وحشتنا السياحة.. واشتقنا للأفواج التي تملأ الشوارع ليل نهار.. بهذه الكلمات بدأ العاملون في مجال السياحة من مرشدين ومراكبية و سائقي الحناطير وأصحاب البازارات حديثهم ل االأهرام المسائي ب وهم يرصدون حركة الأفواج السياحية التي بدأت تهل علي أسوان خلال هذه الأيام. في البداية التقينا عددا من السائحين الألمان في أسوان, حيث أعربوا عن سعادتهم البالغة بمشاهدة آثار مصر العظيمة, وقال ماكسميليان شاب ألماني يبلغ من العمر15 عاما أعيش في مدينة ليوبك وقرأت كثيرا عن عظمة الحضارة المصرية وعراقتها باعتبارها أقدم الحضارات في العالم وكم أنا سعيد بالوجود هنا في أرض الحضارات التي لا تكفيها زيارة واحدة, مشيرا إلي أنه جاء بصحبة عائلته وزار معابد فيلة وكلابشة وأبو سمبل كما تمتع برحلة نيلية زار خلالها معابد كوم أمبو وإدفو وإسنا وآثار الأقصر الرائعة, وعند عودته إلي ليوبك سينقل إلي أصدقائه وزملائه ما شهده من روعة الآثار والطبيعة الخلابة التي تستحق أن يقطع لها أي إنسان في العالم آلاف الأميال ليشاهدها علي الطبيعة. وأعربت ساندرا افتاة نمساوية ب عن سعادتها بزيارة مصر والأقصروأسوان وقالت أنا غير مصدقة إنني في أحضان المعابد الشامخة التي لاتزال شاهدة علي حضارة7 آلاف سنة, وأضافت أن زيارة مصر لاتكفي مرة واحدة, وسنعود إليها مجددا بعد أن شربنا من مياه النيل تأكيدا للمقولة الشهيرة التي نعرفها. وقال شتيفي مولر ألماني إنه انتظر كثيرا حتي انتهت تحذيرات حكومته بزيارة مصر, وهو الآن يحقق حلم حياته, مضيفا أنه لمس في أسوان الأمن والاستقرار بشكل يفوق دولا كثيرة في العالم, وقال من هنا أبعث برسالة إلي جميع دول العالم بأن يزورا مصر الجميلة بلد الكرم التي وجدنا فيها كل الترحاب. خبراء السياحة يتحدثون يقول عبد الناصر صابر إن الموسم السياحي في أسوان الذي بدأ بقوة منذ أيام سيكون موسما غير مسبوق علي الإطلاق, وهو ما يعد فرصة ذهبية لكي نقدم السياحة الثقافية في الأقصروأسوان في أبهي صورها بشكل جديد, بعد السنوات العجاف التي مر بها القطاع في الجنوب منذ2011, ويضيف أن الأمن والاستقرار الذي تشهده مصر في عهد الرئيس السيسي كان ولايزال هو السبب الأول في إنقاذ ملايين العاملين في السياحة بالأقصروأسوان, وكشف نقيب المرشدين السابق عن أن هناك88 فندقا عائما تعمل حاليا بين أسوانوالأقصر وسينضم إليها20 فندقا أخري الأسبوع المقبل, والجميل إن نسبة الإشغال بهذه الفنادق تصل إلي100%, وأخيرا وجه صابر الشكر للأجهزة الأمنية ممثلة في شرطة السياحة بإدفو علي استجابتها السريعة وإعادة الانضباط والسيطرة إلي محيط المعبد بعد تعرض الأفواج السياحية لمضايقات الباعة والسماسرة من قبل. وحول الجنسيات التي تتصدر المشهد السياحي في محافظة أسوان أشار المرشد السياحي أشرف بشري عضو مجلس نقابة المرشدين الفرعية بأسوان إلي أن أغلبية الأفواج حاليا من سائحي ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا, بالإضافة إلي الصينيين وسائحي أمريكا اللاتينية, وقال أنه لأول مرة تشهد حركة السياحة الثقافية في الجنوب رواجا من سائحي بلغاريا ورومانيا أيضا, وأكد بشري أن نقابة المرشدين بأسوان قامت مؤخرا بتحديد أجور أعضائها بما يتناسب مع ما يبذلونه من جهد لتقديم منتج سياحي جيد يتناسب مع سمعة مصر السياحية, موضحا إنه تم التنسيق مع غرفة شركات السياحة بأسوان في هذا الشأن من قبل ولكن لم يكن هناك التزام بالاتفاق, الأمر الذي معه نناشد وزيرة السياحة التدخل لوضع آلية تنظم أجور المرشدين اليومية طبقا للمزارات الأثرية التي يعملون بها حتي يمر الموسم السياحي بلا مشكلات. أما وائل فاروق الصاوي فتحدث عن ضرورة الاهتمام بحالة النظافة في الشوارع الرئيسية والداخلية في مدينة أسوان, خاصة في مداخل السوق السياحي القديم الذي يعد من أهم مايحرص السائح علي زيارته في المدينة, وطالب بالتصدي لظاهرة االتوك توك ومخلفات وروث حيوانات الحناطير التي تعكر وتشوه كورنيش النيل, كما طالب بأن تسرع المحافظة والوزارات المعنية بتنظيم احتفالية تليق بظاهرة تعامد الشمس علي معبد أبو سمبل, خاصة وأن ظاهرة التعامد ستكون يوم الإثنين وهو يوم مزدحم بالسائحين. البازارات في انتظار الفرج ولأن البازارات السياحية ومحال بيع العاديات والعطور من أهم ما يحرص السائح علي زيارته في السوق العتيق بأسوان, فإن العاملين في هذا المجال ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر, حيث طالب محمد عبود بضرورة عودة برنامج زيارة السوق للأفواج الأجنبية والمصرية, خاصة وأننا كعاملين في هذا المجال عانينا كثيرا بعد ثورة يناير. وقال مؤمن محمد إن الأفواج السياحية بدأت تتدفق علي أسوانوالأقصر ونتمني أن تستمر, مشيرا إلي أن هذا الموسم ينتظره الآلاف من العاملين في قطاع السياحية بأسوان سواء في الفنادق العائمة أو الثابتة أو البازارات ومحال السوق السياحي والمطاعم السياحية والكافيهات والباعة الجائلين, وأعرب مؤمن عن أمله في تضافر جهود جميع الأجهزة من أجل تجميل وتطوير مدينة أسوان عاصمة المحافظة, حتي يتمتع السائح بالمدينة الرائعة.