الحياة قصة من البحث المستمر، الكل يبحث هنا وهناك وفقاً لمتطلباته واحتياجاته وقدراته الذهنية والبدنية؛ منا من يبحث عن السعادة، ومنا من يبحث عن الراحة، في نفس الوقت الذي يبحث فيه هذا الشخص عن فرصة لإثبات الذات؛ وما بين البحث والفُرص تُنسج بعض المواقف واللقطات الساخرة، التي تمنح قصة الحياة مذاقا مُختلفا. الأسبوع الماضي كان موعد لقاء الأصدقاء؛ فما بين الجد والمُزاح نلتقى بشكل شهرى لنتحاور ونتحدث في أحوال الحياة المُختلفة، لكن كان للقائنا هذا مذاق مُبهج، وكل هذا بسبب قصة امسك حرامى. بعد السلام بدأ الكلام وبينما الكل يتحدث أخذ صديقنا أحمد في الضحك بشكل هستيرى وهو ينظر لسلة المهملات البعيدة، مما أثار فضول الجميع لمعرفة ما وراء كل هذا. صمت أحمد بعد الكثير من الضحك الممزوج بقطرات الدموع، ثم بدأ في سرد قصة غريبة بدأها بأنه تعرض للسرقة صباح اليوم، فالتفت له الجميع باستغراب شديد!، وهل التعرض للسرقة يثير الضحك بهذا الشكل. ضحك أحمد وقال: "لا السرقة لا تُثير الضحك، لكن سرقتي أنا قصة هزلية.. في الصباح مثل كل يوم أحمل معي كيس القمامة لأضعه في طريقي بسلة المهملات التي بجوار المنزل، وأنا في الطريق كان عقلي يبحث عن حل لكل شيء؛ لإحدى مشاكل العمل والمصروفات المدرسية، التى في تزايد مستمر، وبينما كان عقلى يصول ويجول للبحث عن حلول ظهرت بشكل مفاجئ وغير متوقع دراجة بُخارية وبأقصى سرعة شد صاحبها شنطة القمامة التى فى يدى وانطلق.. وأنا من هول المشهد أقف فى مكانى.. التف الجميع حولى وأخذ في مواساتي بينما أخذ شاب في الركض وراء مسروقاتي، التي لا يعلم أنها قمامة.. كل هذا وأنا في حالة من الصدمة وأخشى لو تحدثت عن ما بداخل الكيس يصاب الجميع بالصدمة فلزمت السُكات وأنا أتخيل مشهد الحرامي وهو يتفقد الغنيمة.. أعتقد أنه سيعتزل المهنة ولن يبحث عن السرقة مرة أخرى.. أما أنا لن أبحث عن حلول لمشاكل الحياة اليومية وأنا في طريقي لصندوق القمامة مجدداً". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل