قبل نحو ثلاثة عقود قال لى أحد الزملاء الإعلاميين العرب المقيم بألمانيا بعد زيارة لأسوان: مندهش لجمال طبيعة المنطقة وطيبة سكانها ومودتهم وحسن استقبالهم للزائرين. وأبدى تعجبه من عدم الاهتمام الكافى بما يعد بوابة مصر لإفريقيا، التى يمكن أن تكون مركزا اقتصاديا وثقافيا وسياحيا لها. ورأى حينذاك أهمية الربط بين شبكة الطرق والسكك الحديدية مع السودان لتسهيل التجارة والانتقال. طبعا كل ذلك كان مجرد أفكار تدور بخيالنا وندرك أن الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة بالقارة قد تحول دون تحقيق الحلم.ويأتى قرار استضافة أسوان لملتقى الشباب العربى الإفريقى لكونها عاصمة الثقافة الإفريقية هذا العام إنجازا على ذلك الطريق بعدما تشهده أسوان وجنوب الصعيد من تحرك نشط للتنمية والربط بين مصر والسودان بريا وبحث ربط السكك الحديدية. اليوم يمثل ذلك الملتقى وملفاته العديدة رسالة محبة وجدية عمل ليحمل الشباب العربى والإفريقى راية مستقبل مشرق لبلادهم والخروج من دوامة الصراعات والاضطرابات إلى التنمية والسلام.وأولى خطوات حل المشكلات أن يتم حصرها ووضع اطر حلها برؤى واقعية قابلة للتطبيق. من بين ما يناقشه الملتقي: الأمن والسلم فى دول تجمع الساحل والصحراء الذى تأسس عام 1999ويضم نحو 24دولة، منها مصر، وتواجه العديد من دوله عمليات إرهابية والجريمة المنظمة وفقرا وتغيرا مناخيا وصراعات داخلية وعبر الحدود.و تتطلع دوله لإنشاء جيش موحد لمواجهة كل عوامل عدم الاستقرار. وكانت مصر قد استضافت بشرم الشيخ العام الماضى مؤتمر وزراء دفاع التجمع بحضور الرئيس السيسى.وهى تقدم منحا تدريبية لقوات الأمن والدفاع من 23 دولة. بالتأكيد يمثل ملتقى الشباب العربى الإفريقى بعاصمة الثقافة الإفريقية رسالة محبة ووعى. لمزيد من مقالات إيناس نور