اسمها سناء البيسى ولقبها المتداول بيننا فى أروقة الأهرام «كاتبة الروائع» فكل سطر تخطه يماثل إنسيابية خطوط رسوماتها البديعة التى كانت تزين صفحات الأهرام فى بداية مشوارها الصحفى لكن المفاجأة الكبرى أن تكتشف هذه الأيام بعدا روحيا وصوفيا جديدا يرتدى ثوبا جديدا من ثياب المؤرخين فى كتابها الأخير «عالم اليقين». والكتاب تحفة أدبية وتاريخية ودينية تحوى العديد من سير العظماء فى التاريخ الإسلامى لكن عشق الكاتبة «للأهرام» دفعها إلى أن تسجل اعتزازها بالأهرام من خلال نشرها لأول رسالة بعث بها المفكر العظيم محمد عبده إلى الأهرام قبل أن يستهل كتابته فيها بدءا من العدد الخامس للسنة الأولى قبل 133 عاما مضت حيث قدمته الأهرام بقولها: «وردت إلينا هذه الرسالة من قلم العالم العلامة والأديب الفهامة الشيخ محمد عبده أحد المجاورين بالأزهر فأدرجناها بحروفها التى من بينها» «استدار الزمن كهيئته ورجع الأمر إلى بدايته وقفل التمدن إلى مسقط رأسه ومقر تربيته فورد ديار مصر ورود الأهل وتمكن بها تمكن الأصل وأنشأ لنا جريدة الأهرام المؤسسة على قواعد وأحكام الأحكام الكافلة بإرشاد المسترشدين وتنبيه الغافلين بالمعانى الدقيقة والأفكار العالية المؤيدة بالبراهين فيا لها من جريدة أسست قواعدها فى القلوب وامتدت مبانيها لكشف الغيوب وتنادى مقالها وخبرها: حى على الفلاح وهلموا إلى موارد النجاح لا تقفوا عند صورة المبنى ولكن تجاوزوا عند المعنى تلك أهرام أشباح وهذه غذاء أرواح». وفى اعتقادى أن ما قاله المفكر العظيم محمد عبده يمثل أعظم شهادة نالتها الأهرام وتحتاج إلى احتفاء لائق بها ليس فقط كلوحة تاريخية لتزيين جدران المبنى العريق وإنما لتكون رسالة تنبيه لأجيال جديدة ينبغى عليها أن تسعى للحفاظ على قيمة ومعنى هذه الشهادة التى ظلت طوال هذه السنوات أشبه بكنز مدفون لا يعلم أحد عنه شيئا.. شكرا سناء البيسى! خير الكلام: من رأى الجمال ولم يعجب به فهو قبيح! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله