رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم.. صور    آخر تحديث: سعر الدولار صباح تعاملات اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في مصر    تطبيق التوقيت الصيفي في مصر 2024: خطوات تغيير الساعة وموعد البدء    تأثير حملة "خلّوها تعفن" على أسعار الأسماك واللحوم في مصر    محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لكورنيش المحلة الجديد    تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة خلال مارس الماضي    حماس تبدي استعدادها لإلقاء السلاح في حالة واحدة فقط    الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر وهم أحياء    الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    مسلسل البيت بيتي 2.. تفاصيل العرض ومواعيد الحلقات على منصة شاهد VIP    الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    "أبو زعبل للصناعات الهندسية" تكرم المحالين للمعاش    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    التحقيق في سقوط سيارة من أعلى كوبرى روض الفرج    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمال النظافة يفتحون صندوق «المعاناة»..
نعمل وسط الأمراض بأجورا متدنية ونخرج إلى المعاش قبل التثبيت

«عمال النظافة» فئة من البشر قُدِّر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس لهم ذنب. احيانا تجدهم يعملون فى صمت ولا يشعر بمعاناتهم أو بمرضهم أحد. وإذا غابوا يفتقدهم الجميع، وتتحول الحياة إلى جحيم وتنتشر الأمراض والاوبئة، وتضيع لمسة الجمال ويختفى الشكل الحضارى للشوارع..
هذه الفئة من المواطنين يعانون فى ساعات عملهم من البرد القارس، فيخرجون فى الساعات الأولى قبل أن يشق النهار نوره ويعودون فى أوقات متأخرة من الليل، ومع هذه المعاناة ومع أنهم يعملون فى جو تسوده الامراض الا انهم يعملون بنفس راضية حتى يحصلوا على لقمة عيشهم. ورواتبهم تبدأ من 350 جنيها لغير المعينين، وتصل ل 2000 جنيه، هو مبلغ أصبح لا يكفى فى وقتنا الحالى لمعيشة فردين، فيما تتجاوز أسرهم الأربعة والخمسة أفراد.. مآس وأمنيات وروايات عمال النظافة بالمحافظات.. نرصدها فى السطور التالية:
نبدأ مع عمال أسيوط حيث تجدهم فى الشوارع يجمعون المخلفات ويطهرون الترع والمصارف بلا هوادة منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل.
وكما يقول أحمد حسن عامل نظافة: إننا نعمل باليومية منذ سنوات ومنا من وصل سن المعاش دون أن يصبه الدور فى التعيين والتثبيت ونكتفى باليومية براتب لا يتجاوز 350 جنيها شهرياً، وأجر يومى نحو 20 جنيها رغم المرض الذى يحاصرنا من كل جانب، خصوصا أننا نقوم بجمع القمامة بأيدينا رغم احتوائها على مخلفات طبية وحيوانات نافقة.
ويضيف محمد عبدالكريم عامل نظافة: أغلبنا مصاب بالأمراض بسبب طبيعة عملنا، ومع ذلك نتحملها على أمل التثبيت وهو حلم لم يتحقق لكثيرين من العاملين فى جمع القمامة، وفى أى يوم تعب يتم خصمه منا لأننا عمالة يومية وهذا موجود فى جميع الوحدات المحلية.
ويشاركه محمد عادل عامل : قائلا إنه نظرا لانتشار العمران ومع وجود متخللات من ترع ومصارف للرى وسط الكتل السكنية فباتت مصدرا رئيسيا لتصدير الأمراض لقيام الأهالى بإلقاء مخلفاتهم بها، وهناك أجناب من الصعب أن تصل إليها معدات تطهير الترع ونقوم فيها بجمع المخلفات والحشائش بأيدينا رغم برودة الجو وسط المياه، مضيفا: ورغم ما نتعرض له من مخاطر فإن بدل المخاطر الذى نحصل عليه زهيد للغاية خصوصا أنه يتم منحنا بدل المخاطر من 25 إلى 40 % من أساسى راتب عام 2015 طبقا لطبيعة العمل وهو لا يتجاوز 70 جنيها شهريا.
فيما تقول المهندسة هويدا الشافعى رئيسة مركز القوصية إن هناك عددا من العاملين بالنظافة لم يتم تثبيتهم وهم يعملون بأجر يومى يقدر ب 30 جنيها سواء كانوا جامعى قمامة أو سائقين ونظرا للظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة بعد ان كانت 20 جنيها حتى وقت قريب.
ومن جانبه، قال محافظ اسيوط اللواء جمال نور الدين إنه يجرى تطبيق منظومة النظافة وتحسين احوال العمال وكذلك تطهير الترع والمصارف وإزالة المخلفات الناتجة عنها بكل مراكز وقرى المحافظة، وذلك بالتنسيق مع مديريتى الرى والزراعة للوقاية من الأمراض.. لافتاً إلى التعاون بين الجمعيات الزراعية والوحدات المحلية القروية والجمعيات الأهلية لتنظيم الندوات ورفع الوعى والتثقيف لدى المواطنين بعدم إلقاء المخلفات والقمامة فى الشوارع والمصارف والمجارى المائية.
أما كفر الشيخ فيعمل بها أكثر من 814 عامل نظافة وسائق جرارات وسيارات جمع القمامة وشفط مياه الأمطار من الشوارع ب 3 ورديات على مدار 24 ساعة، حيث يتم رفع القمامة من الصناديق الموزعة على جميع الشوارع كل 3 ساعات، لضمان الحفاظ على نظافة المدينة، مع وجود مشرفين لمتابعة عمل هؤلاء العمال وسيارات رفع القمامة التى يصل عددها الى 75 سيارة وجرارا و220 لودرا، بالإضافة الى سيارات شفط مياه الأمطار من الشوارع على مدار الساعة.
وقد تبين أن من بينهم 300 عامل فقط من المعينين يحصلون على راتب شهرى يتراوح بين 1500 و 2000 جنيه حسب الأقدمية، و314 عاملا يعملون بنظام «السركى» المؤمن عليهم براتب 1200 جنيه ينخفض إلى 1000 جنيه بعد توقيع الخصومات، و200 غير معينين وغير مؤمن عليهم براتب 520 جنيها شهريا.
ويقول محمد جمال عامل نظافة انه يعمل منذ أكثر من 17 عاما عامل نظافة ويحصل على راتب 1875 جنيها ويعول 4 أولاد، منهم اثنان فى مراحل التعليم وزوجته ووالدته المسنة، وهذا المبلغ الذى يحصل عليه أصبح لا يكفى احتياجات أسرته فى ظل حالة الغلاء الحالية وارتفاع الأسعار، ورغم تلك المعاناة يحمد الله لان ظروفه أفضل كثيرا من باقى العمال غير المعينين من زملائه الذين يحصلون على راتب 500 جنيه فقط، ورغم ذلك لا يستطيعون الاستغناء عن العمل بسبب ظروفهم الصعبة.
ويضيف أحمد السيد عامل نظافة من غير المعينين أنه يعمل بنظام العقد منذ عدة سنوات ويحصل على 520 جنيها فقط شهريا، ويعول أسرة مكونة من 3 أولاد وزوجته، وهم يعملون فى ظروف صعبة وفى حالة المرض أو التأخير عن العمل يتم الخصم من الراتب، وأنه لكى يستطيع تدبير نفقات أسرته يقوم بالعمل بنظام اليومية بعد الانتهاء من عمله الأساسى كعامل نظافة فى بعض المناطق الأخرى الخاصة.
فيما نجد أن محافظة بنى سويف فى الآونة الأخيرة تشهد عودة المظهر الجمالى والحضارى لأهم شوارعها وميادينها، بفضل جهود عمال النظافة الذين يواصلون الليل بالنهار لتأدية عملهم، وتعرضهم للعدوى والإصابة بالأمراض.
ويقول سيد محروس أحد عمال النظافة بمركز بنى سويف انه برفقة زملائه يبذل مجهودًا كبيرًا فى العمل، لرفع القمامة من الشوارع، ولا نبالى باتساخ ملابسنا كى ننظف الحياة، دون أن ننتظر كلمة شكر من أحد، فمهنتنا قاسية وعملنا شاق، ولكن هدفنا نبيل، فنقوم بتجميل الأرصفة والطرقات.
فيما عبر جمعة أبو الخير عامل نظافة بحى الأباصيرى عن استيائه من بعض السلوكيات التى يتعرض لها يوميًا، قائلاً: ما يؤلمنى ويؤذينى هو سلوك البعض الذين لا يقدرون ما نقوم به من جهد وتضحية بصحتنا لرفع القمامة من على الأرض ووضعها فى الصناديق المخصصة لها، وبنبرة حزن حكى موقفاً له مع طالب جامعى ألقى منديلًا على الأرض على الرغم من أن صندوق القمامة يبعد عنه مترًا واحدًا، وعندما قال له: «ليه ترميه على الأرض وبينك وبين الصندوق خطوتين»، قال له الشاب: «دى شغلتك.. تشيلها من الأرض»، وشعرت عندها بإحباط شديد وأننى لست إنساناً كباقى البشر، ولكن ما جعلنى أتناسى الموقف هو الحاجة للقمة العيش، وأنى أعمل لكى أحصل على رزق حلال.
ويوضح عبد الحميد بدوى مشرف نظافة ان معاناة العمال تبدأ فى الصباح الباكر، خاصة مع برد الشتاء القارس، بعد عودة المواطنين لمساكنهم وترك أكوام من النفايات فى الشوارع والميادين، وكذلك مخلفات الباعة الجائلين، فيجد عمال النظافة أنفسهم فى مواجهة هذه الأكوام، التى تؤرقهم بسبب الرائحة الكريهة التى تنبعث منها والحشرات الضارة التى تنمو فيها، فيقف العمال فى «قلب المعركة» لمواجهة النفايات «بأسلحة تقليدية»، تتجلى فى المكنسة والجاروف وبعض المعدات المتواضعة، تجعلهم عُرضة للعدوى من المخلفات وإصابة معظمهم بالأمراض.
بينما تشتكى باتعة شحاتة إحدى عاملات النظافة بإهناسيا من إهدار حقوقهم على مدار 6 سنوات عمل بمشروع النظافة، فهى تحصل على 250 جنيها راتبا شهريا، على الرغم من أن زملاءهم فى المراكز الأخرى تجاوزت رواتبهم ال 600 جنيه، وأن هذه الأجور لا تتناسب مع الظروف المعيشية، مطالبة المحافظ بمساندتهم لأن معظمهم يعولون أسرا يتعدى قوامها ال6 أفراد فى مراحل تعليمية مختلفة وتتمنى عقودا ثابتة لعملهم.
ويضيف رجب مبروك عامل نظافة بالفشن: إننا نعمل فى هذه المهنة لعدم وجود غيرها، ورواتبنا التى نحصل عليها بعد تحصيلها من المنازل لا تكفى شيئا، وفى بعض الأحيان تؤجل رواتبنا بالشهور بحجة عدم تحصيلها من المواطنين، ويلجأ الكثير منا إلى جمع البلاستيك والحديد أثناء عملنا ونقوم ببيعه من أجل الحصول على أموال، وهناك نسبة كبيرة منا تصل لحوالى 90% مصابة بالفيروسات الكبدية، نظرا لطبيعة عمل هؤلاء فى جمع القمامة التى يقومون بالإمساك بها بأيديهم، ويصرف للعامل يوميا بدل وجبة طعام لم تتخط قيمتها ال 10 جنيهات، وبدل عدوى بنفس القيمة، ولا يشعر بمعاناتنا ولا يتذكرنا أحد إلا إذا غبنا يوماً أو تأخرنا لظرف طارئ.
ويتمنى على محمود مشرف نظافة من المواطنين لمساعدة عمال النظافة فى القيام بعملهم، أن يقوموا بلف النفايات الحادة فى ورق قديم أو قطعة من القماش، وأن يخرجوا أكياس القمامة قبل مرور سيارة التجميع، ويضعوها فى الصناديق لا خارجها، وإذا تبقى قليل من السوائل بالزجاجات برجاء إفراغها لأنها تزيد من الروائح الكريهة.
