تتجه أنظار العالم اليوم صوب القاهرة وبالتحديد لمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، حيث تنطلق فاعليات اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذى يتزامن مع رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى، وتنظيم بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم، وإعلان عام مصرى فرنسى ثقافى مشترك. ويعد معرض القاهرة الدولى للكتاب أكبر وأهم حدث ثقافي شعبي, ليس علي مستوي مصر فحسب بل علي المستويين العربي والعالمي. حيث تتدفق حيوية الجماهير العريضة في عروق الحركة الثقافية، فمنذ أن بدأ نجم معرض الكتاب يسطع في سماء الثقافة منذ عام 1969, بتوجيهات من د. ثروت عكاشة وزير الثقافة والإرشاد القومى «وزارة الثقافة» جاءت فكرة تأسيس المعرض احتفالا بمرور ألف عام على بناء القاهرة، وعهد إلى د. سهير القلماوي أول رئيس للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر «هيئة الكتاب» بتنفيذها، لتسليط الضوء على الثقافة العربية كسلاح حاد في مواجهة أسلحة العدو الفكرية. وقد اكتسبت الفكرة شهرة واسعة، وأصبح المعرض في أعوامه الأولى من أفضل 3 معارض على مستوى العالم, ومنذ ذلك الحين يقام المعرض سنويا لأداء دوره في عرض الكتب في شتي فروع المعرفة المختلفة في مصر والدول العربية, بالإضافة إلي الدول الأجنبية, وإلي جانب تقديمه أهم وأحدث إصدارات السوق العربية والعالمية، يعد أداة لدعم العلاقات الثقافية والتجارية الدولية من خلال الاتفاقات والصفقات التي تتم خلاله. ومع نمو وتطور هذه العلاقات أدي المعرض مهمة أخري بالغة الأهمية, فأصبح مجالا لتبادل الخبرات الفنية والثقافية وميدانا لتنسيق وإنتاج الكتب في الوطن العربي. وظل معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ دورته الأولي عام 1969 حتي عام 1983 يقام بأرض المعارض الدولية بالجزيرة, ولكن نظرا للإقبال الشديد عليه سواء من الدول المشاركة ودور النشر والجمهور والتطور الملحوظ في الأنشطة والفعاليات التي ضاقت بها أرض المعارض بالجزيرة, اتجه التفكير إلي زيادة الرقعة الخاصة بالمعرض فتم نقله إلي أرض المعارض بمدينة نصر ابتداء من دورته السادسة عشرة عام 1984، وأصبح عدد الدول 28 دولة يمثلون743 ناشرا علي مساحة 66 ألف متر مربع. ومع الاحتفال باليوبيل الذهبى للمعرض كان لابد من تطويره وتحديثه ونقله فى مكان يليق بمصر واسمها وبهذا الحدث الضخم، خاصة أن مصر اليوم تخطو نحو مرحلة جديدة من تاريخها وحضارتها، فتم نقله إلى مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس على مساحة 45 ألف متر مربع، يعرض عليها 1273 ناشرا بالإضافة إلى 525 توكيلا من 35 دولة لعرض أحدث إصداراتهم فى 723 جناحا. ويصاحب المعرض نشاط ثقافى وفنى متنوع يصل لأكثر من 800 فاعلية بمشاركة أكثر من 3000 كاتب وناقد وفنان، و600 حفل توقيع. وسوف يحتفى المعرض بهذه المناسبة من خلال عرض «أفلام أرشيفية من ذاكرة المعرض» بأهم الشخصيات التى استضافها خلال دوراته السابقة، وأبرز من جلسوا على منصات العرس الثقافى المصرى من المثقفين المصريين والعرب والأجانب، وتذكير بأهم الندوات التى عقدت عبر تاريخه. ويلقى الضوء من خلال «علامات مضيئة» على أول من خط «بوستر» للمعرض، وأول مدير للمركز الإعلامى، وكذلك رؤساء المعرض عبر دوراته، والشخصيات تيمة المعرض. إلى جانب الاحتفاء بمئوية أهم الشخصيات المصرية التى أثرت الحياة الثقافية فى شتى المعارف.. فضلا عن الاحتفاء بمئوية عدد من المناسبات القومية التى كان لها أثرها الأبرز سياسيا وثقافيا وتاريخيا وحضاريا ومنها: حفر قناة السويس، وتشييد مدينة القاهرة وثورة 19، ومئوية أدب المهجر العربى. وفى سابقة جديدة، يحتفى بشخصيتين للعام لإسهاماتهما البارزة فى الثقافة المصرية بصفة عامة وفى تاريخ معرض الكتاب بصفة خاصة وهما: د. ثروت عكاشة، ود.سهير القلماوى. وبذلك يبدأ معرض الكتاب صفحة جديدة من خلال هذه الدورة الاستثنائية، والتى تحل فيها جامعة الدول العربية «بيت العرب» ضيف الشرف.