بقدر ما تمثل مشكلة التمويل عائقا أمام البحث العلمي فإنه يوجد من الأفكار التي يمكن أن تدفعه للأمام, ما يلي: { ان يكون للبحث العلمي بالجامعات ومراكز البحوث العلمية في مصر من يعملون فيه بشكل متخصص ومتفرغ بعيدا عن التدريس والامتحانات وما شابه ذلك من الأعمال الجماعية والتي ينبغي أن يكون لها أيضا من يعملون بها بشكل متخصص ومتفرغ. { ان يكون العمل في الابحاث العلمية غير مرتبط بهدف الترقي في السلك الوظيفي بالجامعات ومراكز البحوث وليس مقيدا بوقت محدد ينتهي فيه بل بنتيجة ملموسة يصل إليها وأن يكون الباحثون والمشرفون عليهم مرتبطين بهدف الوصول إلي هذه النتيجة الملموسة للأبحاث مع إجادة حرفية البحث العلمي نفسه حتي ولو طال وقته ونقلها لغيرهم. { وأن تكون الابحاث محاكية لغيرها من الابحاث في الدول التي سبقتنا في ذلك من ناحية الطرق والوسائل المتبعة في البحث العلمي, علي أن تهتم بالنقاط البحثية التي تمثل مشكلات خاصة بمجتمعنا كلما أمكن ذلك. { وأن تكون الأبحاث المتعلقة بمشكلات متخصصة في بيئتنا مدعومة من مؤسسات المجتمع المتخصصة في هذا المجال الذي يخدمه البحث كالمصانع والشركات, والمؤسسات الخدمية المختلفة كالمستشفيات وشركات الدواء والسياحة والنقل والمواصلات وكبار الملاك وأصحاب الشركات الزراعية والمقاولات, بالاضافة إلي الميزانية الحكومية المخصصة لذلك بغير تدخل في البحث ولا تفاصيله, وأن تكون كل شركة أو مجموعة من الشركات راعية للبحث العلمي لجامعة أو أكثر وأن تتميز هذه الشركات والمؤسسات الراعية للبحث العلمي بسبب ذلك وأن يكون لها الأولوية في الاستفادة من النتائج التي أدي إليها وأن يشترط عند الترخيص لهذه الشركات أو تجديد الترخيص أن تخصص جزءا من ميزانيتها لدعم البحوث. أن تحاول المراكز البحثية في الجامعات وغيرها ان تختار مجالا أو أكثر تركز جهودها فيه وتستعين في ذلك بتمويل الشركات والمؤسسات المهتمة بنفس المجال. وبذلك تصبح بعد سنوات قليلة مراكز خبرة علمية وبحثية يلجأ إليها الجميع في مصر وخارجها في مجالها, فمثلا لماذا لا يكون لدينا بيوت خبرة علمية في إنتاج التقاوي والبذور لزيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الكفاية لشعبنا وشعوب العرب وإفريقيا وآسيا, ولماذا لا يكون لدينا مراكز علمية تعطي خبرتها وعلمها لمن يريد إنشاء السدود علي الانهار والاستفادة من سابق خبرتنا في ذلك ولماذا لا نكون البلد الأول في العالم في الابحاث الخاصة بالامراض المعدية والوبائية وإنتاج الأدوية والامصال الخاصة بذلك أم ننتظر دائما الخواجة أبوبرنيطة وسيجار حتي يأتي متفضلا علينا بذلك؟!! اننا لا نتكلم عن وهم أو حلم واسألوا الهنود عما وصلوا إليه في عالم البرمجيات وتقنيات الكمبيوتر واسألوا الإسرائيليين كم تكسبون من وراء تحكمكم فينا في التقاوي والبذور والكتاكيت لمزارع الدواجن فلقد انتصروا علينا في هذه الجولة من الحرب العلمية والحضارية. لقد تماسكنا في أحلك الظروف فأنتصرنا.. واليوم علينا أن نتماسك في معركة العلم والحضارة وهذه صورة أخري من الحروب الشرسة نريد لها أبطالا يخوضونها فهل من مجيب؟ د.عصام محمد بيومي أستاذ بطب عين شمس