نحن في عام 2019 وقد مر قرن بكامله علي قيام ثورة 1919 التي لم يعرفها المصريون إلا من خلال المناهج الدراسية وأفلام السينما خاصة فيلم بين القصرين الذي حفظناه عن ظهر قلب. وفيه رأينا المصريين من جميع الطوائف خاصة الرجال والنساء يحملون صورة الزعيم سعد زغلول. الغريب أننا ونحن نتصفح أفلام السينما سوف نجدها قد قامت بتأريخ مصر الحديثة في القرنين الماضيين من خلال أهل المغني والطرب وليس الزعماء والمناضلين الذين ناهضوا الاستعمار أو الذين شاركوا في بناء مصر الحديثة وفي المقدمة محمد علي باشا والخديو إسماعيل والزعيم أحمد عرابي, والخديو عباس حلمي الثاني والزعيم محمد فريد وسعد زغلول ومصطفي النحاس. وبتصفح الأفلام التي تناولت وقائع ثورة 1919 وعددها يبلغ العشرة افلام سنجد أن زعيم الثورة لم يكن في هذه الأفلام سوي صورة يحملها المصريون وهم ينطلقون في شوارع المدن المصرية ينادون: سعد سعد يحيا سعد, وقد ظل صاحب هذا الاسم بمنزلة الحاضر الغائب واذا كان المخرج أحمد بدرخان قد قدم سيرة الزعيم مصطفي كامل في فيلم عرض عام 1952 ثم فى فيلم عن الموسيقار سيد درويش دارت أغلب وقائعه عام 1919. فإن سعد زغلول لم يظهر علي الناس إلا بشكل عابر في العام 1996من خلال فيلم البطل اخراج مجدي أحمد علي. حدث هذا في كل عصور السينما طوال القرن العشرين، فالسينما تجاهلت زعيم الثورة بشكل ملحوظ وعليه فلا نستطيع مطالبة شركات القطاع الخاص أن تتذكر سعد زغلول وأيضا قادة النضال والكفاح والتنوير الآخرين. والغريب أن الأمر انتقل بصورة مقاربة تماما للدراما التليفزيونية. لمزيد من مقالات محمد نصر