لو كانت ظاهرة تعامد الشمس علي معبد أبو سمبل والتي تستعد محافظة أسوان للاحتفال بها بعد أيام في أي مكان بالعالم لتغير الأمر برمته تماما ولما كانت هناك غرفة واحدة خالية في فنادق المدينة ولكن للأسف الشديد فإن هذا الموضوع الذي يحمل مقترحات ومطالب رجال السياحة في أسوان يثار كل عام مرتين الأولي في فبراير والثانية في أكتوبر حيث تحدث الظاهرة الفلكية الإعجازية وللأسف أيضا فإن هذه المطالب لاتلقي أي استجابة لا من وزارة السياحة أو من وزارة الثقافة. وجدد السياحيون مطالبهم بأن يكون هناك ترويج للظاهرة قبل الاحتفال بها بفترة فربما كان ذلك بداية لعودة السياحة الخارجية مرة أخري, كما طالبوا باستغلال نجاح موسم السياحة الداخلية في أسوان والأقصر للتدليل علي استقرار الأوضاع الأمنية في الجنوب خاصة في ظل القرارات الأربعة التي اعلنتها الحكومة أول أمس بشأن دعم وتنشيط السياحة في مصر. من جانبه تمني عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق أن يخرج احتفال التعامد يوم الإثنين المقبل بشكل يليق بجلال هذه المناسبة وأهميتها بحيث لا يقتصر فقط علي الفولكلور. وقال: اقترحت توجيه الدعوة إلي الشخصيات المرموقة التي تسهم في التنشيط السياحي واقتنع المحافظ السابق وقتها بالفكرة ولكن لم تنفذ هذه المرة ونتمني كرجال سياحة أن تستغل مصر هذا الحدث الكبير في أكتوبر المقبل باستضافة أوبرا عايدة في احتفالية عظيمة يحضرها ملوك ورؤساء العالم ووقتها سنقول إن السياحة عادت. وبشعار عائدون وسنظل أوفياء للسياحة التي نعشقها مهما تعرضت للظروف الصعبة قال الخبير السياحي أشرف مختار عضو غرفة السياحة بأسوان أن نجاح موسم السياحة الداخلية في الجنوب لم يكن إلا تأكيدا علي استقرار الأمن في الجنوب وهو ما دعا شركات السياحة لتقديم عروض جاذبة الغرض منها تحريك المياه الراكدة وليس الربح فالسياحة منظومة لا تتوقف علي شركة أو مرشد وإنما تضم عناصر متعددة تبدأ بالبائعين في البازارات السياحية وسائق الحنطور وتنتهي عند الفنادق والبواخر السياحية واللنشات والمراكب الشراعية وجميع هؤلاء استفادوا من الموسم الداخلي وفي انتظار عودة السياحة الخارجية. وأشار عبد الرحمن حنفي من أصحاب البازارات السياحية إلي أن السياحة الخارجية ستعود حتما إلي معدلاتها الطبيعية في أسوان والأقصر فالسائح الأجنبي ومهما تعددت الأنماط السياحية الأخري سيظل شغوفا برؤية حضارة المصريين ومعابدهم. وطالب المسئولين عن تنظيم احتفال تعامد الشمس علي معبد أبو سمبل مراعاة تلافي الملاحظات التي تحدث كل مرة, فلابد من الاهتمام بالضيوف السائحين الأجانب وإتاحة الفرصة أمامهم لمتابعة رصد الظاهرة بهدوء مع منح أبناء مدينة أبو سمبل الفرصة للمشاركة في الاحتفال بشكل أو بآخر. أما النائب صلاح عفيفي عضو مجلس النواب عن أسوان فقد تعهد بمتابعة القرارات الحكومية بشأن مواجهة مشكلات القطاع السياحي, وقال أنه سيطالب بتفعيل قرار مضاعفة موازنة الترويج السياحي للأقصر وأسوان وكذا العمل علي أن يكون لأسوان نصيبا ضمن دراسة إنشاء شركات الاستثمار السياحي, ومنها شركة للطيران منخفض التكاليف لجذب السياحة الخارجية لمصر عامة وأسوان خاصة. وأخيرا قال الخبير السياحي صلاح ظافر إنه كان يتمني أن تستعين محافظة أسوان بالخبرات الموجودة لدي رجال السياحة في أسوان للمشاركة في الإعداد والتنظيم, خاصة وأن هناك لجنة سياحية تم تشكيلها منذ عدة شهور لهذا الغرض ولكن للأسف لم يحدث ذلك ومع هذا- والكلام علي لسان الخبير السياحي- فنحن علي أتم الاستعداد للمشاركة حتي تخرج الاحتفالية بالشكل المرضي لتكون فرصة لدق أبواب الترويج السياحي الخرجي, فتعامد الشمس هو الأمل الأخير الذي نحلم به