عواصم عالمية - وكالات الأنباء: بعد ساعات من انطلاق مؤتمر «الأمن والسلام بالشرق الأوسط» فى العاصمة البولندية وارسو، أعلن نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس أن الخلافة المزعومة لتنظيم «داعش» الإرهابى ستكون قريبا جزءا من الماضي. وقال بينس فى كلمة، أمام وزراء خارجية ومسئولين من أكثر من 60 دولة، بوارسو «التطرف والإرهاب هما أخطر التحديات التى تواجه المنطقة»، داعيا شركاء الولاياتالمتحدة فى أوروبا إلى الانضمام لصف واشنطن فى الملف الإيرانى والانسحاب من الاتفاقية النووية التى تعود لعام 2015. وأضاف بينس أنه «من المحزن أن بعض شركائنا البارزين فى أوروبا أصبحوا أخيرا غير متعاونين، بل إنهم سعوا لابتكار آليات للاتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران»، معتبرا أن النصيحة السيئة من شأنها تقوية إيران فحسب، وإضعاف أوروبا، وزيادة المسافة بينها وبين الولاياتالمتحدة فى المقابل. ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إلى «عهد جديد من التعاون فى مواجهة التحديات بالشرق الأوسط»، مؤكدا أنه «ليس بوسع أى دولة البقاء على الهامش».وأضاف «تسعى الولاياتالمتحدة لعهد جديد من التعاون بين كل بلداننا بشأن كيفية مواجهة هذه القضايا»، ممتنعا عن توجيه انتقادات مباشرة لإيران، لكنه وضعها ضمن قائمة التحديات الإقليمية التى شملت أيضا ملفات سوريا واليمن و«السلام الفلسطينى - الإسرائيلي». واتهم بومبيو، فى تصريحات لشبكة «بي.بي.إس» الإخبارية البولندية، إيران بتنفيذ حملة اغتيالات فى أنحاء أوروبا، مشيرا إلى أن هذا السلوك الإيرانى تحول لظاهرة عالمية. وكان قادة القوى الأوروبية الكبرى قد قاطعوا مؤتمر وارسو، معربين عن قلقهم إزاء توجه السياسة الأمريكية المعلن حيال طهران. كما رفضت روسيا، التى تنظم قمة فى سوتشى لبحث النزاع فى سوريا، حضور المؤتمر. وأرسلت تركيا، الدولة العضو فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، طاقم سفارتها بوارسو لتمثيلها خلال المؤتمر. كما صرح وزير الخارجية البولندى جاسيك تشابوتوفيتش، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع بومبيو، بأن «الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة يرون نفس التهديدات فى الشرق الأوسط، لكنهما يختلفان أحيانا حول طريقة حل هذه الأزمات». واستبق الاتحاد الأوروبى مؤتمر وارسو الأسبوع الماضى بإعلان موافقته بالإجماع على الاتفاق النووى الإيراني، الذى ألغته واشنطن أخيرا بشكل منفرد بالرغم من تأكيدات المفتشين الدوليين التزام طهران به. على الصعيد نفسه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بمؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط، معتبرا أنه «منعطف تاريخي، ويعبر عن تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا، وما نحتاجه إليه لضمان الأمن». وأضاف:«خلال العشاء الافتتاحى للمؤتمر جلس حوالى ستين وزيرا للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، ورئيس وزراء إسرائيلى ووزراء خارجية دول عربية كبرى ليتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذى يشكله النظام الإيراني، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جوانب فى الحياة». وعلى هامش المؤتمر، صرح جاريد كوشنر، كبير مساعدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن واشنطن ستكشف عن خطتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل المعروفة ب«صفقة القرن» بعد الانتخابات الإسرائيلية فى أبريل. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن وسائل إعلام إسرائيلية قول «كوشنر»، فى جلسة مغلقة مساء أمس الأول مع وزراء خارجية مشاركين فى مؤتمر وارسو: «سنقدم خطة السلام بعد انتخابات 9 أبريل فى إسرائيل».