن الخديوي إسماعيل أقام في طرف الأزبكية الجنوبي مسرحين هما المسرح الكوميدي الفرنسي الذي إنشيء في22 نوفمبر1867 م وافتتح في4 يناير1868 م تحت إدارة الخواجة منسي, ودار الأوبرا الخديوية, فقد ارتبطت الحديقة في الذاكرة العامة بالاحتفالات الرسمية والشعبية الكبري من حفلات الأوبرا وعروض المسرح الي حفلات أم كلثوم الي جانب ارتباطها بتراث ثقافي ضخم.