شاهدت الفنانة الرقيقة نادية فهمى على خشبة المسرح لأول مرة فى عرض عالم كورة كورة إلى جوار والد ابنتيها الفنان سامح الصريطى والفنان مجدى إمام، ويقول عنها د. جمال عبد المقصود مؤلف تلك المسرحية: هى فنانة من طراز رفيع يصدق عليها النظرية القائلة بأن الفن فى إخفاء الفن. كان أداؤها شديد الطبيعية والبساطة والفهم للشخصية والمواقف التى تعبر عنها ولم تكن تسعى لتنال التصفيق بقدر ما تعمل على إنجاح مجموعة العمل والتعاون مع كل الزملاء بإيثار ودون طمع.. وخفة ظلها على خشبة المسرح تعادل حضورها وخفة ظلها فى الطبيعة وكل من عمل معها أحبها لعفويتها وصدقها الشديد. والحقيقة أن ما قاله د. جمال عبد المقصود ليس فيه أى مجاملة أو مبالغة فلقد تعرفت شخصيا على الراحلة نادية فهمى عندما تشرفت بالعمل معها فى مسلسل فوازير الأدباء من تأليفى وذات يوم أصيبت بأزمة كلى شديدة واصطحبها نجم العمل الأستاذ محمود ياسين فى سيارته الخاصة إلى المستشفى وتم إسعافها وأصرت هى بكل حماس على العودة إلى الاستوديو عكس نصيحة الطبيب لتستأنف العمل حتى لا تعطل الزملاء ولا تكلف المنتج المنفذ أجر يوم ضائع!! ولا أنسى لها دورها المميز فى مسلسل برج الحظ مع النجم محمد عوض من تأليف لينين الرملى وأدت دور حبيبة شرارة الذى تنطق اسمه بأسلوب هيستيرى ساخر يؤكد إمكانياتها الكوميدية كما أدت قبل أعوام قليلة دور الجدة العجوز فى مسلسل الخواجة عبد القادر مع النجم يحيى الفخرانى وكان لها حضورا فنيا ساحرا وقدرة على تقمص دور المرأة المسنة بأسلوب أبهر الجميع.. ولم يكن حتى أقرب الأصدقاء على دراية كاملة بتفاصيل معاناتها مع المرض فهى تؤثر دائما أن تخفى آلامها ولا تترك فى أذهاننا إلا البسمة والود والإحساس الصادق النبيل.. رحم الله الفنانة القديرة نادية فهمى.