وصلتنى رسائل تعبر عن تقدير المواطن بعودة مصر للاتحاد الإفريقى ورئاسته. بعض الرسائل تطلب المزيد من المعلومات عن الإتحاد. قضية شاسعة أحاول ايجازها فى إشارات أساسية. تعود فكرة اتحاد دول إفريقيا إلى سنة 1958فى اجتماع أكرا، غانا بعنوان: «المؤتمر الأول لاستقلال الدول الإفريقية، الذى قرر تخصيص يوم إفريقيا لمراجعة ودعم استقلال الدول الإفريقية»، من الاستعمار. فى سنة 1963 أنشئت منظمة باسم الوحدة الإفريقية وسنة 1981 المؤسسة الإفريقية الاقتصادية. هذه المنظمات لم تحقق مصالح الشعوب الإفريقية بل قيادتها وأطلق عليها نادى الديكتاتوريين. نحو سنة 1995 قام القذافى بمبادرة وأصدر رؤساء إفريقيا إعلان سرت 1999. فى سنة 2000عقد مؤتمر قمة فى لومى لإصدار قرار إنشاء الإتحاد الإفريقى، وفى لوساكا سنة 2001 صدرت الموافقة على إنشاء منظمة الإتحاد الإفريقى. فى 2002 تم تدشينها فى أول اجتماع لها برئاسة ايمبيكى رئيس جنوب إفريقيا. اليوم يتكون الاتحاد من 54 دولة هى أغلب دول إفريقيا باستثناء المناطق التى مازالت تحت سيطرة دول أجنبية. إسبانيا تسيطر على جزر كنارى، فرنسا على اتحاد مايوت وبعض الجزر. البرتغال على ميديرا وجزر سافنج، وانجلترا على سانت هيلاتا مساحة دول الاتحاد الإفريقى 30.2مليون كم2 وشواطئها 24.165 كم. أغلبها على ارض القارة وجزيرة واحدة هى مدغشقر رابع أكبر جزر العالم. يقطن هذه الدول نحو 1.2مليار نسمة ومن المتوقع أن يتخطى هذا العدد حاجز 2.5 مليار فى عام 2050. تختلف طبيعة افريقيا تماما وكذلك ثقافاتها. يتحدثون الإنجليزية والفرنسية والعربية والإسبانية والبرتغالية والساحلية ولغات إفريقية. بها من 1.250 إلى 2.100لغة (نيجيريا وحدها بها أكثر من 500 لغة) واللغات قضية حيوية لها دراسات ومؤتمرات. يتشكل الاتحاد من الهيئات الآتية: برلمان عموم إفريقيا أعلى سلطة تشريعية فى الاتحاد ويتألف من 265 ممثلا منتخبا. الجمعية العامة للاتحاد الإفريقى وهى الهيئة الرئاسية العليا، وتعقد مرة سنوياً ويتم اتخاذ القرارات بالإجماع. مفوضية الاتحاد الإفريقى تقوم بدور الأمانة العامة للاتحاد، ومسئولية الإدارة وتنسيق الأولويات. المجلس التنفيذى يتألف من وزراء معينين من قبل حكومات الدول الأعضاء وله اختصاصات معينة ومسئول أمام الجمعية العامة. هذا بالإضافة إلى محكمة العدل الأفريقية، المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، المفوضية الإفريقية للقانون الدولي، الهيئات الاقتصادية والمالية، البنك المركزى الإفريقي، البنك الإفريقى للاستثمار (طرابلس، ليبيا)، صندوق النقد الأفريقى (ياوندي، الكاميرون)، مجلس السلام والأمن الإفريقي، المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافي، اللجان الفنية المتخصصة، المفوضية الإفريقية للطاقة. هذه المؤسسات تقوم بأنشطة جيدة لكن ينقصها الحيوية والإنجاز، تحتاج إلى رفع مستوى الكفاءة والإدارة الرشيدة ويلاحظ أيضا أنه ليس بينها مؤسسة للمرأة تختص بأحوالها. توجد إدارة للمرأة تأثيرها ضئيل بينما المطلوب استثمار طاقة 600مليون إفريقية لهن القدرة على العمل والعطاء. كان مقالنا السابق، دعوة لإنشاء منظمة للمرأة الإفريقية، لها بعض الاستقلال تعمل لمصلحة الجميع بغض النظر عن الخلافات بين