مع مطلع مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، تولى جميع الدول اهتماما كبيرا بهذا الحدث، انتظارا لما ستقوم به مصر من مجهودات وإصلاحات فى شئون القارة السمراء ودولها الأعضاء. هذا هو المعنى الذى اتفق عليه العديد من الخبراء والمحللين، الذين استطلعت «الأهرام» آراءهم لمعرفة توقعاتهم بشأن الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، وما هو مطلوب من مصر لتقديم عام إفريقى فاعل على مستوى مختلف القضايا التى تهم القارة، وبما يتناسب مع أهمية مصر ومكانتها الدبلوماسية فى محيطها الأفريقي. فى البداية، يؤكد السفير منير زهران رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية أن تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى لعام 2019 يأتى لدورها الريادي، ليس فقط فى المنطقة، بل لما تقوم به مصر من مجهود ودور فعال فى دول العالم المختلفة، فمصر خلال السنوات الخمس الماضية أجرت – بحسب تأكيده - إصلاحات اقتصادية عديدة، كما ظهر حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تقوية العلاقات مع دول العالم، وأضاف أن تولى مصر لهذه الرئاسة سيكون له تأثير مهم للغاية على صعيد ترسيخ الهوية الإفريقية. ويشير السفير زهران إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى تأتى بعد أن انتهت قريبا رئاسة مصر لمجموعة «77 والصين»، كما كانت مصر قبل توليها رئاسة هذه المجموعة تتولى عضوية مجلس الأمن لمدة سنتين لشغل مقعد غير دائم، مؤكدا أن هذا كله يلقى مسئوليات كبيرة على عاتق مصر، كما أن تولى مصر كل هذه المناصب دليل على ثقة العالم فيها، وما تتميز بِه من مقومات وخبرات، وما تقوم به من مجهودات واضحة فى العالم، مثل دورها فى محاربة الإرهاب، وغير ذلك من القضايا الإقليمية والدولية، وتحمل هذه المسئوليات يقتضى التحضير والتخطيط وإجراء المشاورات مع الدول التى تمثلها مصر، موضحا أن مصر لا تنتمى فقط إلى المجموعة العربية أو الإسلامية، بل تنتمى أيضا إلى مجموعة عدم الانحياز، ومجموعة ال77 والصين، وغيرها، وكل هذا دليل واضح على دور مصر وفاعليته، وما تقوم به من مجهودات ومناقشات سيكون لها مردود إيجابي. من ناحية أخرى، يقول السفير السيد أمين شلبى عضو المجلس المصري للشئون إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى سوف تثبت نفسها، وستقدم المبادرات والمشروعات التى تخدم القضايا الإفريقية، مشيرا إلى أنها فرصة للسياسة والدبلوماسية المصرية، وكذلك لمشروعات رجال الأعمال المصريين، معربا عن ثقته فى قدرة مصر على إثبات تفوقها وجدارتها فى القارة الأفريقية والعمل على ترسيخ الهوية المصرية الإفريقية. ولعل هذا ما يفسر دعوتها لعقد القمة الإفريقية - الأوروبية فى ڤينيا أخيرا، وقبلها القمة الإفريقية - الصينية، والقمة الأمريكية، والألمانية، وذلك إدراكا للدور المصرى فى أفريقيا. ويضيف شلبى أن مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية قطعت أشواطا كبيرة للعودة مرة أخرى للنشاط الإفريقي، موضحا أن الدول الإفريقية أصبحت الآن على يقين بما تقوم به مصر من دور أساسى وفعال فى المنطقة، والمجهودات المصرية من أجل توفير السلم والأمن فى القارة، وتوسيع المجال التجاري، وفتح أسواق إفريقية مميزة فى العالم. ويقول أيضا : «لا ننسى فى هذا الصدد أيضا تأثير الزيارات العديدة التى قام بها الرئيس السيسى إلى مختلف دول العالم من أجل استعادة العلاقات الإفريقية وعودة مصر بقوة إلى ريادتها فى القارة، وإمكانية مصر للعمل فى إفريقيا». فِى الوقت نقسه، تؤكد الدكتورة أميرة الشنواني أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أنه لا شك فى أن الدبلوماسية المصرية أثبتت نجاحا منقطع النظير بعد ثورة 30 يونيو، فقد استطاعت أن تعيد لمصر دورها الإقليمى والدولي، وكذلك أعادتها مرة أخرى إلى أشقائها فى القارة التى تنتمى إليها. وتقول أيضا إن دعم تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام سوف يزيد من قوة دور مصر ومسئولياتها فى القارة، كما سيفرض عليها الوجود مع جميع القوى العالمية والمؤسسات الدولية لتوفير الدعم السياسى والاقتصادى لتحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا، ومن أجل ذلك، سافر الرئيس إلى النمسا لحضور منتدى إفريقيا – أوروبا، وغيره من المنتديات مع الصين وألمانيا.