* نقيب المرشدين السياحيين: لها تاريخ يجذب السياح ويعكس الصورة الحقيقية لمصر «أنطونيادس» و»الشلالات» لم يكونا يومًا مجرد حدائق تضم أشجارا ونباتات للتنزه والترويح عن النفس، بل كانا ومازالا معلمًا مهماً فى مدينة الإسكندرية يحكيان جزءًا من تاريخها الممتد لقرون طويلة، ففى كل ركن فيهما تجد إما أثرًا يعود لعصور مختلفة أوتمثالاً لا تجد له مثيلا أونباتا نادرا استقدم خصيصًا من خارج مصر لزراعته بها. طال الإهمال هذه الحدائق لسنوات طويلة وكثر الحديث من المسئولين عن تطويرهما وتجديدهما من آن لآخر، إلا أن هذا الحديث لم يترجم على أرض الواقع، حتى حرك الرئيس عبد الفتاح السيسى المياه الراكدة وكلف قائد المنطقة الشمالية العسكرية بتطويرهما واستغلالهما على الوجه الأمثل؛ خلال افتتاح مشروع «بشاير الخير 2» نهاية شهر ديسمبر الماضي، ليكون ذلك بمثابة إطلاق إشارة البدء للتطوير الحقيقى لهما. حديقة أنطونيادس واحدة من أقدم الحدائق ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر البطلمي، وتبلغ مساحتها خمسون فدانًا، وفى القرن التاسع عشر اشتراها لبارون اليونانى جون أنطونيادس، الذى عاش فى الإسكندرية وكان من أكبر رجال الاقتصاد ثم تبرع بها إلى الحكومة المصرية .. ثم أنشأ فيها الخديوإسماعيل قصراً حوله حدائق فرنسية التكوين تضم الأشجار والنباتات النادرة، وفيما بعد تم ضمها إلى مدينة الإسكندرية، ثم إلى وزارة الزراعة والري، ثم إلى ديوان عام محافظة الإسكندرية، وعادت إلى وزارة الزراعة مرة أخرى، ومع مرور السنوات ضربها الإهمال الذى قضى على أنواع عديدة من نباتاتها كما سرق أحد تماثيلها. وترددت شائعات عن بيع جزء من الحديقة شهر أكتوبر الماضي، ما دفع وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور عز الدين أبوستيت، إلى زيارتها ، وتأكيد أنه «لا بيع ولا تفريط فى الحديقة التاريخية، موضحًا أنه سيتم وضع خطة من خلال خبراء فى تنظيم الحدائق وبساتين الزينة لتطوير الحديقة. وأشار إلى إنه سيتم معاينتها من قبل الخبراء على أرض الواقع لتحديد الإمكانات المطلوبة لعملية التطوير، مضيفًا أنه يمكن استغلال 7 أماكن داخل الحديقة للاستفادة منها من قبل المستثمرين وذلك لتوفير مصدر دخل للإنفاق على تجميل الحديقة، كونها تعتبر متنفسا طبيعيا لأهالى الإسكندرية. حديقة الشلالات من أهم المعالم التى لا تزال شاهدة على حضارة وتاريخ المدينة الساحلية، فقد أنشئت منذ ما يزيد على مائة عام وتحديدًا 1899بإشراف مصمم الحدائق الأمريكى الشهير فريدريك لوأولمستد، الذى تبنى أسلوب تحويل المواقع المستوية إلى مواقع حافلة بالتضاريس الطبيعية من بحيرات وهضاب وقنوات مياه. أقيمت حديقة الشلالات على مساحة حوالى 40 فدانًا، منها 22 فدانًا فى الشلالات البحرية، و18 فى الشلالات القبلية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الشلالات الصناعية التى كانت بها، حيث لم يتبق منها إلا القليل، وبها الأبراج الأثرية لسور الإسكندرية وهو من المعالم الحربية النادرة وثلاث بحيرات أهمها البحيرة الرئيسية وبها كشك البجع الشهير، كما أنها زاخرة بمجموعة من الأشجار والنباتات النادرة. وعن الاستفادة من الحدائق، يؤكد حازم أبوالسعود، نقيب المرشدين السياحيين فى الإسكندرية، أن الحديقتين لهما تاريخ طويل وهوما يستلزم المحافظة عليهما كونهما جزءًا من تاريخ المدينة، كما أنهما يضمان معالم أثرية ونباتات نادرة لا يمكن تعويضها، مشيرًا إلى الإسكندرية أصبحت تخسر مبانيها التراثية التى كانت تميزها بشكل تدريجي. ويشير «أبوالسعود» إلى أن هذه الحدائق ضربها الإهمال وخسرت جزءا كبيرا من نباتاتهاوأشجارها النادرة فى الفترة الأخيرة ، مشيدًا بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بهما وتطويرهما مرة أخرى. ويوضح «أبوالسعود» أن الإسكندرية تستقبل السياح الأجانب فى رحلات اليوم الواحد ويمكن بعد تجديد هذه الحدائق وضعهما على خريطة مزارات المدينة خاصة وأنهما يملكان تاريخا طويلا ويضمان معالم أثرية تعود للعصر الإسلامى والبطلمي. ويضيف «أبوالسعود» أن زيارة السياح لمثل هذه الحدائق وغيرها من المناطق التراثية يعطى انطباعًا جيدًا عن مصر وجذب السياحة بإعتبارها القاطرة التى ستنطلق بالاقتصاد المصرى