بعد يوم من أعمال عنف دامية على الحدود، تصاعدت أمس الضغوط الدولية على الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو مع توعد الولاياتالمتحدة ب"اتخاذ إجراءات" لدعم الديمقراطية فى فنزويلا. وأعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، فى سلسلة تغريدات على موقع تويتر، أن «الولاياتالمتحدة ستتخذ إجراءات ضد هؤلاء الذين يعارضون إعادة الديمقراطية بشكل سلمى فى فنزويلا، الآن هو وقت التحرك لدعم احتياجات الفنزويليين اليائسين». وأدان بومبيو أعمال العنف التى ارتكبها من وصفهم ب"عصابات" مادورو ضد المدنيين، وذلك بعد مقتل شخصين وجرح أكثر من 300 آخرين فى مواجهات على الحدود بين أشخاص يحاولون إدخال مساعدات إلى فنزويلا من دول مجاورة وقوات موالية لمادورو تمنع إدخال هذه المساعدات. وكتب بومبيو فى تغريدة مصحوبة بصور من الاشتباكات على حدود فنزويلا، قائلا «ما هذا الطاغية المريض الذى يمنع وصول الطعام إلى الجياع؟»، وأشار الى أن هذه الهجمات تسببت فى وفيات وإصابات. وكان إدخال مساعدات إنسانية أمريكية إلى فنزويلا قد تحول إلى فوضى دامية أمس الأول بعد إطلاق قوات الحرس الوطنى الفنزويلى النار والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى على متظاهرين وإضرام النار فى شاحنات محملة بالمساعدات على الحدود مع البرازيلوكولومبيا مما اضطر سلطات البلدين إلى الأمر بإعادة الشحنات أدراجها، وذلك وفقا لما ذكرته منظمة حقوقية ومسئولون حكوميون فى كولومبياوالبرازيل وبورتريكو ومراسلون لوكالات الأنباء . وفى غضون ذلك، ذكرت دائرة الهجرة فى كولومبيا أن بعض جنود الحرس الوطنى الفنزويلى استغلوا حالة الارتباك للتخلى عن مواقعهم والعبور إلى كولومبيا، مشيرة إلى أن 60 عنصرا من القوات المسلحة الفنزويلية انشقوا عن مادورو. على صعيد متصل، يلتقى مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، اليوم الاثنين، مع خوان جوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية فى العاصمة الكولومبية بوجوتا على هامش اجتماع لزعماء مجموعة ليما الإقليمية. وكان مسئول أمريكى بارز قد كشف للصحفيين فى وقت سابق أن بنس سيكون مستعدا لإعلان فرض عقوبات مالية جديدة على حكومة مادورو خلال الاجتماع إذا رفضت السلطات الفنزويلية دخول المساعدات. وقال المسئول إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها اللاتينيين يبحثون سبل طرد أفراد أسر المسئولين العسكريين الفنزويليين الذين يعيشون خارج البلاد، ومن بينهم بعض من يعيشون فى جنوبفلوريدا. وفى سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الكولومبى كارلوس هولمز تروخيو أن كولومبيا ستسحب موظفيها الدبلوماسيين من كاراكاس فى أسرع وقت ممكن بعد إعلان فنزويلا قطع العلاقات مع بلاده. وقال هولمز تروخيو «كولومبيا لا تعترف بشرعية المغتصب مادورو، وتعترف كولومبيا بالرئيس خوان جوايدو»، على حد تعبيره. وقال إن جوايدو دعا الدبلوماسيين والقنصليين الكولومبيين إلى البقاء فى فنزويلا، ولكن من أجل حماية حياتهم وسلامتهم، ستعيدهم بوجوتا إلى الوطن فى أقرب وقت ممكن. وأضاف الوزير أن كولومبيا تحمل مادورو المسئولية عن أى اعتداء يطول ممثليها.