احتفل العالم يوم الأحد الماضى باليوم العالمى لإحياء ذكرى ما سُمى بضحايا الهولوكوست. والهولوكوست واستغلتها بدهاء الحركة الصهيونية العالمية لتحقيق مصالحها ومخططاتها، الرامية إلى تحويل اليهودية من ديانة سماوية إلى عقيدة مذهبية عنصرية، تتخذ من فلسطين منطلقًا لتنفيذ مخططات هيمنة أفراد على مقدرات العالم والتحكم فى سياساته. وهى خدعة أوضحها الفيلسوف والمفكر الفرنسى روجيه جارودى فى كتابه الأشهر الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، مستندًا فى فضحه كذبها إلى تاريخه فى مقاومة الاحتلال النازى لبلاده خلال سنوات الحرب، ومتهمًا حكومة الكيان الصهيونى فى فلسطينالمحتلة بتوظيف ما عُرف بالهولوكوست، وتضخيمه لتبرير مذابحها الوحشية إزاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن مجموعة من الحقائق العلمية والتاريخية، وتؤكد أن عدد 6 ملايين مبالغ فيه جدًا. ولعل كتاب الحكم المطلق الذى أصدره عام 1962م المحامى الأمريكى فرانسيس باركر يوكي، أهم الكتب التى ألقت ضوءًا على تزييف التاريخ، وتزداد أهمية الكتاب حين يعلم القارئ أن فرانسيس باركر كان من المحامين الذين أوكل إليهم عام 1946م مهمة إعادة النظر فى محاكم نورمبرج، وبالتالى فقد عايش المحاكمات وأطلع على كل ما قيل عن الهولوكوست من شهادات حية أو أدلة ملموسة، فهو لم يخرج باستنتاجاته إلا بعد تمعن وتدبر فى الأدلة، التى بين يديه. وشاركه ذات الرؤية مؤرخون كثر، لعل أهمهم المؤرخ الفرنسى بول راسنييه الذى فضح هذه الأكاذيب، منكرًا وجود هولوكوست فى كتابه دراما اليهود الأوروبيين، وأهمية الكتاب تعود إلى أن راسنييه نفسه، كان نزيلًا بأحد معسكرات التعذيب النازية، التى قيل إنها استخدمت كأفران لحرق اليهود، إلا أنه فى شهادته نفى وجود المحرقة، معتبرًا أن ما كان يحدث فى هذه المعسكرات لا يتجاوز أساليب التعذيب النازية، المماثلة لتلك التى استخدمها الجيش الفرنسى فى تعذيب المعارضين للاحتلال فى المغرب والجزائر، بل ذهب أبعد حين أكد أن هتلر كان يخطط لتوطين اليهود فى جزيرة مدغشقر، كحل نهائى للمشكلة اليهودية مما ينفى الحاجة إلى حرقهم. ومن المشككين المنكرين أيضًا للهولوكوست المؤرخ الكبير أيلمر بارنيس وكان أكاديميًا مشهورًا فى جامعة كولومبيا فى نيويورك واتبع نهج يوكى فى التشكيك، والمؤرخان جيمس مارتن وويلس كارتو وكلاهما من الولاياتالمتحدة، ومثلما لوحق جارودى قضائيًا حدث للأخير الشيء نفسه، وصدرت مذكرة اعتقال من السلطات القضائية فى سويسرا بحق كارتو فى 26 مارس 2003م، والشيء نفسه تعرض له المؤرخ البريطانى ديفيد إيرفينج، فحين أنكر الهولوكوست فى كتابه حرب هتلر حكمت عليه محكمة نمساوية عام 2006 بالسجن 3 سنوات. وبسوط السجن والملاحقات القضائية استطاع الصهاينة ترويع كل من ينطق بالحق. لمزيد من مقالات أسامة الألفى