قصف الجيش الاسرائيلى فجر أمس قطاع غزة بكثافة، رداً على ما تقول إسرائيل إنه إطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه منطقة «غوش دان» قرب تل أبيب دون إصابات أو أضرار. وشن الجيش الإسرائيلى غارات على عشرات المواقع التابعة لحركة «حماس»، ويأتى هذا التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى مرحلة عالية المخاطر، إذ لايزال وقف إطلاق النار بين الطرفين هشاً، فى وقت وصلت فيه الحملة الانتخابية فى إسرائيل إلى أوجها. وقد أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة» فى قطاع غزة إرجاء المظاهرات والمسيرات التى كانت مقررة أمس الجمعة بعد الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة، واضافت إنها «تواصل استعداداتها لمليونية الأرض والعودة فى الثلاثين من مارس الحالي» الذى يصادف مرور عام على انطلاق مسيرات العودة التى تنظمها الهيئة قرب السياج الحدودى مع إسرائيل. ونفذت الطائرات الحربية والمروحيات الإسرائيلية 100 غارة على مواقع تابعة لحركة «حماس» التى تدير القطاع. وقال الجيش الإسرائيلى إن من بين الأهداف موقع تصنيع كبير للصواريخ ومجمعا تستخدمه «حماس» لقيادة عملياتها فى الضفة الغربيةالمحتلة الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من غزة. وأكد مصدر أمنى فى غزة ل»وكالة فرانس برس» أن الطيران الاسرائيلى الحربى نفذ عشرات الغارات التى استهدفت أكثر من40 موقعا ومبنى لفصائل المقاومة ومنزلا فى رفح، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة فى بيان صحفى عن «إصابة 4 فلسطينيين بجروح وحروق مختلفة ، من بينهم رجل وزوجته فى رفح (جنوب القطاع) وإصابتين فى غزة»، كما أصيبت مواقع تابعة للشرطة البحرية التابعة ل»حماس». وأشار المصدر الأمنى إلى أن الضربات ألحقت دمارا بالمواقع المستهدفة وأضرارا بعدد من منازل المواطنين. وقال شهود إن النيران اشتعلت فى مبنى غرب مدينة غزة بعد تعرضه لقصف جوى بثلاثة صواريخ فجرا، وعملت فرق الدفاع المدنى على إخماد الحريق. وقال شهود آخرون إن حماس والفصائل الأخرى كانت قد أخلت مقراتها ومراكزها فى القطاع تحسبا لتعرضها لقصف الجوي. وأفاد مراسل فرانس برس أن شوارع قطاع غزة بدت خالية من المارة والسيارات صباح أمس باستثناء سيارات الإسعاف والدفاع المدنى التى تجول عند المفترقات الرئيسية للمدن. وبدا الدمار كبيراً فى موقع «بدر» التابع ل»كتائب» القسام؛ الجناح العسكرى ل»حماس»، على بعد نحو ألف وخمسمائة متر من منزل رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية، قرب مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة. وقد بدأ التصعيد مع إطلاق صاروخين مساء أمس الأول فى اتجاه تل أبيب العاصمة الاقتصادية لإسرائيل. وقال رون هولداى رئيس بلدية تل أبيب:»يبدو أن أحد الصاروخين سقط فى البحر، وسقط الآخر فى مكان ما، ولكن ليس فى تل أبيب». وأفاد الجيش الإسرائيلى أن عدد الصواريخ التى انطلقت من غزة منذ الخميس بلغ عشرة، اعترض عددا منها نظام الدفاع الجوى الإسرائيلي، ولم يفد عن وقوع إصابات. ونفت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» أن تكونا وراء إطلاق الصواريخ على تل أبيب. وأعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة «الجهاد الإسلامي» فى بيان، «رفع الجهوزية والنفير العام فى صفوف أعضائنا للتصدى للعدوان». وأضاف البيان «سيتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان، وعلى ما يبدو أن العدو قد فهم صمتنا خطأ، وأنه قد تمادى فى عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته». وفى وقت لاحق، أصدرت حركة «الجهاد الإسلامي» بيانا أكدت فيه التزامها بتفاهمات وقف إطلاق النار، «طالما أوقف الاحتلال الاسرائيلى عدوانه على الشعب الفلسطيني»، مضيفة أن «الاحتلال يتحمل وحده مسئولية هذا التصعيد الخطير». وكان وفد يضم مسئولين مصريين للوساطة بين إسرائيل و»حماس»، متواجدا فى القطاع قبل ساعات من التصعيد. وحملت إسرائيل من جديد «حماس» المسئولية فى ما يجرى على الأراضى التى تسيطر عليها.