* أمريكا تضغط على أنقرة للاعتراف بعدم شرعية مادورو.. وكولومبيا تحشد عسكريا فى ضوء المنافسة الشرسة بينهما على السلطة وفى مسعى منه لتجريد خصمه السياسى من أشد أدوات دعمه وأقوى حلفائه، خطب خوان جوايدو زعيم المعارضة ورئيس البرلمان الفنزويلى أمس ود روسيا والصين حليفتى منافسه الرئيس نيكولاس مادورو لإقناعهما بالتخلى عن الأخير، وذلك فى الوقت الذى سعت فيه الولاياتالمتحدة بدورها للضغط على تركيا لحملها على التوقف عن دعم مادورو أيضا. وأبلغ جوايدو وكالة «رويترز» بأنه بعث برسائل لكلتا الدولتين اللتين تعدان أكبر دائنين لبلاده وتدعمان مادورو فى مجلس الأمن على الرغم من مخاوف حقيقية بشأن قدرة هذا البلد اللاتينى الذى يعانى ضائقة مالية قد تجعله عاجزا على تسديد ديونه. وقال جوايدو - 35 عاما - إن :«مصالح روسيا والصين ستكون فى وضع أفضل بتغييرهما الطرف الذى تدعمانه فى فنزويلا، عضو منظمة أوبك».وأضاف :«أكثر ما يناسب روسيا والصين هو استقرار البلاد وتغيير الحكومة، حيث إن مادورو لا يحمى فنزويلا ولا يحمى استثمارات أحد. كما أنه لا يمثل صفقة جيدة لتلك الدولتين». وفى المقابل، نفى ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين تلقى بلاده أى رسائل من جوايدو فى هذا الصدد، وقال مكررا للصحفيين فى موسكو:»لم نتلق بعد أى رسائل. وحين نتلقى أى رسالة سننظر فيها». وأضاف :»روسيا لا تعترف بجوايدو رئيسا لفنزويلا. وبالنسبة لنا، فإن شركاءها فى فنزويلا هم الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته. وهو رئيس هذه الدولة». كما حاول جوايدو أيضا فى وقت سابق استعطاف الرأى العالمى العام واستمالة لصفه بإظهار مدى المخاطر التى يتعرض لها الآن، حيث أكد رئيس البرلمان الفنزويلى تعرض عائلته للتهديد من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية التابعة لمادورو فى بلاده.. وحذر جوايدو «جميع الموظفين والمسئولين الذين يعتقدون أنهم يستطيعون اجتياز الخط الأحمر، والذين يعتقدون أنهم قادرون على التصرف بنذالة والتدخل فى شئون أسرته» من مغبة رده. وعلى صعيد الدور الأمريكى فى الأزمة، أعلن مسئول أمريكى بارز أن بلاده قد»خاب أملها»من الدعم التركى لمادورو، الذى تطالب واشنطن والمعارضة برحيله. وقال المسئول لمجموعة من الصحفيين : «نعتقد أن جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا، هو المؤسسة الشرعية الوحيدة المتبقية والتى اعترفنا بها. ولكن هذا ليس رأى الحكومة التركية وقد خاب أملنا من ذلك». وأضاف :»تحدثنا إلى الأتراك كما تحدثنا إلى حكومات عدة فى العالم لنشاركها رأينا نطلب منها أن تنضم إلينا عبر الاعتراف بعدم شرعية نظام مادورو. لكن الأتراك لم يكن ردهم إيجابيا حتى الآن». وأكد أيضا أن واشنطن ترصد التبادل التجارى بين أنقرةوكراكاس، خصوصا تصدير الذهب من فنزويلا إلى تركيا، لتحديد ما إذا كان الأتراك ينتهكون العقوبات الأمريكية التى تم فرضها على كراكاس. وبدورها، قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: إن ترامب يجدد الدعم الأمريكى لجوايدو. وأضافت :«نرصد طبيعة الأنشطة التجارية التركية - الفنزويلية، وإذا تبين لنا أن هناك انتهاكا لعقوباتنا فسنتحرك بالتأكيد». وفيما يتعلق بدور دول الجوار اللاتينية، كشف تقرير إعلامى عن أن كولومبيا نقلت رتلا من المدرعات إلى حدودها مع فنزويلا. كما أظهر مقطع فيديو مصور مركبة من طراز «إى. إى - 9» برازيلية الصنع، وهى إحدى العربات المدرعة التابعة للجيش الكولومبى التى وصلت إلى الجسر الذى يحمل اسم «سيمون بوليفار»على الحدود الكولومبية الفنزويلية. كما أظهر المقطع ذاته نقل آليات عسكرية كولومبية من أنواع مختلفة.