وطالب على بدر عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المحافظ المستشار هانى عبد الجابر، بزيادة رواتب عمال النظافة ل2000 جنيه على الأقل، مع تشديد الرقابة عليهم لممارسة عملهم على أكمل وجه وإنهاء معاناتهم ومساعدتهم على القيام بدورهم وعملهم على الوجه المطلوب، بالإضافة لتوفير المعدات اللازمة فى كل المدن والقرى، حتى يشعر المواطن بنتيجة هذا العمل.
ومن جانبه، أكد د. عاصم سلامة نائب محافظ بنى سويف أنه تم تكليفه من قبل المحافظ المستشار هانى عبد الجابر بمراجعة كل مكونات منظومة النظافة بالمحافظة، لتقييم الوضع الحالى من كل النواحى، والوقوف على نقاط القصور لتلافيها، وتقوية أوجه الدعم المتوافرة بالمنظومة، ونعمل الآن على وضع تصور عملى يمكن تنفيذه لزيادة أجور عمال النظافة للدفع بالمنظومة نحو تحقيق أفضل نتائج.
ودائما يردد عمال طور سيناء: «الحمد لله على ما نحن فيه».. وهم يتحصلون على قوت يومهم بعد عناء ومشقة، رغم برودة الجو شتاء وارتفاع الحرارة صيفاً.
وكما تقول سيدة سليمان محمد 61 عاماً: بعد ان خرجت إلى المعاش كدت لا اجد قوت يومى خاصة أن زوجى متوفى منذ سنوات عديدة، والتحقت بعملى بنظام اليومية الذى أتحصل منه على 500 جنيه شهرياً، وقمت برعاية أبنائى الخمسة حتى تزوجوا جميعا، وأخرج للعمل فى السابعة صباحاً فى عز البرد وأشكر الله على تلك النعمة وهذه الوظيفة، وما لم يعلمه أحد أننى أرتدى النقاب حتى لا يعرفنى ابنائى ويستاءون من عملى، ويجبرونى على تركه وأصبح عبئًا جديدا عليهم وجميعهم غير قادرين على تحمل معيشة الحياة.
وأضافت السيدة أن ابنها محمد تعرض لحادث كسر فى العمود الفقرى وهو يعمل سائقاً ليسد حاجة أسرته، وأتمنى أن يحصل هو وأخوه السيد على نصيبهما من شقق الإسكان الاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية حيث، إنهما غير قادرين على دفع الإيجار الشهرى لمعيشتهما الحالية.
ومن سيدة إلى إيمان العزازى التى لم تختلف حالها كثيرًا عنها، حيث تقول: لدى 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، ونتقاضى الآن 350 جنيها بعد زيادة الراتب على مدار 6 سنوات أعمل فى جمع القمامة من الشوارع، حيث كنت بدأت على راتب 200 جنيه، والحمد لله أننى أستطيع تحمل برودة الشتاء بارتداء الملابس الثقيلة، لكن هل من الممكن ان يزيد راتبى حتى ولو قليلاً خاصة بعد ارتفاع نفقات الحياة وصعوبة المعيشة، واتمنى ان اعمل بنظام العقد الشهرى الثابت بدلا من العمل بنظام اليومية «السركى» خاصة ان عمالة اليومية ليس لهم اى اجازات، حتى فى حالة المرض أكون مجبرة على النزول الى العمل حتى لا يتم خصم اليومية التى لا تصل حتى إلى 15 جنيها.
وننتقل إلى أم هاشم محمود عاملة نظافة التى تحمد الله فى بداية كلامها على أن زوجها يعمل فى مجال السباكة، وأن ما يتحصلوا عليه يكفى لسد حاجة يومهم، لكنها تخشى من الغد الذى لا تعرف ما يخبئه لهم من مصائب الحياة، فالمرض يأتى فجأة ولا نقوى على نفقات العلاج لا لى ولا لزوجى ولا لابنائى، خاصة ان راتبها الشهرى 350 جنيها وتقيم فى وحدة سكنية تبلغ قيمة إيجارها 400 جنيه شهرياً، فنحن نعيش برحمة الله وفضله، مطالبة بضرورة تغيير نظام العمل من اليومية الى العقد المنتظم او التثبيت، حتى تستطيع التحصل على راتب يساعدها على تحمل مشقة وعناء الحياة.
«يا باشا إنت بتصور ايه روح صور الناس الحلوة أنا عامل قمامة».. كلمات وقعت على أذنى كالصاعقة من ربيع السيد على عامل النظافة صاحب ال 38 ربيعاً الذى يجمع القمامة من الشوارع والابتسامة لا تفارق وجهه، حيث يقول إن لديه 3 أبناء جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة، ويحمد لله على راتبه الشهرى الذى يبلغ 847 جنيها بنظام العقد السنوى الثابت، ولكنه يتمنى أن يحصل على وحدة إسكان ضمن الأسر الاولى بالرعاية، ويضيف أنه فى المناسبات القومية يمر عليه م. فوزى همام رئيس مدينة الطور ويمنحه وآخرين كرتونة من المواد الغذائية ومبلغ 50 جنيها بتوجيهات من المحافظ اللواء خالد فودة، وحين أدخل من باب شقتى بالكرتونة أجد السعادة فى أعين أبنائى.
أما السيد ابراهيم يوسف 43 سنة بوجهه البشوش وضحكته التى لا تفارق وجهه، فيقول: الحمد لله أننى معين، حيث أحصل على راتب 2000 جنيه شهريا، وأقيم فى شقة بالإيجار شاملة المرافق والخدمات بقيمة 400 جنيه مع أبنائى الأربعة، وجميعهم فى مراحل التعليم المختلفة، ولكنى لا أعلم كيف أنفق عليهم اذا ما أرادوا الالتحاق بالجامعة ذات النفقات التى لا أقوى على تحملها، وأطالب بنقلى للعمل بمديرية التربية والتعليم، حيث إننى أعمل كعامل نظافة منذ 15 عاما وتملكنى الإرهاق، ولم أملك سوى جاكيت واحد يقينى البرد وأخشى أن يتلف من جمع القمامة ولا أستطيع شراء غيره.
لايخلو شارع أو حى بسوهاج منهم.. يعملون صباحا ومساء.. تظهر عليهم قسوة الظروف..وصعوبة عملهم..معرضين للإصابة بجميع الأمراض.. انهم عمال النظافة اصحاب الدور الحيوى لا نشعر بهم إلا فى غيابهم عندما تتراكم أكوام القمامة و المخلفات فى الشوارع و أمام المنازل فنبدأ على الفور فى البحث عنهم..
فى البداية يقول فتحى. م 58 سنة عامل نظافة انه يعمل حتى التاسعة مساء باجر بسيط يكاد لا يكفى الاحتياجات الاساسية فى ظل برودة قاسية خاصة فى ساعات الليل.
وقال محمد. س عامل نظافة: اعمل فى هذه المهنة لأنى لم أجد غيرها رغم ان الأجر لا يكفى ولا يتماشى مع ما نتعرض له من اخطار اقلها احتمال الاصابة بالأمراض المعدية عن طريق جمع و نقل القمامة، وكل ما نطالب به مزيد من الاهتمام ورفع الاجور وتوفير قدر اكبر من الحماية والرعاية.
من جانبها اكدت الدكتورة فريدة سلام رئيسة حى غرب سوهاج اكثر الاحياء الشعبية التى تحتاج الى عمال نظافة ان هؤلاء العمال يبذلون مجهودا كبيرا جدا خاصة دوريات الليل فى ظل جو شديد البرودة من خلال 4 ورديات ويصل عددهم إلى 300 عامل منهم 170 مثبتون بأجر شهرى حوالى 1200 و 30 عاملا غير مثبت بنظام «السركى» بأجر 1000 جنيه من صندوق النظافة التابع للحى.
ومن جانبه كان الدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج قد كرم 10عمال نظافة وقدم لهم شهادات تقدير واستمع لمطالبهم ووعد بتنفيذها فى إطار تحفيز المتميزين من العاملين فى جميع القطاعات لتشجيعهم على مزيد من العمل والجهد،وأعرب الأنصارى عن تقديره لعمال النظافة ودورهم الرئيسى فى إظهار المحافظة بالمظهر اللائق وأنهم الركيزة الأساسية فى مختلف القطاعات على مستوى المحافظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.