* البشير: حقوق مصر في مياه النيل محفوظة ولا يجوز المساس بها
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على الحفاظ على الصلات الراسخة بين شعبى وادى النيل، والموقف الداعم لأمن واستقرار السودان، والذى يعد امتداداً للأمن القومى المصرى. وأشار الرئيس - خلال مباحثاته أمس مع الرئيس السودانى عمر البشير بمقر الرئاسة بقصر الاتحادية - إلى الجهود المصرية الحثيثة نحو استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين لتطوير التعاون المشترك بما يلبى طموحات الشعبين الشقيقين، كما أشاد الرئيس بجهود السودان لإحلال السلام فى عدد من الدول بمحيطه الجغرافى كجنوب السودان وأفريقيا الوسطى. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى رحب بشقيقه السودانى فى بلده الثانى، مشيدا بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، والتى تأتى تعزيزاً لما يجمع البلدين من علاقات تاريخية طويلة وروابط أخوية وثيقة. وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول استعراض مسار العلاقات الثنائية اتصالا بنتائج الدورة الثانية للجنة الرئاسية السودانية المصرية المشتركة التى عقدت بالخرطوم فى أكتوبر الماضى، حيث تم التوافق حول مواصلة دفع التعاون المشترك لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين عن طريق الاستغلال الأمثل للفرص والآليات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما. وقد تطرق اللقاء أيضاً إلى تقييم التقدم الذى تشهده المشروعات التنموية الكبرى المشتركة بين البلدين، فى مقدمتها الربط الكهربائى، والربط بين السكك الحديدية، وكذلك التعاون القائم فى مجال بناء ودعم القدرات والتدريب فى جميع القطاعات، وسبل تعزيز الشراكة الثنائية على الصعيد الاقتصادى. كما رحب الجانبان بانعقاد الهيئة الفنية الدائمة لمياه النيل فى القاهرة فى ديسمبر الماضى، مؤكدين حرصهما على تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين فى مجالات مياه النيل فى إطار التزاماتهما الموقعة، بما فى ذلك اتفاقية 1959. وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء شهد كذلك التباحث بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على استمرار التنسيق المشترك فى جميع المحافل الإقليمية والدولية، فضلاً عن توافق وجهات النظر بخصوص تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية فى البحر الأحمر من خلال توحيد الرؤى بين الدول المشاطئة لهذا المجرى المائى المهم. وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس عمر البشير أعرب من جانبه عن حرصه على لقاء الرئيس السيسى فى إطار سلسلة المشاورات والمباحثات المتواصلة بين الزعيمين، وارتياحه التام لمستوى التنسيق القائم بين القيادات الحكومية بالدولتين، والذى يعكس روابط الجغرافيا والتاريخ والحاضر والمستقبل بين البلدين الشقيقين، وكذلك الإرادة السياسية المتبادلة لمزيد من الانخراط فى الجهود الدءوبة لتدعيم التعاون المشترك وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية، والتى ستعود بالمنفعة على المنطقة بالكامل. كما أكد الرئيس السودانى تطلع بلاده للرئاسة المصرية المرتقبة للاتحاد الإفريقى خلال العام الجارى، مشيرا إلى أنها ستمثل دفعة قوية للوحدة الإفريقية وآليات العمل القارى المشترك، مشددا على مساندة السودان المطلقة لمصر فى مهمتها فى قيادة دفة الاتحاد الإفريقى. وكان الرئيس السيسى قد استقبل الرئيس السودانى عمر البشير بمطار القاهرة الدولى ظهر أمس، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين ، واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء القمة الثنائية، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.