تحول إدخال مساعدات إنسانية إلي فنزويلا في إطار عملية محفوفة بالمخاطر للمعارضة الفنزويلية إلي فوضي دامية بعد إطلاق قوات الرئيس نيكولاس مادروو النار علي متظاهرين وإضرام النار في عدة شاحنات محملة بالمساعدات ومقتل شخصين وإصابة نحو 300 آخرين. وهدد زعيم المعارضة ورئيس البرلمان »خوان جوايدو» – الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد في 23 يناير الماضي- بجميع الخيارات لحل الأزمة في البلاد. وكتب جوايدو علي حسابه علي تويتر: »ظروف اليوم تجعلني أقرر الطلب رسمياً من المجتمع الدولي أن يفتح كل الخيارات لضمان حرية الوطن الذي يقاتل وسيستمر في القتال. الأمل ولد ليس من أجل أن يموت». وأعلن جوايدو مشاركته في اجتماع مجموعة ليما اليوم في العاصمة الكولومبية بوجوتا مشيرا إلي أنه سيجتمع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس علي هامش الاجتماع لبحث الإجراءات الدبلوماسية الممكنة والتعاون. وحاولت المعارضة أمس الأول إدخال مساعدات أمريكية مكدسة في كولومبيا إلي فنزويلا يرفضها مادورو ويعتبرها حجة للتدخل العسكري إلا أن قوات مادورو منعتهم بالقوة واستخدمت الغاز المسيل للدموع. واضطر قارب يحمل مساعدات من جزيرة »بورتوريكو» الأمريكية إلي أن يعود أدراجه بعد تلقيه تهديدا مباشرا باطلاق النار من الجيش الفنزويلي. وبعد وقوع أعمال العنف أمرت كولومبيا شاحنات المساعدات بالعودة من المناطق الحدودية. واستغل بعض جنود الحرس الوطني الفنزويلي حالة الإرباك للتخلي عن مواقعهم والفرار إلي كولومبيا. وقالت دائرة الهجرة في كولومبيا إن 60 من القوات المسلحة الفنزويلية انشقوا عن مادورو. وكان مادورو قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا لدورها في محاولات إيصال المساعدات إلي أراضيه عبر الحدود المغلقة بين البلدين. وقال مادورو إنه يمهل أعضاء السفارة الكولومبية 24 ساعة لمغادرة البلاد. وأدان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعمال العنف التي ترتكبها »عصابات» مادورو ضد المدنيين. وأكد بومبيو أن بلاده ستتخذ إجراءات ضد من يعارضون الديمقراطية في فنزويلا مشيرا إلي أن الوقت قد حان لدعم المحتاجين بفنزويلا الذين يكافحون من أجل الحرية. جاء ذلك في وقت شهد فيه حي وول ستريت بنيويورك مسيرات مطالبة بوضع حد للتدخلات الأمريكية في شئون فنزويلا. وفي روسيا اعتبرت موسكو إيصال المساعدات إلي الدول الأخري بالقوة يشكل عملا استفزازيا ومحفوفا بالمخاطر والصدامات التي يمكن أن تكون ذريعة لاستخدام مؤيدي المعارضة القوة.