حالة من الرواج السياحى والسياسى تشهدها مدينة أسوان بعد تكرار زيارة كبار رجال الدولة إلى مدينة الجنوب، خاصة أنها شهدت ركودا ملحوظا وهجرها معظم العاملين بالسياحة فى فترات سابقة. ومنذ أشهر قليلة وبعد استقرار الحالة الأمنية، عادت السياحة تزدهر من جديد وظهرت أفواج سياحية من جنسيات مختلفة تأتى لزيارة مصر للمرة الأولي، وهناك من يزورها للمرة الخامسة كتقليد للاستمتاع بشمس أسوان الدافئة، وآثارها والطبيعة الساحرة بها، وهذا ما يتناقلونه عبر الجنسيات المختلفة، وشهدت إشغالات الفنادق، زيادة كبيرة بالتزامن مع احتفالات أسوان بعيدها القومي، وكانت للسياحة الداخلية أثرها الواضح مع وصول رحلات من الاندية الاجتماعية والرياضية ورحلات قطار الشباب التى تنظمها وزارة الشباب والرياضة. والتقينا بأسرة مصرية قادمة ضمن فوج سياحى تنشيطاً للسياحة الداخلية، حيث يقول د.عمرو عبد الفتاح أستاذ التخدير بطب عين شمس انه أصر على إصطحاب أسرته لزيارة أسوان، تنشيطاً للسياحة الداخلية بدلا من السفر للخارج، حيث تمتاز أسوان بالجو الدافئ والمناظر الطبيعية الخلابة، مضيفا أن زيارتهم بدأت بمدينة الأقصر وكوم امبو وتنتهى فى أسوان، مشيرا إلى أن الأجانب المصاحبين للفوج السياحى انبهروا بالمزارات السياحية، مؤكدين أنها أفضل من زيارتهم الأخيرة لدولة إسبانيا. ويقول محمود حسين حربى عامل بسياحة المراكب النيلية إن هناك تحسنا فى الاقبال على السياحة النيلية بنسبة50%، وذلك مقارنة بالأعوام السابقة، كما بدأ قدوم سائحين من جنسيات جديدة لم تكن تأتى إلى مدينة أسوان من قبل، مثل دول جنوب شرق آسيا، ككوريا وتايلاند والصين، مشيرا إلى ان هؤلاء السياح يظهرون إعجابهم الشديد بالمدينة والمزارات السياحية المتميزة عن باقى دول العالم، إلى جانب الجو الدافئ، موضحا أن أسوان تمتاز بالأسعار السياحية المناسبة، مطالبا بتطوير كورنيش النيل نظرا لإقبال السياح الشديد عليه. ويضيف أحمد عثمان سائق حنطور أن ركوب الحنطور من التراث الفرعوني، وضمن البرنامج السياحى لزائرى المدينة، ويشهد هذه الأيام رواجاً نظرا لتحسن السياحة فى المدينة، حيث يقوم السائحون بجولة حرة بالحنطور تضم كورنيش المدينة، وفندق كتاراكت الاثري، والمتحف النوبي، ومسجد الطابية، وكنيسة «كاتدرال»، والسوق السياحية. وتؤكد د. حسناء محمد المهدى موجه عام بالتعليم الثانوى بأسوان أن مصدر رزق الشباب فى المدينة هو السياحة، وأننا نمر فى مصر بمرحلة انتقالية، وان القادم أفضل، مشيرة الى ان البسطاء والشباب والمرأة فى مدن الصعيد بحاجة إلى مزيد من الاهتمام وبخاصة فى أسوان، مع إعطاء اهتمام للمشروعات الصغيرة وبرامج المرأة المعيلة والأسر المنتجة وزيادة مخصصات المحافظة، وذلك فى ظل ارتفاع المواد الخام، مع تفعيل دور الرقابة لمديرية التموين على الأسعار، والوصول للمواطن البسيط من خلال مبادرات اقتصادية حتى يصل الدعم للمواطنين. ويقول سلامة منزلى طه أحد المواطنين أن الأوضاع الأمنية فى أسوان مستقرة، وذلك ينعكس على زيادة الإقبال السياحى بالمدينة، ولاحظنا وجود المحافظ اللواء أحمد إبراهيم فى جولات ميدانية فى الشارع الاسوانى لحل الأزمات التى قد تطرأ فى أى وقت كالمرور، وأعمال توسعة ورصف بعض الطرق ومنها طريق المطار، كما أبدى اهتماما بملف القمامة ونظافة الشوارع. ويضيف محمود المصرى عامل بأحد البازارات ان أسوان مدينة سياحية بالدرجة الاولى ويعتمد دخلها على السياح، ويرى ان هناك تحسنا فى الوفود عن العام الماضي، من دول كألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وكوريا واليابان، كما أن هناك تحسنانسبيا فى حالة البيع والشراء، موضحا أن السائح يقبل على شراء المشغولات