بلا شك أننا كلنا سنموت عاجلا أم آجلا وسواء قصر العمر أم طال، ولكن هناك أناسا هنيئا وطوبى لهم أن اختارهم الله وحباهم أن تكون حسن الخاتمة لهم هي الشهادة في سبيل الله، وهم خير أجناد الأرض من أفراد الجيش والشرطة الذين قدموا أرواحهم ودماءهم خلال محاربة الإرهاب الأسود وذلك فداءً لوطنهم وللحفاظ على حبات تراب الأرض المصرية من كل غاشم يحاول تدنيسها. وهؤلاء الشهداء الأبرار ضحوا بحياتهم لكي نعيش في أمان، ولذا تحفر أسماء هؤلاء الصناديد في قائمة الشرف والبطولة التي تفتخر وتحتفل بها مصر وكل مصري كل عام، وذلك يوم الشهيد، لكي نقدم لهم الوفاء والعرفان لما قدموه لبلدهم ولشعبهم من تضحية وفداء. ويوم الشهيد يعكس اعتزاز الوطن بأبنائه ويجسد أسمى معاني العطاء والروح الوطنية المخلصة والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين افتدوا الوطن بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الزكية فداءً للوطن وصونا لقدسية ترابه، تاركين وراءهم الزوجة الأرملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء اليتامى، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن، مدافعين عن أمنه وسلامته، ومسطرين في سجل الوطنية المصرية صفحات المجد والكرامة يعتز بها كل أبناء مصر. إن كل شهيد يسقط من الجنود وصف ضابط وضابط من أفراد القوات المسلحة والشرطة خلال مواجهته لقوى الإرهاب الأسود هو عريس السماء الذي فاضت روحه وهو يتصدى بكل شجاعة لقوى التطرف والإرهاب واهبا روحه فداءً لوطنه مزهوا بمجده بعد أن نال الشهادة وترك النصر إرثا لأبنائه وأهله ولكل بني وطنه ودون أن تذل إرادة مصر الأبية أو يتم العبث بأمن مصر واستقرارها. وفي الحقيقة، لا تمر أي مناسبة إلا ويقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم أسر الشهداء، ليؤكد أن الشهداء وأسرهم في عقل وفكر ووجدان القيادة السياسية والدولة، والاعتزاز بتضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية فداءً للوطن، وليظل العرفان بدور أسر الشهداء عنوان وفاء وواجبا وطنيا لأنهم قدموا فلذات أكبادهم من أجل حماية الوطن والدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء عليه، ومستلهمين من أرواحهم الطاهرة الإرادة والتحدي على العبور بمصر إلى آفاق من التنمية والاستقرار.