د. هيثم الحاج على: نعد بدورة تاريخية تليق باسم مصر د. شوكت المصرى: هذه الدورة ستعيد الكتاب العربى إلى مكانته الدولية ناشرون: واجهنا صعوبات من أجل الاشتراك هذا العام تجار الأزبكية: كنا نتوقع التكريم فى هذه الدورة من المنتظر أن تنطلق دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام يوم 23 يناير الجارى وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، وذلك بأرض المعارض بالتجمع الخامس لأول مرة، ويقام المعرض تحت شعار «دورة اليوبيل الذهبى»، واحتوى الشعار على رقم 50 باللون الذهبى، ويحمل تاريخ أول دورة عام 1969، وآخر دورة فى 2019، وتحل جامعة الدول العربية عليه كضيف شرف ، كما اُختير الدكتور ثروت عكاشة والكاتبة الدكتورة سهير القلماوى كشخصيتى المعرض. وتصل إجمالية مساحات صالات العرض هذا العام إلى 40 ألف متر مربع، عبارة عن 4 قاعات، كل قاعة 10 آلاف متر، ولا يوجد عرض مكشوف، القاعة الأولى مخصصة لكتب التراث والأزهر والسعودية، والقاعة الثانية للناشرين العرب والكتب الأجنبية، والقاعة الثالثة للناشرين المصريين، والقاعة الرابعة قاعة المعرض الرئيسية وناشرى الأطفال ومسموح فيها بالبيع، والأجنحة مجهزة ومزودة بكل المستلزمات الخاصة بالعرض من استاندات ومقاعد. ومن المنتظر أن يشهد المعرض فى دورته الجديدة قامات فكرية كبيرة، منهم أدباء حاصلون على أرفع الجوائز على مستوى العالم، مثل جائزة نوبل والبوكر، حيث يشهد مشاركة نحو 150 من نجوم الأدب والفكر حول العالم، ومن ضمن الأسماء المطروحة للمشاركة بالمعرض: عبده كيليطو كاتب وناقد مغربى، والدكتور فراس السواح من سوريا، والدكتور كمال أبو ديب، والدكتور عبدالله الغزامى من السعودية. ويتضمن اليوبيل الذهبى العديد من العروض، والكثير من الأمسيات الفكرية لأدباء عالميين، كما يستضيف المعرض الدول ال13 التى حلت «ضيف شرف» فى السنوات الماضية، وكذلك يحتفى بأدباء المهجر العربى، ومرور 150 عامًا على إنشاء قناة السويس، و150 عامًا على مدينة القاهرة، ومئوية الرئيس الراحل محمد أنور السادات. فى البداية قال د. هيثم الحاج على، رئيس هيئة الكتاب إن الدولة المصرية حريصة على دعم الكتاب والكاتب المصرى فى هذه المرحلة التاريخية، وأكد دعم الدولة للمعرض من خلال أرض المعارض الجديدة، التى تعد نقلة حضارية فى الحاضر والمستقبل. ومن ناحية أخرى أكد د. شوكت المصرى أستاذ النقد الحديث فى أكاديمية الفنون، المشرف على تنفيذ البرنامح الثقافى للمعرض: تعد هذه دورة استثنائية احتفالاً باليوبيل الذهبى للمعرض الذى يقام على أرض مركز مصر للمعارض فى سلسلة قاعات دولية على أحدث الطرز العالمية، وهو مكان سنفخر به جميعا عندما نراه. تعتبر مشكلة تعذّر اشتراك تجار سور الأزبكية للكتب فى المعرض هذا العام من أكبر السلبيات التى واجهته، لذلك توجهت «الوفد» إلى سور الأزبكية والذى أطلق معرضه للكتاب منذ يومين، بعدما كان قد أعلن تجار السور عن تنظيم معرض مواز لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الخمسين لعام 2019، ويقام المعرض بمنطقة سور الأزبكية الشهير بجوار مدخل محطة مترو العتبة، ومن المقرر أن يستمر حتى 15 فبراير المقبل، وجاءت فكرة إقامة معرض للكتاب خاص بتجار سور الأزبكية؛ حتى لا يتعرض أصحاب الكتب للخسارة، بعدما اشترى كثيرون منهم كميات كبيرة من الكتب بغرض عرضها فى معرض الكتاب فى دورته الذهبية، لكن شروط الهيئة حالت دون مشاركتهم فيها. بدأ عم صبحى عبدالحميد أحمد، أقدم تجار سور