ألم وحزن شديد يعتصر القلوب حزنا على شهداء الوطن فى حادث الدرب الاحمر الإرهابى الذى سقط خلاله ثلاثة من الشهداء الأبرار وهم المقدم رامى هلال الضابط بقطاع الامن الوطنى وأمينا الشرطة محمد خالد ومحمو ابو اليزيد على يد الإرهابى الذى كان يستهدف دماء المصريين عموماً ولولا تدخل الشهداء الثلاثة لسقط العديد من الشهداء فى هذا الحادث، الا أن الشهداء الثلاثة قاموا بإيمان قوى بالسيطرة عليه وهم يعلمون أنه يضع حزاماً ناسفاً حول جسده وانهم فى الأغلب سوف يفقدون حياتهم ولكنهم بايمان قوى آثروا الشهادة وانقاذاً للمنطقة وسكانها من كارثة محققة، مضحين بأنفسهم وسعادة ومستقبل أبنائهم الصغارمن أجل أن تحيا مصر وشعبها العظيم. وهذه هى عقيدة رجال الشرطة الذين يقدمون على الموت من أجل الدور المنوط بهم تجاه الوطن، وهنا لا فرق بين كبير فيهم أو صغير فكما يموت الجندى يموت معهم ضباط كبار، يضرب هؤلاء الابطال أروع الأمثلة يوما بعد يوم فى خياراتهم بين حياتهم وبين واجبهم، فهم يعلمون أنهم سيدفعون حياتهم عند التصدى لذلك الإرهابى الذى يحمل المتفجرات ولكن ذلك لم يمنعهم من اداء واجبهم، وهذا واحد من الفروق التى تميز بينهم وبين الإرهابيين الذى يدمرون الوطن و يقتلون الابرياء من رجال الأمن الذين يدافعون عن الوطن، ورغم أن الشهيد والإرهابى يعلمان كلاهما أن المهمة ممكن أن تنتهى بفقدانهم لحياتهم إلا أنه شتان بين عقيدة دافعها الكره والحقد وبين عقيدة الشرطة التى لا يدفعها سوى الحب والاخلاص للوطن . وهؤلاء السفاحين بعضهم عاش وتربى خارج وطنه مثل هذا الإرهابى ، وهو مايؤكد ان هناك دولاً ترعى الإرهاب ليس فى مصر وحدها بل فى إماكن كثيرة بالمنطقة لتدمير الشعوب ، ومنذ عقود تبنت مصر مطلباً دولياً بعدم السماح بإيواء تلك العناصر وتمت المراسلات بين أجهزتنا الأمنية وبين أجهزة أمن دولا كبيرة للتنبيه بخطورة تلك العناصر وطلب القيادات السياسية فى بلادنا لهذه المطالب وأخرها ما قام به الرئيس السيسى فى مؤتمر ميونخ للإمن . فتحية تقدير وإجلال لرجال الأمن الوطنى الذين استطاعوا فى اقل من 24 ساعة الوصول الى هذا الإرهابى ، وهو ما يطمئننا على أجهزتنا الأمنية التى تملك المعلومات والوصول إلى المعتدين وتمنع جرائمهم قبل تنفيذها. أن بطولة الشهداء حالت دون إرتكاب الإرهابى جريمة تفجير أخرى قد يكون متجها لتنفيذها إلا أن محاولة القبض عليه حالت دونها. فهؤلاء هم ابطال مصر والمجد كل المجد للشهداء لمزيد من مقالات محمد شومان