تكرر اسم «حرب طروادة» فى عدة رسائل ب«بريد الأهرام» فما هى قصتها؟.. تقع مدينة طروادة فى منطقة الأناضول بآسيا الصغري، وهى من المدن التاريخية العريقة التى حجزت مكانا لها فى الذاكرة الإنسانية بشكل ليس له نظير، فظهرت هذه المدينة قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام تقريبا، وهى مدينة بحرية غنية، تميزت بأبوابها وأسوارها متقنة الصنع، وكذلك بمتانة حصونها وقلاعها، فكانت من المدن التى يصعب على الغزاة دخولها، ويرجع سبب شهرتها واستمرارها فى ذاكرة الشعوب إلى الحرب التى وقعت فيها والتى عرفت باسم «حرب طروادة». وهى تعتبر حربا تاريخية مهمة إلى حد بعيد، إذ تم تخليدها فى «الإلياذة والأوديسة» للشاعر اليونانى هوميروس، حيث تناولت هاتان الملحمتان بعض أحداث هذه الحرب العظيمة التى نشبت بين الإغريق وأهل طروادة، وذلك فى الفترة التى كانت تقع فيها طروادة تحت حكم أميرين من أمرائها هما: هكتور وباريس، وقد بدأت عندما قام باريس أحد أميرى طروادة بإغواء وخطف الملكة هيلين زوجة الملك مينلاوس ملك أسبرطة، وكانت هيلين من أجمل نساء العالم حينذاك، ولما طال حصار الإغريق لطروادة وأهلها لفترة دامت عشر سنين، دون نتيجة ابتدع أحد القادة الإغريق فكرة تمكنهم من دخول المدينة مستوحاة من علمهم بأن أهل طراودة يقدسون الأحصنة، فقاموا ببناء حصان أجوف من الخشب، يبلغ وزنة نحو ثلاثة أطنان طوله مائة وثمانية أمتار تقريبا، ثم ملأوه بعدد كبير من المقاتلين الإغريق، وتظاهر بقية الجيش الإغريقى بالرحيل، إلا أنهم فعليا لم يرحلوا، بل اختبأوا فى مكان ما، حتى تأتيهم اللحظة المناسبة لدخول مدينة طروادة، ووضع الحصان أمام المدينة، فقبل أهلها إدخاله وتسلمه، بسبب الجاسوس سينون المنتمى للجيش الإغريقى الذى أقنعهم بأن الحصان هو عربون ورمز للسلام، وبعد أن أدخل الطرواديون الحصان إلى مدينتهم أقاموا احتفالات عظيمة وصاخبة ابتهاجا بانتهاء الحرب، وأخذوا يشربون الخمور حتى الثمالة، عندما جاء الليل كانت أحوال أهالى طروادة يرثى لها، بسبب حالة السكر الشديد التى كانت تسيطر عليهم، وحينها خرج الجنود الإغريق من داخل الحصان، وفتحوا المدينة من الداخل أمام بقية الجيش الذى كان فى الخارج، وقام مقاتلوه بذبح كل رجال المدينة، وساقوا النساء والأطفال كعبيد لهم، وانتهت حرب طروادة بمقتل الأمير باريس، وعودة الملكة هيلين إلى زوجها الملك مينلاوس، وحرق المدينة بأكملها وصارت عبارة «حصان طروادة» رمزا تاريخيا للمخادعة فى الحرب أو السلام على مر الأيام والعصور. د. أنس عبد الرحمن الذهبى طنطا