الأزبكية، والذى يمتلك مكتبة فيه، ويعمل فى سوق الكتب منذ أكثر من 45 عاماً، بدا حزيناً من عدم مشاركة السور فى المعرض هذا العام، مؤكداً أنه كان يشارك فى معرض الكتاب منذ أن كان يقام على أرض المعارض بالجزيرة منذ أكثر من أربعين عاماً، مؤكداً أنهم كانوا يشتركون فى المعرض كل عام بإجراءات سهلة وميسرة وقيمة إيجارات تتناسب وإمكانياتهم. وأضاف عم «صبحى»: بدأ الإيجار يزداد كل عام دون أن نعترض، حتى أبلغتنا الهيئة العامة للكتاب هذا العام بأن المكان المخصص لنا يتسع لحوالى 33 تاجراً فقط، على الرغم من أنهم يعلمون أن عددنا حوالى 108 مكتبات، لذلك لم يكن أمامنا سوى الانسحاب من المعرض. وبسؤاله عما إن كان تجار المعرض يهدفون لمزاحمة المعرض الرسمى للكتاب خاصة وأنهم يقيمون معرضهم فى نفس التوقيت؟ أجاب عم «صبحى»: لا؛ اختيار موعد إجازة نصف العام ليس الهدف منه مزاحمة معرض التجمع، لكن كثيرين منا اقترض نقوداً اشترى بها بضائع من الكتب بنية تسديدها بعد المعرض، فمن أين لنا الأن بتسديد هذه الديون، وماذا يفعل التجار فى الكتب التى اشتروها من أجل المعرض، لقد اخترنا هذا الموعد من أجل استغلال إجازة المدارس والجامعات فربما ساعدنا ذلك على إقبال معقول. وعن توقعاته لمعرض القاهرة هذا العام؛ قال: إن كتب السور كانت عاملاً مهماً فى نجاح معرض الكتاب كل عام، ولن نعلم نتيجة انسحاب السور فى المعرض إلا بعد انتهائه. وأكد أن هناك حرباً خفية تدار ضد السوق منذ ما يقرب من خمسة أعوام، لكن الأمر هذا العام كان تحجيماً صريحاً، وكانوا يعرفون مقدماً أننا لا يمكن أن نوافق على أن يشترك بعضنا على حساب البعض الآخر. أما عن موقف الكتاب والمبدعين من فكرة إنشاء معرضين للكتاب هذا العام، فقد تحمس كثيرون منهم لفكرة إنشاء معرض لسور الأزبكية موازٍ للمعرض الرسمى فى التجمع، كان منهم الكاتب والقاص الدكتور أحمد الخميسى الذى صرح «للوفد» قائلاً: أدعم معرض السور وأعتزم توقيع مجموعتى القصصية الأخيرة «ورد الجليد» فيه ، وقد حدثنى أصدقاء كثيرون من الأدباء والشعراء وأثنوا على الفكرة، وأكدوا أنهم أيضا يفكرون فى ذلك. وبالطبع هناك أسباب كثيرة لتلك الخطوة يأتى فى مقدمتها، إن سور الأزبكية تاريخياً أقدم من معرض الكتاب، وكان ولا يزال بشكل ما يمثل معرض «الكتاب للشعب» حتى لو كانت الكتب التى تباع فيه قديمة، وأقصد «بالكتاب للشعب» أن أسعاره فى متناول المواطن البسيط، لقد اغترف من السور معظم أبناء جيلى المعرفة بقروش وجنيهات معدودة. واستطرد «الخميسى»: ومن ناحية أخرى فإن ارتفاع أسعار الكتب التى يتدخل فى ارتفاعها غلاء سعر تأجير المساحات فى المعرض لم يعد بوسع الكثيرين، بعدما أصبح الكتاب سلعة، وليس خدمة ثقافية، أو بالأحرى ضرورة ثقافية. ولا أدرى حقاً كيف يمكننا مواجهة الإرهاب إذا كنا نحرم الناس من الوعى برفع سعر الكتاب؟ أيضاً فقد اتخذ معرض الكتاب الرسمى قراره بالابتعاد عن الجميع إلى التجمع الخامس، ما يجعل الوصول إليه رفاهية خاصة، وأظن أنه كان من الضرورى عند اتخاذ قرار كهذا أن يتم التشاور مع المثقفين، لأن المعرض شأن ثقافى عام، وليس قراراً بترقية موظف داخل وزارة الثقافة. شخصيتا المعرض الذهبيتان «عكاشة» و«القلماوى» أقاما معرض الكتاب الأول أثناء حرب الاستنزاف على الرغم من أن لقب أول امرأة ظل ملازماً لها فى كل خطواتها؛ بداية من كونها أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب عام 1929، وأول امرأة تدرس الأدب العربى، وأول امرأة تحاضر فى جامعة القاهرة عام 1936، وأول امرأة تحصل على الدكتوراه، وأول مساعد رئيس تحرير فى مجلة جامعة القاهرة، وأول من قدمت دراسة عن الأدب المصرى المعاصر إلى التعليم الجامعى. على الرغم من كل ذلك؛ فإنَّ حكايتها مع معرض الكتاب تخطت كل تلك الأوائل، فلم تكن فقط هى أول امرأة بل كانت أول شخصية تستطيع بلورة وتنفيذ والإشراف وإنجاح الفكرة التى اقترحها عليها الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة فى ذلك الوقت، فى سنوات أقل ما توصف به أنها حالكة فى تاريخ مصر المعاصر، كان معرض القاهرة الأول للكتاب بعد نكسة 1967 بعامين تقريباً، وكانت مصر تعيش شهور الاستنزاف بما يحتمه ذلك من إحباطات للشعب المصرى كاملاً، وبخاصة المثقفين من جيل الستينيات الذين مثّلوا شباب هذه الحقبة. إنها الدكتورة سهير القلماوى، أول من أشرف على إقامة معرض للكتاب فى القاهرة، والشخصية التى يحتفى بها المعرض هذا العام فى يوبيله الذهبى، مناصفة مع الدكتور ثروة عكاشة، وزير الثقافة الأسبق. وسهير القلماوى هى الابنة الروحية للدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى؛ حيث تتلمذت على يديه فى قسم اللغة العربية باعتبارها الفتاة الوحيدة فى هذا التخصص مع 13 طالباً، ولدت القلماوى فى 1911 فى القاهرة، وعاشت بها كل سنوات عمرها، نشأت فى عائلة تفخر بتعليم إناثها، ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكرة. فساهم كُتاب مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوى وابن إياس فى موهبتها الأدبية بشكل كبير وشكلوا قلمها كأديبة فيما بعد. حازت «القلماوى» جوائز وتقديرات كثيرة ومهمة منها؛ وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978، وكذلك العديد من جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وجائزة مجمع اللغة العربية لموضوع رسالة الدكتوراه عن «ألف ليلة وليلة» عام 1954. من أهم مؤلفاتها «أحاديث جدتى»، «ألف ليلة وليلة» «أدب الخوارج»، «الشياطين تلهو»، «ثم غربت الشمس». إلى جانب أيقونتها البديعة «العالم بين دفتى كتاب»، توفيت سهير القلماوى فى 1997. أما عاشق الثقافة والآثار والذى أولى اهتماماً خاصاً بآثار مصر، أهله للحصول على العديد من الجوائز والأوسمة كان من بينها؛ الميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدى أبوسمبل وآثار النوبة عام 1968. وكذلك الميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة، عام 1970. وعلى الرغم من أنه كان قد تخرج فى الكلية الحربية، فإنه عشق الأدب والصحافة، فحصل على دبلومة الصحافة فى كلية الآداب، ثم ماجستير فى الصحافة عام 1951، وبعدها الدكتوراه فى الآداب من جامعة السوربون. إنه الدكتور ثروت عكاشة صاحب القرار التاريخى بإقامة معرض للكتاب فى القاهرة، والذى يحتفى به المعرض هذا العام كشخصية ذهبية، وهو ما يجعلنا نؤكد أن الرواد لا يموتون. و«عكاشة»، أيضاً، من مواليد القاهرة عام 1921، كان وزيراً للثقافة ونائب رئيس الوزراء، وانتخب رئيساً للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس 1990، وكذلك رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1962، كما حصل على وسام الفنون والآداب الفرنسى، وجائزة الدولة التقديرية 1965. ومن أهم مؤلفاته؛ معجم المصطلحات الثقافية، الفن الإغريقى، الترجمات للمسرح المصرى القديم ومذكرات ثروت عكاشة، ترجمة مسخ الكائنات لأوفيد، القيم الجمالية فى العمارة الإسلامية، تاريخ الفن الرومانى، وتوفى 27 فبراير 2012.