تشرفت بمعرفة الفنان الدكتور خليل مرسى من خلال مسلسل رياح الشرق الذى أنتج قبل خمسة عشر عاما وكان يحكى عن فترة انهيار الخلافة الاسلامية في الاندلس.. كان د. خليل مرسى يجلس في البلاتوه هادئا يميل إلى الخجل والتواضع ولكن ابتسامته المشجعة لا تفارق شفتيه، وقد ابدى اعجابه بكلمات الاغانى التى كتبتها للمسلسل في رقة بالغة.. وظللت اتابع اعماله في السينما والتليفزيون والمسرح الذى كان بارعا فيه وأستاذا أكاديميا له.. تعلم على يديه مئات الموهوبين وايضا كان رئيسا لقسم المسرح بجامعة 6 أكتوبر، ورغم قيمته الفنية والأكاديمية عُرف خليل مرسى بالبساطة وقبول الأدوار الصغيرة في الحجم مادامت تؤدى دورا في الدراما، ولهذا شارك استاذنا الراحل في أكثر من 40 فيلما سينمائيا. وعلى خشبة المسرح مجال تخصصه وعشقه الأول قدم أعمالا عديدة ولكن لعدم اهتمامه برعاية نفسه والسعى لنشر اخباره الفنية لا توجد مصادر موثقة تحكى عن تاريخه المسرحى، بل حتى قاموس المسرح الذى كتبته د. فاطمة موسى في خمسة اجزاء وما يقرب من ألفى صفحة لم يذكر اسم خليل مرسى في سطر واحد.. ومن اعماله المسرحية الراسخة في الذاكرة راقصة قطاع عام مع يحيى الفخرانى، وتأليف الساخر يوسف عوف وأهلا يا بكوات مع النجمين حسين فهمى وعزت العلايلى وتاليف لينين الرملى واخراج عصام السيد.. شيء في صدرى ودستور يا اسيادنا للمخرج جلال الشرقاوى بالاضافة إلى أعماله مع النجم الكبير محمد صبحى في مشروع المسرح للجميع حيث قدما معا سكة السلامة وكارمن ولعبة الست والذى لعب فيه دور إيزاك عنبر اليهودى الرافض للفكر الصهيونى ولمعاداة الأرض التى نشأ وتربى عليها، وهى نفس الشخصية التى أداها في الفيلم القديم العملاق سليمان نجيب ولكن خليل مرسى لم يخف من المقارنة وقدم تصورا مختلفا للإضحاك لا يخلو من لمسات انسانية عالية ألهبت حماس المتفرجين.. كان استاذنا الراحل خليل مرسى قادرا على ان يحول الأدوار الصغيرة إلى بطولات عظيمة في المعنى والقيمة الفنية.