في الحضارة الفرعونية كان كهنة آمون يصومون ستة أسابيع من الفجر إلى المغرب، بينما كان يصوم عامة الناس ثلاثين يوما (حسب د. وسيم السيسي، الباحث في المصريات، وباحثين آخرين كثر)، وكان يعرف "الصوم" في اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" ب"صاو"، وتعني الامتناع، وقد كتب على أوراق البردي ونقش على معابد جدران الفراعنة أن المصريين القدماء مارسوا الصوم كذلك أيام الفتن. وفي الحضارة اليونانية، كانوا يصومون قبل خوض أي معركة لزيادة صلابة النفس وطلب العون من الآلهة. والحرانيون كانوا يتركون الطعام والشراب والجنس أثناء الصيام من شروق الشمس حتى غروبها، والبعض منهم كان يترك الكلام أثناء الصيام، وآخرون كانوا يقومون بتقديم حيوانات مذبوحة للآلهة، وكان هناك حثا للصيام في الأيام التي يكون بها القمر مكتملا. وفي الصين وكوريا وبعض الشعوب الإفريقية ارتبط الصيام بالمناسبات الحزينة وعند مداهمة العواصف. وعند الهندوس يصوم أتباع الإله شيفا يوم الاثنين من كل أسبوع (والشيفية ديانة قمرية)، ويصوم أتباع الإله فيشنو يوم الخميس من كل أسبوع، بالامتناع عن الأكل، من قبل شروق الشمس (الفجر) إلى وقت غروبها (المغرب). ويكون الصيام في الديانة البوذية أول أربعة أيام من الشهر القمري بالامتناع عن الطعام والشراب وكذلك بالامتناع عن العمل خلال فترة الصيام. وكان الصينيون القدماء يتركون الطعام والشراب لمدة 27 يوماً لشكر الآلهة. وقد كان العرب قبل الإسلام يصومون ممتنعين عن الطعام والشراب وممارسة الجنس تماما, وكان بعضهم يصوم عن الكلام أيضاً. وعند أسلاف الكولومبيين في "بيرو" بالقارة الأمريكية كان الصيام كفّارة للذنوب بعد الاعتراف بها أمام الكاهن. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي