أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الإثنين 12-5-2025 بسوهاج    بعد انتهاء محادثات الصين وأمريكا، انخفاض أسعار الذهب عالميا    تعرف على أسعار اللحوم البلدى اليوم الإثنين الموافق 12-5-2025 فى سوهاج    أسعار سبائك الذهب 2025 بعد الانخفاض.. «سبيكة 10 جرام ب 54.851 جنيه»    إعلام فلسطيني يعلن موعد الإفراج عن الأسير مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر    رئيس المستشارية الألمانية: وقف إطلاق النار يجب أن يسبق المحادثات مع روسيا    موعد مباراة النصر والأخدود والقنوات الناقلة مباشر في الدوري السعودي    دون إصابات.. السيطرة على حريق بمركز ساقلتة بسوهاج    تفاصيل جديدة عن فيلم مارفل Avengers Doomsday    أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    أمن الإسماعيلية: تكثيف الجهود لكشف لغز اختفاء فتاتين    بينهم أطفال.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين في حادثين منفصلين بالأقصر    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    أمريكا تعلق واردات الماشية الحية من المكسيك بسبب الدودة الحلزونية    وفري في الميزانية واصنعيه في البيت، طريقة عمل السينابون    بعد ضم 5 نجوم.. 3 صفقات سوبر منتظرة في الأهلي قبل كأس العالم للأندية    الصراع يشتعل على المقاعد الأوروبية.. جدول ترتيب الدوري الألماني    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    عمرو سلامة: «اتحبست في دور المثير للجدل ومش فاهم السبب»    البترول تعلن شروطها لتعويض متضرري "البنزين المغشوش"    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    ملخص أهداف مباراة الاتحاد والفيحاء في دوري روشن السعودي    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    وفاة طالب بطهطا بعد تناوله قرص غلة بسبب خلافات أسرية    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    عاصفة ترابية مفاجئة تضرب المنيا والمحافظة ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الطقس السيئ    بسبب ذهب مسروق.. فك لغز جثة «بحر يوسف»: زميله أنهى حياته ب15 طعنة    فلسطين.. الاحتلال يقتحم كفر اللبد ويعتدي على شاب من ذوي الإعاقة شرق طولكرم    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمال النظافة يفتحون صندوق «المعاناة»..
نعمل وسط الأمراض بأجورا متدنية ونخرج إلى المعاش قبل التثبيت

«عمال النظافة» فئة من البشر قُدِّر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس لهم ذنب. احيانا تجدهم يعملون فى صمت ولا يشعر بمعاناتهم أو بمرضهم أحد. وإذا غابوا يفتقدهم الجميع، وتتحول الحياة إلى جحيم وتنتشر الأمراض والاوبئة، وتضيع لمسة الجمال ويختفى الشكل الحضارى للشوارع..
هذه الفئة من المواطنين يعانون فى ساعات عملهم من البرد القارس، فيخرجون فى الساعات الأولى قبل أن يشق النهار نوره ويعودون فى أوقات متأخرة من الليل، ومع هذه المعاناة ومع أنهم يعملون فى جو تسوده الامراض الا انهم يعملون بنفس راضية حتى يحصلوا على لقمة عيشهم. ورواتبهم تبدأ من 350 جنيها لغير المعينين، وتصل ل 2000 جنيه، هو مبلغ أصبح لا يكفى فى وقتنا الحالى لمعيشة فردين، فيما تتجاوز أسرهم الأربعة والخمسة أفراد.. مآس وأمنيات وروايات عمال النظافة بالمحافظات.. نرصدها فى السطور التالية:
نبدأ مع عمال أسيوط حيث تجدهم فى الشوارع يجمعون المخلفات ويطهرون الترع والمصارف بلا هوادة منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل.
وكما يقول أحمد حسن عامل نظافة: إننا نعمل باليومية منذ سنوات ومنا من وصل سن المعاش دون أن يصبه الدور فى التعيين والتثبيت ونكتفى باليومية براتب لا يتجاوز 350 جنيها شهرياً، وأجر يومى نحو 20 جنيها رغم المرض الذى يحاصرنا من كل جانب، خصوصا أننا نقوم بجمع القمامة بأيدينا رغم احتوائها على مخلفات طبية وحيوانات نافقة.
ويضيف محمد عبدالكريم عامل نظافة: أغلبنا مصاب بالأمراض بسبب طبيعة عملنا، ومع ذلك نتحملها على أمل التثبيت وهو حلم لم يتحقق لكثيرين من العاملين فى جمع القمامة، وفى أى يوم تعب يتم خصمه منا لأننا عمالة يومية وهذا موجود فى جميع الوحدات المحلية.
ويشاركه محمد عادل عامل : قائلا إنه نظرا لانتشار العمران ومع وجود متخللات من ترع ومصارف للرى وسط الكتل السكنية فباتت مصدرا رئيسيا لتصدير الأمراض لقيام الأهالى بإلقاء مخلفاتهم بها، وهناك أجناب من الصعب أن تصل إليها معدات تطهير الترع ونقوم فيها بجمع المخلفات والحشائش بأيدينا رغم برودة الجو وسط المياه، مضيفا: ورغم ما نتعرض له من مخاطر فإن بدل المخاطر الذى نحصل عليه زهيد للغاية خصوصا أنه يتم منحنا بدل المخاطر من 25 إلى 40 % من أساسى راتب عام 2015 طبقا لطبيعة العمل وهو لا يتجاوز 70 جنيها شهريا.
فيما تقول المهندسة هويدا الشافعى رئيسة مركز القوصية إن هناك عددا من العاملين بالنظافة لم يتم تثبيتهم وهم يعملون بأجر يومى يقدر ب 30 جنيها سواء كانوا جامعى قمامة أو سائقين ونظرا للظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة بعد ان كانت 20 جنيها حتى وقت قريب.
ومن جانبه، قال محافظ اسيوط اللواء جمال نور الدين إنه يجرى تطبيق منظومة النظافة وتحسين احوال العمال وكذلك تطهير الترع والمصارف وإزالة المخلفات الناتجة عنها بكل مراكز وقرى المحافظة، وذلك بالتنسيق مع مديريتى الرى والزراعة للوقاية من الأمراض.. لافتاً إلى التعاون بين الجمعيات الزراعية والوحدات المحلية القروية والجمعيات الأهلية لتنظيم الندوات ورفع الوعى والتثقيف لدى المواطنين بعدم إلقاء المخلفات والقمامة فى الشوارع والمصارف والمجارى المائية.
أما كفر الشيخ فيعمل بها أكثر من 814 عامل نظافة وسائق جرارات وسيارات جمع القمامة وشفط مياه الأمطار من الشوارع ب 3 ورديات على مدار 24 ساعة، حيث يتم رفع القمامة من الصناديق الموزعة على جميع الشوارع كل 3 ساعات، لضمان الحفاظ على نظافة المدينة، مع وجود مشرفين لمتابعة عمل هؤلاء العمال وسيارات رفع القمامة التى يصل عددها الى 75 سيارة وجرارا و220 لودرا، بالإضافة الى سيارات شفط مياه الأمطار من الشوارع على مدار الساعة.
وقد تبين أن من بينهم 300 عامل فقط من المعينين يحصلون على راتب شهرى يتراوح بين 1500 و 2000 جنيه حسب الأقدمية، و314 عاملا يعملون بنظام «السركى» المؤمن عليهم براتب 1200 جنيه ينخفض إلى 1000 جنيه بعد توقيع الخصومات، و200 غير معينين وغير مؤمن عليهم براتب 520 جنيها شهريا.
ويقول محمد جمال عامل نظافة انه يعمل منذ أكثر من 17 عاما عامل نظافة ويحصل على راتب 1875 جنيها ويعول 4 أولاد، منهم اثنان فى مراحل التعليم وزوجته ووالدته المسنة، وهذا المبلغ الذى يحصل عليه أصبح لا يكفى احتياجات أسرته فى ظل حالة الغلاء الحالية وارتفاع الأسعار، ورغم تلك المعاناة يحمد الله لان ظروفه أفضل كثيرا من باقى العمال غير المعينين من زملائه الذين يحصلون على راتب 500 جنيه فقط، ورغم ذلك لا يستطيعون الاستغناء عن العمل بسبب ظروفهم الصعبة.
ويضيف أحمد السيد عامل نظافة من غير المعينين أنه يعمل بنظام العقد منذ عدة سنوات ويحصل على 520 جنيها فقط شهريا، ويعول أسرة مكونة من 3 أولاد وزوجته، وهم يعملون فى ظروف صعبة وفى حالة المرض أو التأخير عن العمل يتم الخصم من الراتب، وأنه لكى يستطيع تدبير نفقات أسرته يقوم بالعمل بنظام اليومية بعد الانتهاء من عمله الأساسى كعامل نظافة فى بعض المناطق الأخرى الخاصة.
فيما نجد أن محافظة بنى سويف فى الآونة الأخيرة تشهد عودة المظهر الجمالى والحضارى لأهم شوارعها وميادينها، بفضل جهود عمال النظافة الذين يواصلون الليل بالنهار لتأدية عملهم، وتعرضهم للعدوى والإصابة بالأمراض.
ويقول سيد محروس أحد عمال النظافة بمركز بنى سويف انه برفقة زملائه يبذل مجهودًا كبيرًا فى العمل، لرفع القمامة من الشوارع، ولا نبالى باتساخ ملابسنا كى ننظف الحياة، دون أن ننتظر كلمة شكر من أحد، فمهنتنا قاسية وعملنا شاق، ولكن هدفنا نبيل، فنقوم بتجميل الأرصفة والطرقات.
فيما عبر جمعة أبو الخير عامل نظافة بحى الأباصيرى عن استيائه من بعض السلوكيات التى يتعرض لها يوميًا، قائلاً: ما يؤلمنى ويؤذينى هو سلوك البعض الذين لا يقدرون ما نقوم به من جهد وتضحية بصحتنا لرفع القمامة من على الأرض ووضعها فى الصناديق المخصصة لها، وبنبرة حزن حكى موقفاً له مع طالب جامعى ألقى منديلًا على الأرض على الرغم من أن صندوق القمامة يبعد عنه مترًا واحدًا، وعندما قال له: «ليه ترميه على الأرض وبينك وبين الصندوق خطوتين»، قال له الشاب: «دى شغلتك.. تشيلها من الأرض»، وشعرت عندها بإحباط شديد وأننى لست إنساناً كباقى البشر، ولكن ما جعلنى أتناسى الموقف هو الحاجة للقمة العيش، وأنى أعمل لكى أحصل على رزق حلال.
ويوضح عبد الحميد بدوى مشرف نظافة ان معاناة العمال تبدأ فى الصباح الباكر، خاصة مع برد الشتاء القارس، بعد عودة المواطنين لمساكنهم وترك أكوام من النفايات فى الشوارع والميادين، وكذلك مخلفات الباعة الجائلين، فيجد عمال النظافة أنفسهم فى مواجهة هذه الأكوام، التى تؤرقهم بسبب الرائحة الكريهة التى تنبعث منها والحشرات الضارة التى تنمو فيها، فيقف العمال فى «قلب المعركة» لمواجهة النفايات «بأسلحة تقليدية»، تتجلى فى المكنسة والجاروف وبعض المعدات المتواضعة، تجعلهم عُرضة للعدوى من المخلفات وإصابة معظمهم بالأمراض.
بينما تشتكى باتعة شحاتة إحدى عاملات النظافة بإهناسيا من إهدار حقوقهم على مدار 6 سنوات عمل بمشروع النظافة، فهى تحصل على 250 جنيها راتبا شهريا، على الرغم من أن زملاءهم فى المراكز الأخرى تجاوزت رواتبهم ال 600 جنيه، وأن هذه الأجور لا تتناسب مع الظروف المعيشية، مطالبة المحافظ بمساندتهم لأن معظمهم يعولون أسرا يتعدى قوامها ال6 أفراد فى مراحل تعليمية مختلفة وتتمنى عقودا ثابتة لعملهم.
ويضيف رجب مبروك عامل نظافة بالفشن: إننا نعمل فى هذه المهنة لعدم وجود غيرها، ورواتبنا التى نحصل عليها بعد تحصيلها من المنازل لا تكفى شيئا، وفى بعض الأحيان تؤجل رواتبنا بالشهور بحجة عدم تحصيلها من المواطنين، ويلجأ الكثير منا إلى جمع البلاستيك والحديد أثناء عملنا ونقوم ببيعه من أجل الحصول على أموال، وهناك نسبة كبيرة منا تصل لحوالى 90% مصابة بالفيروسات الكبدية، نظرا لطبيعة عمل هؤلاء فى جمع القمامة التى يقومون بالإمساك بها بأيديهم، ويصرف للعامل يوميا بدل وجبة طعام لم تتخط قيمتها ال 10 جنيهات، وبدل عدوى بنفس القيمة، ولا يشعر بمعاناتنا ولا يتذكرنا أحد إلا إذا غبنا يوماً أو تأخرنا لظرف طارئ.
ويتمنى على محمود مشرف نظافة من المواطنين لمساعدة عمال النظافة فى القيام بعملهم، أن يقوموا بلف النفايات الحادة فى ورق قديم أو قطعة من القماش، وأن يخرجوا أكياس القمامة قبل مرور سيارة التجميع، ويضعوها فى الصناديق لا خارجها، وإذا تبقى قليل من السوائل بالزجاجات برجاء إفراغها لأنها تزيد من الروائح الكريهة.
وطالب على بدر عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المحافظ المستشار هانى عبد الجابر، بزيادة رواتب عمال النظافة ل2000 جنيه على الأقل، مع تشديد الرقابة عليهم لممارسة عملهم على أكمل وجه وإنهاء معاناتهم ومساعدتهم على القيام بدورهم وعملهم على الوجه المطلوب، بالإضافة لتوفير المعدات اللازمة فى كل المدن والقرى، حتى يشعر المواطن بنتيجة هذا العمل.
ومن جانبه، أكد د. عاصم سلامة نائب محافظ بنى سويف أنه تم تكليفه من قبل المحافظ المستشار هانى عبد الجابر بمراجعة كل مكونات منظومة النظافة بالمحافظة، لتقييم الوضع الحالى من كل النواحى، والوقوف على نقاط القصور لتلافيها، وتقوية أوجه الدعم المتوافرة بالمنظومة، ونعمل الآن على وضع تصور عملى يمكن تنفيذه لزيادة أجور عمال النظافة للدفع بالمنظومة نحو تحقيق أفضل نتائج.
ودائما يردد عمال طور سيناء: «الحمد لله على ما نحن فيه».. وهم يتحصلون على قوت يومهم بعد عناء ومشقة، رغم برودة الجو شتاء وارتفاع الحرارة صيفاً.
وكما تقول سيدة سليمان محمد 61 عاماً: بعد ان خرجت إلى المعاش كدت لا اجد قوت يومى خاصة أن زوجى متوفى منذ سنوات عديدة، والتحقت بعملى بنظام اليومية الذى أتحصل منه على 500 جنيه شهرياً، وقمت برعاية أبنائى الخمسة حتى تزوجوا جميعا، وأخرج للعمل فى السابعة صباحاً فى عز البرد وأشكر الله على تلك النعمة وهذه الوظيفة، وما لم يعلمه أحد أننى أرتدى النقاب حتى لا يعرفنى ابنائى ويستاءون من عملى، ويجبرونى على تركه وأصبح عبئًا جديدا عليهم وجميعهم غير قادرين على تحمل معيشة الحياة.
وأضافت السيدة أن ابنها محمد تعرض لحادث كسر فى العمود الفقرى وهو يعمل سائقاً ليسد حاجة أسرته، وأتمنى أن يحصل هو وأخوه السيد على نصيبهما من شقق الإسكان الاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية حيث، إنهما غير قادرين على دفع الإيجار الشهرى لمعيشتهما الحالية.
ومن سيدة إلى إيمان العزازى التى لم تختلف حالها كثيرًا عنها، حيث تقول: لدى 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، ونتقاضى الآن 350 جنيها بعد زيادة الراتب على مدار 6 سنوات أعمل فى جمع القمامة من الشوارع، حيث كنت بدأت على راتب 200 جنيه، والحمد لله أننى أستطيع تحمل برودة الشتاء بارتداء الملابس الثقيلة، لكن هل من الممكن ان يزيد راتبى حتى ولو قليلاً خاصة بعد ارتفاع نفقات الحياة وصعوبة المعيشة، واتمنى ان اعمل بنظام العقد الشهرى الثابت بدلا من العمل بنظام اليومية «السركى» خاصة ان عمالة اليومية ليس لهم اى اجازات، حتى فى حالة المرض أكون مجبرة على النزول الى العمل حتى لا يتم خصم اليومية التى لا تصل حتى إلى 15 جنيها.
وننتقل إلى أم هاشم محمود عاملة نظافة التى تحمد الله فى بداية كلامها على أن زوجها يعمل فى مجال السباكة، وأن ما يتحصلوا عليه يكفى لسد حاجة يومهم، لكنها تخشى من الغد الذى لا تعرف ما يخبئه لهم من مصائب الحياة، فالمرض يأتى فجأة ولا نقوى على نفقات العلاج لا لى ولا لزوجى ولا لابنائى، خاصة ان راتبها الشهرى 350 جنيها وتقيم فى وحدة سكنية تبلغ قيمة إيجارها 400 جنيه شهرياً، فنحن نعيش برحمة الله وفضله، مطالبة بضرورة تغيير نظام العمل من اليومية الى العقد المنتظم او التثبيت، حتى تستطيع التحصل على راتب يساعدها على تحمل مشقة وعناء الحياة.
«يا باشا إنت بتصور ايه روح صور الناس الحلوة أنا عامل قمامة».. كلمات وقعت على أذنى كالصاعقة من ربيع السيد على عامل النظافة صاحب ال 38 ربيعاً الذى يجمع القمامة من الشوارع والابتسامة لا تفارق وجهه، حيث يقول إن لديه 3 أبناء جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة، ويحمد لله على راتبه الشهرى الذى يبلغ 847 جنيها بنظام العقد السنوى الثابت، ولكنه يتمنى أن يحصل على وحدة إسكان ضمن الأسر الاولى بالرعاية، ويضيف أنه فى المناسبات القومية يمر عليه م. فوزى همام رئيس مدينة الطور ويمنحه وآخرين كرتونة من المواد الغذائية ومبلغ 50 جنيها بتوجيهات من المحافظ اللواء خالد فودة، وحين أدخل من باب شقتى بالكرتونة أجد السعادة فى أعين أبنائى.
أما السيد ابراهيم يوسف 43 سنة بوجهه البشوش وضحكته التى لا تفارق وجهه، فيقول: الحمد لله أننى معين، حيث أحصل على راتب 2000 جنيه شهريا، وأقيم فى شقة بالإيجار شاملة المرافق والخدمات بقيمة 400 جنيه مع أبنائى الأربعة، وجميعهم فى مراحل التعليم المختلفة، ولكنى لا أعلم كيف أنفق عليهم اذا ما أرادوا الالتحاق بالجامعة ذات النفقات التى لا أقوى على تحملها، وأطالب بنقلى للعمل بمديرية التربية والتعليم، حيث إننى أعمل كعامل نظافة منذ 15 عاما وتملكنى الإرهاق، ولم أملك سوى جاكيت واحد يقينى البرد وأخشى أن يتلف من جمع القمامة ولا أستطيع شراء غيره.
لايخلو شارع أو حى بسوهاج منهم.. يعملون صباحا ومساء.. تظهر عليهم قسوة الظروف..وصعوبة عملهم..معرضين للإصابة بجميع الأمراض.. انهم عمال النظافة اصحاب الدور الحيوى لا نشعر بهم إلا فى غيابهم عندما تتراكم أكوام القمامة و المخلفات فى الشوارع و أمام المنازل فنبدأ على الفور فى البحث عنهم..
فى البداية يقول فتحى. م 58 سنة عامل نظافة انه يعمل حتى التاسعة مساء باجر بسيط يكاد لا يكفى الاحتياجات الاساسية فى ظل برودة قاسية خاصة فى ساعات الليل.
وقال محمد. س عامل نظافة: اعمل فى هذه المهنة لأنى لم أجد غيرها رغم ان الأجر لا يكفى ولا يتماشى مع ما نتعرض له من اخطار اقلها احتمال الاصابة بالأمراض المعدية عن طريق جمع و نقل القمامة، وكل ما نطالب به مزيد من الاهتمام ورفع الاجور وتوفير قدر اكبر من الحماية والرعاية.
من جانبها اكدت الدكتورة فريدة سلام رئيسة حى غرب سوهاج اكثر الاحياء الشعبية التى تحتاج الى عمال نظافة ان هؤلاء العمال يبذلون مجهودا كبيرا جدا خاصة دوريات الليل فى ظل جو شديد البرودة من خلال 4 ورديات ويصل عددهم إلى 300 عامل منهم 170 مثبتون بأجر شهرى حوالى 1200 و 30 عاملا غير مثبت بنظام «السركى» بأجر 1000 جنيه من صندوق النظافة التابع للحى.
ومن جانبه كان الدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج قد كرم 10عمال نظافة وقدم لهم شهادات تقدير واستمع لمطالبهم ووعد بتنفيذها فى إطار تحفيز المتميزين من العاملين فى جميع القطاعات لتشجيعهم على مزيد من العمل والجهد،وأعرب الأنصارى عن تقديره لعمال النظافة ودورهم الرئيسى فى إظهار المحافظة بالمظهر اللائق وأنهم الركيزة الأساسية فى مختلف القطاعات على مستوى المحافظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.