تناولنا في المقال السابق أهمية وعظم القلم، وما يسطر به من منطلق الحرص على أصحاب مهنة القلم من سوء العاقبة والحساب في الدنيا والآخرة، ونوهنا بأنه عندما يقسم المولى عز وجل بالقلم، فإن ذلك لعظم القلم وخطورة ما يكتبه وأننا مؤاخذون جميعا عما نكتب وندون ونقول، ولأهمية القلم جاء ذكره مفردا مرتين وجمعا مثلهما، ولذلك حكمة جليلة يعلمها المولى عز وجل ولا يتسع المقام لذكرها تفصيلا. وللقلم وأنواعه في الحياة حكايات كثيرة وقصص طريفة بحسب نوع كل قلم، ومن أنواع القلم وطرائفه وأنواعه نذكر التالي: * ﻗﻠﻢ ﻳﺤﺮّر، ﻭﻗﻠﻢ ﻳﻘرّر، ﻭﻗﻠﻢ ﻳﻐرّر، ﻭﻗﻠﻢ ﻳﺒرّر، ﻭﻗﻠﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ أن ﻳﻤرِّر، وﻫﻨﺎﻙ ﻗﻠﻢ أﺟﻴﺮ، وﻗﻠﻢ أﻣﻴﺮ، وﻗﻠﻢ أﺳﻴر، وﻫﻨﺎﻙ ﻗﻠﻢ ﻳﺴﺘﻔِز، ﻭثانٍ ﻳﻔﺰّّ، ﻭثالث ﻳﻔﺰﻉ، ﻭآخر ﻳﻌﺰﻑ وﻳﻮﺟﺪ ﻗﻠﻢ ﻣﺪﻫﺶ، وقلم ﻣﻨﻌﺶ، وآخر "ﻻ ﻳﻬﺶ ولا ينش". * ﻗﻠﻢ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭقلم ﻗﺎﻫﺮ، ﻭآخر طاهر، يوجد ﻗﻠﻢ ﻣﺘﻄﻮﺭ، وآخر ﻣﺘﻮﺭﻁ، هناك ﻗﻠﻢ ﻣﻤﺘﻊ، ﻭآخر معتم، يوجد ﻗﻠﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻀﻮﺀ، وآخر ينفث السوء، وهناك قلم يرفع، وآخر يرقع، وثالث يقمع. *يوجد قلم مأجور، وآخر مأسور، وثالث موتور، هناك قلم قاطع، وقلم ماتع، وثالث ضائع، يوجد قلم ينصح، وآخر يفضح، وثالث يفصح، ورابع يصحِف، هناك قلم مرجف، وقلم مجحف، وثالث مؤسف. * قلم مستهلٓك، وقلم مستهلِك، وثالث مهلك، هناك قلم يحكي، وقلم يشكي، وقلم يبكي ويوجد قلم فنان، وقلم فتّان، هناك قلم كمبضع الجرّاح، وآخر ينكأ الجٍراح، وثالث لا "غدا ولا راح". * قلم يواسي، وقلم يزيد المآسي، هناك قلم رفيع، وقلم وضيع، وآخر رضيع، ورابع معه القاريء يضيع، يوجد قلم مبدع، وقلم مقنع، وقلم مقنّع. * هناك قلم أنيق، وقلم رقيق، وقلم رفيق، وقلم رشيق، وقلم صديق، وقلم صفيق، يوجد قلم يصفح، وآخر يصفع، هناك قلم ودود، وآخر حسود، وثالث "ينهش صاحبه الدود". *وأخيرا قلم يزرع الأمل، وآخر يجلب الألم فلينظر كل واحد منا أى نوع من الأقلام هو قلمه ولتكن أقلامنا نيّرة تضيء لبلدنا، وتضمّد جراحه، وترسم البسمة على ملامحه. القلم من أقدم المخلوقات عندما أراد المولى أن تكون هناك حياة في السماوات والأرض، وكرمه الله بأن يكون قبل خلق الإنسان، حيث جاء ذكره في القرآن قسما ربانيا وهذه أول إشارة لعظمة الأداة التي رافقت الإنسان منذ الأزل بأشكالها المختلفة؛ عندما كان الإنسان القديم يجهل القراءة والكتابة، وقال تعالى في سورة العلق (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) يوم أن كانت البشرية الأولى تسعى في مفترق طرق الاستكشاف بحثا عن حقيقة الخلق والحياة. لمزيد من مقالات فهمى السيد