المجزرة التى وقعت فى مسجدين بنيوزيلندا، وراح فيها مسلمون كانت نتيجة خطاب الكراهية، وانتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا التى يتبناها بعض الساسة ورجال الفكر فى الغرب، وطرحهم أفكاراً مليئة بالعداء والعنصرية للاسلام والمسلمين، وبث الكراهية والإقصاء. ان ما حدث دليل على ان الارهاب لا دين ولا وطن له، ولا يمكن للغرب ان يربط بينه وبين الاسلام، واذا كانت حجة البعض داعش، فالسؤال هنا من صنع الدواعش؟ ومن دفعهم لممارسة الارهاب؟ الاجابة معروفة، ضحايا الجماعات الارهابية معظمهم من المسلمين، لأن الغرب صنعهم ووظفهم لأهداف معينة. وهناك عناصر من داعش تعيش فى الدول الاوروبية ووراء تحولهم الى الارهاب المعاملة العنصرية وتصنيفهم كبشر من الدرجة الثانية، ونبذهم من مواطنى هذه الدول. وهذا ليس من قبيل التبرير أو الدفاع عن ارهابيين، ولكنه فى الحقيقة تحليل واقعى لما يحدث، وعلى الغرب ان يعترف بمسئولياته عما حدث فى العالم، خاصة ان ضحايا الارهاب بالآلاف فى منطقة الشرق الأوسط، ويدفع المسلمون ثمن سياسات عنصرية، وأطماع دولية ترغب فى تشكيل المنطقة وفق مصالحها، ومازال التخطيط مستمرا وتمويل الارهاب ودعمه واستخدامه كأدوات لتحقيق أهدافهم فى تفتيت الدول العربية حتى لاتقوم لها قائمة. وها هم الآن مرعوبون من عودة دواعش الغرب الى بلادهم، ومن استقبال مهاجرى الدول التى دمروها. واذا كانت مصر قد بادرت بعلاج الخطاب الدينى لسد أى ثغرات يستند عليها أصحاب الفكر المتطرف، من باب أولى ان تبدأ امريكا وأوروبا فى مواجهة خطاب الاستعداء لأنه لا يندرج تحت مسمى حرية الرأى، فلذا تجب اعادة النظر فى اللغة المستخدمة من الغرب، مع الدعوة لقبول الآخر بعيدا عن لغة الاستعلاء. لمزيد من مقالات نادية منصور