المؤسسات الإقليمية تدعم رئاسة مصر الاتحاد..

توقعات بنقلة نوعية فى التعاون وتعزيز آليات السوق الحرة

تبنت مصر قضايا الاقتصاد الافريقى منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر، من خلال عدة خطوات مدروسة لدعم الدور المصرى فى مساندة دول القارة، للنمو والتطور وتنظيم العديد من الفعاليات التى تجمع كبار المسئولين وممثلى القطاع الخاص والمجتمع المدنى من كافة الدول الافريقية، لخلق رؤية موحدة لدول القارة تستهدف النهوض باقتصادياتها واستغلال الامكانيات الكامنة فيها وتعزيز فرص التكامل والتعاون المشترك .
ومن أهم الفعاليات التى تمت تمهيدا لرئاسة مصر للاتحاد الافريقي، تنظيم معرض ومؤتمر التجارة البينية الافريقية ديسمبر الماضي، والذى جمع اكثر من 2000 شركة ومشروع من مختلف دول القارة، الى جانب مؤتمر الاستثمار فى إفريقيا، وما سبقه من رئاسة مصر لاجتماع التجمع الافريقى لصندوق النقد والبنك الدوليين فى شرم الشيخ، الى جانب العديد من الفعاليات والاجتماعات المشتركة على المستوى المحلى والاقليمي، والتى شكلت الاساس لرؤية مصر واستراتيجيتها فى تعزيز التعاون بين دول القارة خلال فترة رئاستها للاتحاد الافريقى التى تبدأ فى 10 فبراير الحالى.
وتلعب مؤسسات التمويل الدولية والاقليمية دورا كبيرا فى دعم اقتصادات دول المنطقة، من خلال توفير التمويلات اللازمة للمشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية اللازمة لتهيئة المجال لجذب الاستثمارات وتحسين الخدمات، وخلق فرص العمل وتحسين مستوى معيشة المواطنين. ويقول اكينومى اديسينا رئيس بنك التنمية الافريقي، إن تولى مصر لرئاسة الاتحاد الافريقى يحظى باهتمام كبير، مشيدا بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى تحقيق التعافى الاقتصادى وجذب الاستثمارات وحشد الموارد المحلية لدفع عملية التنمية، مشيرا الى ان مصر اصبحت المقصد الاول للاستثمار فى إفريقيا. واكد اديسينا، ان اقتصاد القارة الافريقية سوف يستمر فى النمو وفقا للتقرير الذى أصدره بنك التنمية الافريقى مؤخرا، والذى توقع نمو الناتج المحلى الاجمالى لدول القارة بنسبة 4% خلال العام الحالي، وارتفاعه الى 4.1% فى 2020 ، وقال اديسينا، ان هذا النمو ليس كافيا لمواجهة تحديات عجز الموازنة والحساب الجارى الذى تعانى منه كثير من دول القارة وارتفاع الديون، مشيرا الى أهمية تحرك دول القارة نحو خلق مزيد من فرص العمل والوظائف مع التركيز على قطاع الصناعة. وأكد اديسينا، ان فكرة إفريقيا بلا حدود ليست فكرة سياسية، ولكنها اساس للتمهيد لسوق افريقية متكاملة وقادرة على المنافسة، مشيرا الى ضروة العمل على تحرير حركة الافراد بين دول القارة لدفع التعاون والعمل المشترك.
ويشير الدكتور بانديكيت اوراما رئيس البنك الافريقى للتصدير والاستيراد، الى اهمية تعزيز التعاون والتبادل التجارى بين دول القارة، من خلال تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الافريقية، والتى تعمل على ازالة الحواجز الجمركية بين دول القارة، والعمل على إنشاء سوق افريقية مشتركة، تعمل على تلبية متطلبات دولها فى التحالف والتكامل المشترك.
واكد اوراما اهمية تولى مصر لرئاسة الاتحاد الافريقى هذا العام، والتى سيكون لها دور كبير فى تعزيز فرص التعاون بين دول القارة ، مضيفا ان البنك يعمل على دعم انشاء مشروعات مصرية افريقية فى مجالات الطاقة والصناعات التحويلية والبنية التحتية والاتصالات .
وقال ان محفظة تمويل البنك لمصر تصل الى 1.8 مليار دولار، بما يصل الى 18% من اجمالى تمويلات البنك، مؤكدا ان رئاسة مصر للاتحاد الافريقى ستتيح العديد من الفرص لزيادة التجارة البينية وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وبدء مرحلة جديدة اكثر فعالية وايجابية لمستقبل القارة الافريقية . واشار الى ان حجم التجارة الافريقية البينية لايتعدى 150 مليار دولار ،وهو معدل لايتناسب مع امكانات دولها الكبيرة ومواردها الطبيعية الغنية