جنس وفضائح في التوك شو بلا حدود أو رقيب.. ابتعدت البرامج عن القضايا الملّحة واعتبرتها شائكة، وتحولّت إلى مواضيع الجنس وخبايا العلاقات الزوجية وما يحدث في غرف النوم وعلى الأسّرة! أول أمس اصطحبت أمي و حماتي وبعض الصديقات إلى أحد المطاعم بالقاهرة، لنحتفل بعيد الأم، أدامه على كل أم مصرية بالصحة والسعادة.. تجاذبنا أطراف الحديث وتطرقنا إلى موضوعات كثيرة، منها الأسرية ومنها الشخصية، إلى أن بدأت أمي وحماتي في الحديث عن برامج التلفزيون والفضائيات، وبما أنهن من القواعد، فهذه هي الوسيلة المفضلة لديهن لتضييع الوقت وشغل أوقات الفراغ في متابعة ما يحدث على الساحة وخلافه. فجأة توقفت أمي وسألتني شاهدت حلقة معتز الدمرداش التي كانت تُذاع منذ عدة أيام، ولاحقتها حماتي في الحديث "دي كانت حلقة مسخرة".. وأبدت الاثنتين امتعاضهما وغضبهما من الحلقة.. وتدخلّت معهما في الحوار، وقلت أنني شاهدت نفس المواضيع في "الستات ما بيعرفوش يكدبوا" مؤخراً حول العلاقات الزوجية بين الرجل وزوجته، وما يحدث بينهما داخل غرفة نومهما. وقالت إحدى الصديقات: كيف يكون الحديث عن العلاقات الزوجية بهذا الشكل وعلى الملأ؟ وتساءلت أخرى: وكيف يأتي الدمرداش، بنساء مثل هؤلاء يتحدثن بهذا الشكل عن النشوة التي تحدث للمرأة والرجل وما معنى أن الزوج يغتصب زوجته كما كانت تشكو إحدى الضيفات؟ وقالت واحدة: وكيف للزوج أن يقبل أن تتحدث زوجته بهذا الشكل عن علاقتهما على المشاع؟ وهمهمت ضاحكة بسخرية: ربما الزوج يتفاخر بنفسه.. ومن ضمن القصص التي حكيتها أن إحدى الزوجات يسافر زوجها لثلاثة أشهر ثم يعود ليجلس معها أسبوع، فقالت الزوجة: إنه لابد أن يقوم الزوج خلال 7 أيام بمنحها كافة حقوقها الزوجية وليس من حقه الشكوى، فهو يتركها في انتظاره كل هذا الوقت!! المشكلة الكبرى أن هذه البرامج التي يضعون لها شعارات (للكبار فقط أو 18 +) بالأسف، تُعرض أمام النشء، لأنها ليست برامج مشفرّة، فماذا يفعل الأب أو الأم، حين يجلس أبناءه إلى جواره وهو يشاهد هذه النوعية من البرامج الخالية من النظافة اللغوية؟ من قلبي: لست ضد الثقافة الجنسية ولست ضد مناقشتها، فالأزهر والكنيسة تتبنيان دروس ثقافية مؤخراً في علاقة الزوج والزوجة حفاظاً على حياتهم وحمايتها من وقوع الطلاق لا قدر الله.. لكنه طبعاً مفهوم أنه إذا تم تناول القضايا والمشاكل الزوجية من منظور ثقافي وليس إباحي، لن يلقى البرنامج رواجاً ولن يحدث كل هذا الكلام والحوار حول البرنامج. من كل قلبي: لنناقش كل المواضيع، لكن بحرفية أكثر، وبأسلوب جريء في التناول، يعرض المشاكل ويحاول حلّها، بعيداً عن الابتذال والإباحية التي تهدم قيمنا، نعم، لا حياء في الدين، لكن ليس من هذا المنظور والمفهوم الضيّق للأمور (منظور سمعني سمع)! ولنتق الله حتى يجعل لنا مخرجا ويرزقنا من حيث لا نحتسب. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;