منذ عدة أيام قابلت الكاتب الصحفي بالأهرام الزميل والصديق العزيز الأستاذ نبيل عمر، وكان لنا حديث حول مقال الأسبوع الماضي عن "دروس جنسية للمقبلين على الزواج"، ورأى الزميل الفاضل أن هذا الموضوع من الموضوعات الشائك الحديث فيها، نظراً لأن هذه القضايا من الموروثات التي يصعب تغييرها وربما تكون بلا جدوى.. وكنت قد قابلت من قبله، الزميل الخلوق والعزيز المستنير الأستاذ محمد شمروخ، الذي ارتأى أيضاً أن الحديث في مثل هذه القضايا جديد على المجتمع، إلا أنه أبدى تأييده لجرأة النقاش. وللتذكرة، فكرة المقال واتتني من المقترح الذي تقدمت به النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، لتأهيل المقبلين على الزواج من خلال دورات تدريبية، تكون شاملة جميع الموضوعات التي تخص الأسرة والزوجين، وسبق المقترح دروس فعلية قامت بها منذ سنوات مؤسستا الأزهر والكنيسة. الرسائل التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني، تعكس عطش الأزواج والزوجات لمناقشة مثل هذه القضايا، إضافة للتدريب والمعرفة.. وبينما وردتني رسائل مؤيدة وردتني أخرى معارضة للفكرة، بدافع أن مناقشة هذه القضايا يخالف الشرع، إلا أنني أعتقد أنه لا حياء في العلم ولا في الدين من الاضطلاع والمعرفة، بدلاً من تصدير أفكار غربية عبر مختلف المواقع، والتي يقبل عليها الشباب مع الأسف، وتصدِّر لهم أفكاراً تخالف عقائدنا السماوية بالفعل. يحدث ذلك لأننا لا نناقش مثل هذه الأمور أو القضايا بانفتاح وعلم في مجتمعاتنا من باب أن هذا عيب، لكن علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام. من الرسائل التي وردت حول هذا الموضوع، وربما قد يرى البعض أنها أمور خاصة جداً لا يجب مناقشتها أو التحدث فيها، إلا أنها مادامت موجودة، فلا يمكن السكوت أو غلق الباب.. رسائل لزوجات تشكو من إهمال أزواجهن لطريقة تفكيرهن أو متطلباتهن في العلاقة الزوجية، ما يسبب لهن حرجا في العلاقة وعدم فهم أو إدراك لحقوقهن في المعرفة. يُرجع بعض علماء النفس المشكلة، إلى تواجدها عند المجتمعات المحافظة أكثر من المنفتحة، بالأخص في مجتمعنا العربي أكثر من الدول الغربية، بسبب الجهل بالثقافة الجنسية عند الزوجة أو الزوج مما يُسهم في تفاقم هذه المشكلة. لذلك، أعتقد أن النقاش ضروري لكي يتعارف الزوجين على مقومات الحياة الزوجية وتدريبهما وتثقيفهما جنسياً قبل الزواج، أمر في غاية الأهمية، والمتعارف عليه أن بعض الأزواج قد يبدأ النقاش بحكم خجل المرأة العربية أو خشيتها من أن يكون الأمر خطأ أو عيباً، ويعود هذا التفكير إلى مفاهيم اجتماعية خاطئة ترهب المرأة من مصارحة زوجها. مع الأسف، تسود في مجتمعاتنا أخطاء شائعة، تُشعر الرجل بالإحباط أحياناً لعدم تحقيق ما اعتاد مشاهدته في بعض الأفلام الغربية أو على الإنترنت والتي تنقل صوراً لم يرها المشاهد العربي في مجتمعاتنا. من قلبي: أحترم من يخالفني الرأي، لكن أدعوه أن ينظر للأمر من منظور مختلف، ليس من باب العيب أو الحرام، فلا حياء في الدين مع العلم. من كل قلبي: أساند بقوة مقترحات البرلمانية عطوة، بالإضافة لدور مؤسستي الأزهر والكنيسة في التوعية وأي مقترحات من شأنها رفع درجة الوعي ونشر مفاهيم صحيحة لدى المجتمع بدلاً من دفن رؤوسنا في الرمال والعيش في موروثات أسلافنا، في عصر تنفتح علينا أبوابه على مصراعيه. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن