الدعوة لدهان واجهات البيوت، المبني معظمها بالطوب الأحمر دون تشطيب أو دهان, تستحق أن نتعامل معها كأنها مشروع قومى لإعادة الوجه الحضارى لمبانينا، لكن معظم سكان هذه البيوت استأجروها بموجب قانون الإيجارات القديم، ويدفعون فيها مبالغ بسيطة ولا يملكون صيانة شققهم، فما بالنا لو طالبناهم بتحمل تكلفة دهان الواجهات الخارجية في ظل ارتفاع أسعار الخامات والعمالة وغيرها؟. أعتقد أن الحل سهل وبسيط وغير مكلف، فيمكن أن تتكفل شركات الدهانات والعقارات والبنوك بتحمل التكاليف ويمكن أن يقوم بعضها بهذه المهمة على مستوى حي أو شارع أو منطقة، ويمكن أن يطلق على هذه المنطقة اسم الجهة التى مولت الدهانات كنوع من التكريم. أيضاً يجب ألا تكون هناك تكاليف مرتفعة أو مبالغ فيها للقيام بهذا العمل ويكفى مثلاً عمل نماذج للدهانات الخارجية تتكرر في كل منطقة، وأن يتم تشكيل فرق عمل تحت رعاية الأحياء أو المحافظة، وأن تتولى رئاسة الحى إحضار الدهانات والتعاقد مع العمال لتكون التكلفة أقل كلما زاد حجم العمل، وأن يكون هناك جدول زمنى محدد وواضح يلتزم به المتعاقدون ويمكن أن تدعم المحافظة السكان في المناطق الفقيرة في تحمل جزء من التكلفة. أيضاً يمكن أن يتسابق الفنانون التشكيليون في وضع هذه النماذج وتصميمها حسب طبيعة كل منطقة وخصائص سكانها وسجلها التاريخي، وهذه المهمة يجب أن تكون محل مسابقة تنظمها وزارة الثقافة وترعاها نقابة التشكيليين ويشرف عليها جهاز التنسيق الحضارى وتنفذها المحافظات ووزارة الإسكان وكل الجهات ذات الصلة. وأخيراً يبقى للإعلام والأعمال الدرامية دور مهم في التوعية بشكل مباشر وغير مباشر بأهمية التجميل في حياتنا والنظافة في شوارعنا والجمال في بيوتنا. لمزيد من مقالات نجوى العشرى