«حُط» وزير التجارة تحت تصدير البصل و«هات » وزيرة الاستثمار مع افتتاح الجامعة، ووزير التموين مع طوابير العيش، وكمل العمود بوزير التعليم احذف السطر الأخير من رئيس الوزراء، خذ فاصل، احذف خبر ترامب ارفع بوتن إلغى صورة الأسد، افرد صورة صلاح وبعدها إشارة الرياضة .. لغة غريبة للحوار داخل صالات توضيب الصحف تنتهى كل يوم بصحيفة فى يد القارئ، أطرافها المخرجون والمنفذون وعمال التوضيب، يحركون العالم ببساطة كقطع من الشطرنج.. أهم المخرجين فى الصحافة المصرية هو سمير صبحى الجورنالجى أو المخرج الفنى عنوان قطاع عريض من جنود الظل الذين يعيدون ترتيب العالم كل يوم على ورقة الصحيفة! نشأ فى حى حلوان وفى العاشرة تعرف فى الشارع على طفل يشبهه تماما اسمه فهمى هويدي، اقترنا معا فى كل مراحل التعليم، فى الثانوية يقول سمير صبحى بحب قرأت عن الاشتراكية والشيوعية فالتحقت بكلية الآداب وانشغل قرينى فهمى هويدى بمسار آخر فأصبح صحفيا من أعمدة الأهرام ! وبعد أن تفرقت بينهما السبل التقيا بالصدفة على سلم أهرام شارع مظلوم فى سرداب بين عمارتين، بعد العناق وشكر محاسن الصدف أخرج كل منهما كارته، سمير معه كارت توصية إلى صلاح جلال من محمد تبارك محرر الفن بالأخبار، وفهمى معه كارت إلى كمال نجيب من رجاء مكاوى كان مستشارا للأمير زايد بن سلطان نائب الشيخ شخبوط حاكم إمارة أبو ظبي..وبدأ مصيرهما الصحفى من أمام مكتب »الحاكم بأمر الله« فى الأهرام هنرى توفيق بحرى الذى صار هشام توفيق بحرى بعد أن أشهر إسلامه، وعنه بدأ اللقاء مع سمير صبحى كامل الصحفى المخضرم عن مبنى الأهرام الحديث! وعن أسوأ حدث مر بصالة التحرير؟ بلا تردد يقول سمير صبحى يوم تنحى عبد الناصر، وقعت أغرب خناقة بيننا من يفوز بعدم المشاركة فى هذه المأساة، ومن بعدها قررنا لا صلاح يكتب خطب الرئيس، ولا أنا أخرجها، لا أنسى هذا اليوم محمود عطاالله «جاله انهيار» وعلى بيه الجمال لبس أسود وصلاح هلال أضرب عن الطعام وصلاح جاهين وقع فى بئر الاكتئاب، وفؤاد إبراهيم المدير العام هرب من البيت للمبيت فى الأهرام، وسط الكارثة خرج علينا الأستاذ ممدوح طه بنظرية أن هذا خداع لإسرائيل وأن عبد الناصر راجع تاني، وللأسف نصف توقعه تحقق!