حكوماتها، ولنا العبرة فى منظمة المرأة العربية التى بادرنا والسيدة بهية الحريرى بإنشائها حققت الكثير وعقدت المؤتمرات الثرية بالفكر والمشاركة فى عدد من العواصم العربية.. لكن عندما ضُمت إلى جامعة الدول العربية أصابها ما يصيب الجامعة من ركود وبيروقراطية. يحسب للاتحاد محاولة صنع السلام وحمايته وإنشاء مجلس السلام والأمن الذى يتخذ قرارات ملزمة للدول الأعضاء وله التدخل فى الدول فى حالات جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة (مادة 4) كان له دور فى صراعات دارفور، وجزر القمر، الصومال، والكونغو الديمقراطية وهناك محاولات لإنشاء قوة مستدامة لتكون بمنزلة قوة دائمة لحفظ الأمن الإفريقى. إفريقيا المستقبل: والبيئة إفريقيا قارة المستقبل فهى مازالت عامرة بالموارد رغم ما استنزفه منها المستعمر على مر القرون. لديها كمية هائلة من الموارد الطبيعية منها: 90% من البلاتين فى العالم. 60% من الماس فى العالم. ينتج منها 15% من الإنتاج العالمى للألومنيوم. 63% من الإنتاج العالمى للكوبلت لدى الكونغو الديمقراطية. 34% من الإنتاج العالمى من البوكسيت ينتج فى غينيا كوناكرى. أكبر احتياطى عالمى للكروم موجود فى جنوب إفريقيا فلديها 74% من احتياطى العالم، يليها زيمبابوى. وهناك كميات هائلة مكتشفة حديثا من النفط فى نيجيريا والسودان ومالى. بها أراض شاسعة صالحة للزراعة. يسجل لها ثلاث علامات دولية نهر النيل، السافانا، والصحراء الكبرى. ثرية فى تنوع النباتات والاستثمار والحيوانات والثروة السمكية التى بدأت تنحسر فى العالم مما زاد من أطماع الدول فيها. آخر تقرير دولى عن البيئة، يدعو للأسف بل الفزع، يشير إلى أن العالم على الأمد غير البعيد سوف يعانى نقص الموارد سوف تندثر بعض النباتات والحيوانات وتقل المياه وتتغير نوعية الهواء وتقل صلاحية الأرض..الخ وافريقيا قارة بكر يمكن أن تبدأ مشروعاتها وصناعاتها على أسس بيئية وتصدر القوانين والقرارات التى تحمى الموارد من الانقراض.إنها الثروة التى احتفظنا بها وهى مخزون المستقبل ودعامته إذا تمكنت من التخلص من النزاعات التى احيانا تفرض عليها من قوى خارجية يهمها استمرار الصراعات حتى تسيطر عليها. فى ندوة نقاش فى نيويورك حول الصراع الدامى فى إفريقيا بين قبائل كادت تبيد بعضها البعض... كانت الدول الكبرى تنتقد إفريقيا والإفريقيين على ما يحدث. اعترض د. بطرس غالى وقال بوضوح وقوة إفريقيا ليس بها مصانع سلاح وهى لا تنتج تلك الأسلحة التى أصبح ثمنها فيها أقل من رغيف العيش... وتساءل هل المشكلة فى الأفارقة أم فى الذين يمدونهم بالدعم والسلاح؟. رئاسة مصر لإفريقيا فرصة مواتية لإحداث نهضة إفريقية ومصر اعلنت برنامجا طموحا للسلام والتنمية رغم تكاثر مشكلات إفريقيا وما تواجه مصر من تحديات. برنامح هدفه مصلحة جميع دول القارة وشعوبها بالمشروعات المشتركة وبناء السدود والمصانع والزراعة والتعدين تجمع العلماء الأفارقة الذين يعملون خارجها لتمد شعوب القارة بالأمن والكرامة وتحد من مشكلات الهجرة وأخطارها ومصر تقوم بذلك حتى قبل رئاسة الاتحاد بإقامة السد المشترك مع تنزانيا ودورها فى صنع السلام فى جنوب السودان.. وغير ذلك كثير. حفظ الله مصر شعباً وقيادة. لمزيد من مقالات د. ليلى تكلا