اليدوية، والأحجار الكريمة، والأحجار من الجرانيت والتماثيل الفرعونية، إلى جانب مشغولات ومنتجات تراث النوبة وأسوان، مشيرا الى أهمية تكثيف التسويق السياحى عالميا لمدينتى الأقصروأسوان فى سوق السياحة العالمية، وتطوير السوق السياحى وتحديث إضاءته وكذلك كورنيش النيل. والتقينا بالسائح «لوبى فيليب رنيرايد» من مدغشقر الذى كان بصحبة زوجته على كورنيش أسوان يتبادلان الضحكات، وسألناهما عن إنطباعاتهم بزيارتهما لأسوان، حيث أكد لوبى أنها المرة الخامسة التى يزور فيها مصر لأنها تمثل له حلم الوجود فى التاريخ والأزمنة العريقة، ويحرص بصفة خاصة على الوجود فى مدينتى أسوانوالأقصر فى مثل هذا التوقيت من كل عام، للاستمتاع بالمزارات السياحية والمعابد. وأضاف فيليب أن اكثر ما يسعده فى زيارته مصر، هو الإحساس بالدفء وإبتسامة البسطاء من الأسوانيين، واستمتاعنا بجولة المركب «الفلوكة» فى النيل، وسنغادر الى مرسى علم لقضاء 12 يوما، وتضيف زوجته: أنها تزور أسوان للمرة الأولي، وان معبد ابو سمبل هو الأفضل حول العالم، وإنها استمتعت بالجولة النيلية، وأكدت أن أسوان مدينة هادئة ومستقرة أمنياً، وليس كما تذكره الشائعات بالخارج، وطالبت بضرورة الاهتمام بنظافة المزارات السياحية والاهتمام بالنباتات والحدائق. بينما يقول راشيد ويليامز بريطانى الجنسية ان هذه زيارته الثالثة لأسوان وكانت زيارته السابقة منذ نحو 20 عاما، وخلال تلك الفترة حدث تطوير كبير للمدينة، مضيفا أنه يحب زيارة أسوان ومصر لأنها تأتى فى مقدمة دول العالم السياحية لما تضمه من آثار وتاريخ متميز، والحضارة الإسلامية والمعابد الضاربة بجذورها فى تاريخ البشرية، وتمتاز أسوان عن المدن المصرية الأخرى التى زارها بالهدوء، وبساطة أهاليها، وروحهم الودودة. وتلتقط زوجته «إليزابيث ويليامز» أطراف الحديث، قائلة: أن هذه هى زيارتها الثانية خلال 10 سنوات، وأنها زارت جزيرة غرب سهيل ومقبرة اغاخان، وقامت بجولة نيلية، وسبق أن قمنا بزيارة مدينة الأقصر وكوم إمبو والغردقة والإسكندرية، ونعتبر زيارتنا هذه المرة هى الأفضل، رغم أننا قمنا بجولات أخرى فى عدة دول عربية مثل المغرب، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بالقرية النوبية ونظافتها، وتحديد أسعار الرحلات النيلية خاصة لمعبد أبو سمبل. فيما أكد اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان أن السياحة إستردت عافيتها ويشعر الجميع بالاستقرار الأمنى بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن العالم أجمع أشاد بموقف مصر القوى للتصدى لهذه الظاهرة «الإرهاب» وتم إنحصارها بفضل تكاتف جميع الدول العربية والاوروبية والافريقية. وحول تطوير السوق السياحية وشكوى البائعين، أكد المحافظ أن هناك إعتمادات مالية بلغت 47 مليون جنيه لتطوير كورنيش النيل واعادة رصف الطرق وتطوير السوق السياحية وإعادة رصفه من جديد خلال الاشهر المقبلة لإعادة المظهر الحضارى للمدينة. وأضاف إبراهيم أن السياحة عادت بنسبة 70%، وأن نسبة إشغالات الفنادق بلغت 95%، وفى الأيام المقبلة ستزداد نسبة الليالى السياحية إلى 100% مع دخول المراكب العائمة فى المراسى النيلية على امتداد كورنيش النيل، وأشار المحافظ أن هناك إستعدادات مكثفة لاستقبال الأفواج السياحية، بالإهتمام بالنظافة ومكافحة المتسولين، وتشديد الأمن فى المزارات السياحية والمعابد والفنادق والمتاحف وكورنيش النيل، مضيفاً أنه تم تحديد موقف خاص للحنطور على الكورنيش ليسهل على السائحين إستقلاله مع تحديد تعريفة له حتى لا يستغل أصحابها السائح، مشيرا إلى تعاون الجميع من أجل راحة الضيوف ونجاح الموسم السياحى لتعود اسوان قبلة للزائرين.