هم نفس الشباب المتهمون دائما بالوقوف بالطوابير أمام أبواب السفارات بحثا عن فرصة هجرة .. وهم أيضا المتهمون بنفاذ الصبر فى طوابير العيش وأنابيب الغاز .. نفس الوجوه والملامح المشربة بسمرة أرض النيل وقفت بالمئات أمام أبواب المستشفيات للتبرع بدمائهم لمصابى حادث قطار محطة مصر لإنقاذ العشرات ممن لا يعرفونهم شخصيا. حزن وغضب ودموع على الراحلين لم يغلقوا باب الأمل فى إنقاذ المصابين. الدعوات بالتبرع للدم طارت على مواقع التواصل الاجتماعى من صفحة لصفحة فى دقائق معدودة مسجلة أرقام «مشاركة» بالآلاف . وكانت النتيجة هذه المشاهد التى لن ترى مثلها أبدا فى أى بلد آخر. نساء ورجال وشيوخ .. و حتى الأطفال غير المؤهلين للتبرع بالدم ذهبوا فى محاولة للمشاركة. وظلت «السوشيال ميديا» بمثابة غرفة متابعة وتحليل للموقف، فرصدت المستشفيات التى أعلنت اكتفاءها والمستشفيات التى مازالت فى حاجة إلى متبرعين، وقدم البعض نصائح بضرورة تجنب المصابين بالأنيميا للتبرع ونصح آخرون المتبرعين بتناول سوائل وسكريات لتعويض الدم المفقود. المسألة لم تقف عند هذا الحد، فالمعدن الأصيل الذى كشفت عنه الفاجعة يؤكد أن فيه الخير إلى يوم القيامة.. حيث انتشرت دعوات من أطباء جلدية تبرعوا بعلاج المصابين وإجراء عمليات التجميل لهم مجانا.