"الجنس مش قلة أدب".. فقد عودتنا الموروثات الثقافية ألا نتحدث في أشياء "عيب" كهذه لأنها تعتبر قلة أدب، لكنها في الحقيقة توعية لابد منها وغائبة عن المجتمع.. وربما هي سبب الكثير من المشاكل والأمراض المجتمعية التي تلازمنا ولابد من التخلص منها ومع الأسف هي السبب وراء ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع مؤخراً!. جددت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، مسألة تأهيل المقبلين على الزواج من خلال دورات تدريبية بعد أن كانت مؤسستا الأزهر والكنيسة قد تبنيا الفكرة منذ عدة سنوات. وقالت النائبة صاحبة المقترح: إن الدورات ستكون شاملة جميع الموضوعات التي تخص الأسرة والزوجين، وستكون بالتعاون مع الوزارات المختلفة، لافتة إلى أن وزارتي التضامن والصحة لديهما خطة لهذا المقترح. وتوقعت عطوة أن تبدأ الدورات في شهر مارس، وجعل المقترح إلزاميًا على جميع المقبلين على الزواج، موضحة أن البرلمان وافق نهائيًا على المقترح. مؤسستا الأزهر والكنيسة، كانتا قد أعلنتا عن تقديم دروس جنسية وأسرية للمقبلين على الزواج.. فالأرثوذوكسية (تلزم) المخطوبين بدورات المشورة لإتمام الزفاف. والمعنيين بفكرة التأهيل للحياة الزوجية وحماية الأسرة من الطلاق، لابد من توعيتهم من خلال دروس جنسية.. فالأزهر والكنيسة يقدمان دروساً من أجل توعية الأسرة المصرية، خاصة قبل الزواج.. والدروس هي دورات تدريبية إلزامية عن جسد المرأة والصحة الإنجابية وغشاء البكارة.. للمقبلين على الزواج لدعم الأسر المصرية في مكافحة انتشار الطلاق والحد من معدلاته في البلاد. ويقول القائمون على الدورات، إن تلك الدروس "جنسية ونفسية تكَّمِّل نقائص المعرفة". "ادبحلها القطة"، و"إن غلبك بالمال أغلبيه بالعيال"، تراث كبير من الأمثال الشعبية التي عاش عليها المصريون سنوات طويلة باعتبارها نصائح صالحة لبدء حياة زوجية سعيدة، ورغم أنها جزء من الموروث الشعبي المصري، فإن كثيراً منها يفتقر إلى أبسط قواعد العلم أو المنطق، كذلك فإن غياب دروس التربية الجنسية التي تقدَّم في المدارس، يجعل دخول الزوج أو الزوجة إلى الحياة الجديدة أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، أهمها غياب المعرفة العلمية والنفسية اللازمة للشراكة الأسرية. لذلك هناك إرشاد نفسي واجتماعي، فيتم الحديث حول تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية. أما بالنسبة للإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، موضوعاته عبارة عن نصائح عامة للمقبلين على الزواج، وبيان الاضطرابات التي تحدث بعد الزواج، و نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه، كما يخصص جزء خاص لديكور المنزل ليساعد على حسن العشرة. من قلبي: نشكر البرلمان والأزهر والكنيسة على هذه البادرة المهمة لتوعية الأسر المصرية، كما نتمنى للتجربة النجاح، ونناشد بضرورة جعلها إلزامية من أجل الوصول إلى مجتمع صحي ونفسي واجتماعي سوى، بدلاً من المصائب التي تقع بسبب غياب الوعي والتوعية!. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن