الحياة اليومية مجموعة سيناريوهات متصلة منفصلة منها الساخر والدرامي والكوميدي لكل منا أدوار قد نختارها نحن أو يفرضها علينا الواقع أو الآخر؛ عزيزي القارئ قبل المشاركة في أي سيناريو علينا أن ندرك جيداً أن أدوار اليوم هي تفاصيل سنوات قادمة فعلينا تحري الصدق والدقة قبل المشاركة في كتابة السناريو والحوار. كلما أرادت أمي أن تخرج من عالمها الصغير النقي لتتعرف أكثر علي الواقع الخارجي تشاهد شاشة صندوق الدنيا وما بها من برامج ومسلسلات؛ هكذا تعتقد هي ولا تدرك ثراء الواقع بالسيناريوهات والتفاصيل التي لم يعرفها الكُتاب والمبدعين بعد، جلست بجوارها وهي تشاهد احتفال العالم بيوم الهالوين وأنا أتصفح عالمي من الأنترنت.. فاجأه سألتني أمي عن عيد الهالوين؛ بكل بساطة ممزوجة بضحكة خفيفة أجابتها كأني في برنامج تلفزيوني أخرج لعالمها الصغير: " الهالوين أو عيد القدّيسين هو احتفال يقام في ليلة 31 أكتوبر.. يوم يحتفل به الغرب من مختلف الثقافات ويتنكر الجميع بأشكال مرعبه ويقوموا بتزين الشوارع والبيوت ويتنقل الأطفال من بيت لآخر ومعهم أكياس لتملأها بالشكولاتة والحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى." هنا ضحكت أمي كثيراً وقالت بكل بساطة "عشان كدا أبن الجيران خضني بشكل غريب وقال كلام أغرب وبعدين مامته قالت يقصد عند حضرتك شكولاتة.. معلش لعب عيال.. جبت وأنا ركبي بتخبط في بعض وأنا بقوله يأبني ما أنا دايما بديلك الحلو كله من غير رعب." ضحكت أمي لكن صدري ضاق بي" هالوين أيه اللي الناس بقت تحتفل به وبتعلمه لأولادها دون مراعاة الغير من كبار السن ... سرقوا الاحتفال ولا يعرفوا سبب احتفال الغرب به أصلاً... العجيب أن هناك بعض الأشخاص يشتكوا من ضيق الحال وغلاء المعيشة تفننوا هذا اليوم في الشراء والاحتفال بأجواء الهالوين. وبينما كنت أفكر في هذا التناقض الغريب سمعت صراخ في الشارع "أمسك حرامي" وطلقات رصاص، وجدت شاب محاط بالكثير من المتطوعين الذين توجهوا فور الصراخ لتأدية الواجب والدور في ضربه بشكل هستيري قبل أن يقول الشخص المسروق أولا ماذا سُرق منه، أثناء تفقد المسروق عربته سمعت من هنا وهناك الكثير من السناريوهات؛ "أصل الواد أتحرش بمراته.. منكم لله فين التربية.. ترضي حد يتحرش بأمك... لا سرق حاجة قيمة من العربية وجري عشان صاحبها كان نسيها مفتوحة.. حسبي الله ونعم الوكيل... ايه المسكات المرعبة اللي في الشنطة اللي علي ضهرك... أكيد عشان شغل السرقة"، هنا جاء المسروق لكن ليعترف أنه لم يسرق منه شيء؛ توقف الجميع عن ضرب الشاب الذي فقد الكثير في هذا المشهد، وقتها صاح من كان يضربه بالحذاء علي رائسه "أمال كنت بتجري ليه كدا مدام بريء... وأيه حكاية الحاجات المرعبة دي اوعي تكون بتحتفل بالهالوين يا واد".. هنا ولأول مرة أسمع صوت الشاب "أنا جريت لأني خُفت.. والحاجات دي عشان الهالوين.. خدوا كل حاجة استخبوا وراها... وشوش الناس هنا بتخوف أكثر من المسكات... أنا برئ بس أنتم اللي سرقتوا الهالوين..."[email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;