فنزويلا تستيقظ على «رئيسين»..و«الحرب الباردة» تشتعل من جديد الجيش والقضاء يدعمان مادورو.. والمعارضة «البيضاء» تدعم جوايدو بعد إعلانه رئيسا مؤقتا واشنطن لا تستبعد التدخل العسكرى.. وأمريكا اللاتينية تنقسم..وروسيا تحذر من «حمام دماء» عادت أجواء »الحرب الباردة« تسيطر على فنزويلا إثر إعلان المعارضة تنصيب رئيس البرلمان الفنزويلى خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، فى إنقلاب ضد الرئيس نيكولاس مادورو، الذى تتزايد المؤشرات على فساد حكمه، وتزويره نتائج الانتخابات الأخيرة، والتى بدأ بموجبها فترة ولايته الثانية فى 10 يناير الحالى. وجاء قرار المعارضة بتنصيب جوايدو عقب مظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة الفنزويلية كاراكاس على مدى الأيام الأخيرة ،وبلغت ذروتها أمس الأول. وتعهد جوايدو فور إعلان تنصيبه بقيادة البلاد عبر »حكومة انتقالية«، والتمهيد إلى «إجراء انتخابات حرة»، وذلك بعد أدائه القسم لتولى صلاحيات السلطة التنفيذية. وسارعت مؤسسات الجيش والقضاء فى فنزويلا لتأكيد دعمها لحكم مادورو، ورفضها الخطوة التى قام بها البرلمان مدعوما من جانب مظاهرات المعارضة. فقد أعلنت وزارة الدفاع رفض الجيش تنصيب جوايدو لنفسه رئيسا للبلاد في«ظروف غامضة»، وفقا لبيان وزارة الدفاع، والذى أكد أن «الجيش يدافع عن دستورنا، وهو الضامن للسيادة الوطنية». وفى الوقت نفسه، أكدت المحكمة العليا فى فنزويلا إجراء تحقيق جنائى ضد نواب البرلمان، واتهمتهم بمصادرة صلاحيات الرئيس. وفى أعقاب إعلان جوايدو، شهدت شوارع العاصمة كاراكاس مواجهات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة الذين ارتدوا الملابس البيضاء، فيما انتشر أنصار الرئيس مادورو، وقد ارتدوا الملابس الحمراء، فيما تم وصفه إعلاميا بمواجهات الأحمر والأبيض. وتصاعدت ردود الفعل الخارجية، انقسم إقليم أمريكا اللاتينية بشكل حاد، فقد سارعت دول تتقدمهم كوبا على تأكيد دعمهم لمادورو. فقد أكدت هافانا دعمها لفنزويلا فى مواجهة ما وصفته ب المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفية وزعزعة استقرارها. كما التزمت المكسيك وبوليفيا بالموقف نفسه الداعم لمادورو. ولكن فى مقابل هذا الدعم، أعلنت أغلبية دول أمريكا اللاتينية دعمها لزعيم المعارضة جوايدو، ومن بينها البرازيل والأرجنتين وتشيلى وكولومبيا وكوستاريكا وهندوراس وبيرو، وكانت البرازيل تحديدا قد استبعدت المشاركة فى أى تدخل عسكرى فى فنزويلا. ودوليا، وفى تأكيد على توجهها السابق على تفجر الأزمة، كانت الولاياتالمتحدة قد سارعت بإعلان اعترافها بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، فقد أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن مادورو «زعيم غير شرعي»، ووصف البرلمان الفنزويلى بأنه مؤسسة الحكم الوحيدة التى تتمتع بالشريعة فى فنزويلا، لأنه تم انتخابها بواسطة الشعب. وأشار ترامب إلى أن البرلمان كان قد سبق ووصف رئاسة مادورو بغير الشرعية، وبالتالى فإن منصب الرئاسة فى فنزويلا شاغرا. وأضاف ترامب «شعب فنزويلا رفع صوته بشجاعة ضد مادورو ونظامه، وطالب بالحرية وحكم القانون». ومن جانبه، أعرب مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي، عن أمله فى أن يقبل مادورو بانتقال سلمى للسلطة فى فنزويلا. وأكد بينس فى مقابلة مع محطة «فوكس» الإخبارية ضرورة أن يقبل مادورو ب «إرداة الشعب فى دفع البلاد إلى الأمام، ويؤيد رئيسها الجديد خوان جوايدو». وكان بينس قد سبق التطورات الأخيرة بإعلان دعمه صباح الأربعاء الماضى لمظاهرات المعارضة فى فنزويلا، وذلك فى سياق مقطع مصور تم بثه عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وكان مصدر مسئول فى الإدارة الأمريكية قد أكد فى تصريحات نقلها موقع «سكاى نيوز» عدم استبعاد التدخل العسكرى الأمريكى فى فنزويلا. وكان مادورو قد سارع بإعلان قطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة فى أعقاب تصريحات ترامب، وأمهل ممثلى البعثات الدبلوماسية الأمريكية فترة لا تزيد على 72 ساعة لمغادرة البلاد. وردت واشنطن على هذه الخطوة بتأكيد أن مادورو لم يعد يملك السلطة الشرعية لقطع علاقات فنزويلا مع الولاياتالمتحدة. ومن جانبها، أعلنت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند دعم جوايدو، مشددة على أهمية التزامه «قيادة فنزويلا نحو انتخابات حرة وعادلة». وتقدمت فرنسا دول أوروبا بالاعتراف بالتحول السياسى فى فنزويلا. فقد أشاد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى تغريدة عبر موقع «تويتر» بما وصفه ب «شجاعة مئات الألاف من الفنزويليين الذين تظاهروا من أجل حريتهم» ووصف إعادة انتخاب مادرور بأنه «غير شرعي». وأكد ماكرون فى تغريدته دعم أوروبا لخيار استعادة العملية الديمقراطية فى فنزويلا فى أقرب وقت. وكان الاتحاد الأوروبى قد دعا للاستماع إلى صوت الشعب الفنزويلى و إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة هناك فى أقرب وقت. ومن جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك ضرورة دعم بروكسل للقوى الديمقراطية فى فنزويلا، فى إشارة إلى الاعتراف بخطوة تولى جوايدو. وأكد توسك فى تغريدة عبر «تويتر»: »«وأضاف »خلافا لمادورو، يمتلك البرلمان بما فيه خوان جوايدو تفويضا ديموقراطيا». وفى مقابل توالى الدعم الغربى للمعارضة ورئيسها الجديد فى فنزويلا، دخلت روسيا بثقلها مؤكدة أن مادورو الرئيس الشرعى لفنزويلا، وأكدت شجبها لما وصفته ب «اغتصاب السلطة» هناك. وأكد الكرملين على لسان المتحدث باسمها دميترى بيسكوف أن تولى جوايدو رئاسة البلاد يعتبر «اغتصاب للسلطة وانتهاك للقانون الدولي». وأكدت الخارجية الروسية على الموقف نفسه بعد أن شددت فى بيان لها على أن فنزويلا ستظل شريكا استراتيجيا لروسيا، ونفت وجود نية لإنهاء التعاون معها أو التوقف عن دعمها لحماية سيادتها. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجى ريابكوف تحذيراته لأمريكا من التدخل العسكرى فى فنزويلا، مؤكدا أن ذلك سيمثل «سيناريو كارثيا» قد يصل إلى حد إنفجار «حمام دم»، موضحا عزم موسكو دعم مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول. كما التزمت ايران وتركيا بدعم مادورو والوقوف بجانبه.