وسط التغطية الإعلامية المكثفة التى تحيط بالقمة الأمريكية - الكورية التى تستضيفها فيتنام، يبقى قطار زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون المصفح الأكثر لفتا للأنظار وإثارة للجدل. فالجميع يريد أن يحل لغز ذلك القطار الذى اعتاد زعماء بيونج يانج الجيل تلو الآخر على استخدامه فى تنقلاتهم الداخلية، وزياراتهم الخارجية لعواصم العالم المختلفة. فقطار كيم الذى استقله إلى فيتنام للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليس ابتكارا شخصيا، بل تقليد متوارث عن والده كيم جونج إيل، وجده مؤسس كوريا الشمالية كيم إل سونج. فخلال سنوات الحرب الكورية الثلاث،كان سونج يتخذ من القطارات مقرا رسميا له لإدارة معاركه ضد كوريا الجنوبية. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين، شرع سونج فى بناء عدد من القصور التى عادة ما تكون إما على مقربة من محطات السكك الحديدية، أو لا يمكن دخولها إلا عن طريق القطارات الخاصة. ويعود ذلك الحب غير المفهوم للقطارات من جانب آل كيم إلى اعتبارها الأكثر أمانا لدى مقارنتها ببدائل السفر عبر الطائرات، فهى جميعا مصفحة ضد الرصاص. كما أن آل كيم يحرصون على أن تكون شديدة الرفاهية للتغلب على مشقة السفر. وهنا تجدر الإشارة إلى موكب زعيم كوريا الشمالية السابق كيم جون إيل الذى يعود لعام 2009 ، إذ كان يتكون من 90 عربة مصفحة ومزودة بمعدات اتصال شديدة الحداثة، مثل هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية لإتاحة الفرصة للزعيم الكورى الاطلاع لحظة بلحظة على كل مستجدات الأمور خلال رحلة السفر، فضلا عن أنواع الخمور الفاخرة التى تشحن جوا إلى قطار الزعيم ، وفرق من المطربات التى تخفف من ملل الرحلة لحين وصوله إلى غايته المنشودة. وبالرغم من كل تلك الإجراءات الأمنية المشددة والاحتياطات المسبقة، لم تسلم أيضا قطارات زعماء كوريا الشمالية من الحواث والاعتداءات .ففى عام 2004، شهدت مدينة بيونج شون الصينية الحدودية انفجارا مدويا راح ضحيته نحو 161 شخصا، فضلا عن 1300 مصاب، وأرجعه بعض الخبراء حينها إلى اشتعال بعض المواد المتلهبة التى تقلها القطارات الكورية. وروجت بيونج يانج حينها أن الحادث كان محاولة اغتيال فاشلة لزعيم البلاد، التى لم يحبطها سوى تقدم قطار الزعيم عن موعده المقرر. ومن حينها رفعت بيونج يانج مستوى الاحتياطات الأمنية، إذ تم اختزال قطارات الرئيس، التى تصل سرعتها القصوى إلى 60 كيلومترا فى الساعة، إلى 3قطارات فقط ، الأول تكون مهمته تأمين الطريق ، والثانى يحمل الزعيم الكورى، أما الثالث فيضم فريقا من الحراس الشخصى للرئيس، ومعدات الاتصال، فضلا عن الدعم اللوجيستى اللازم للرحلة.