بدأت السينما المصرية تتعافى بعد سنوات من الكبوة التى شهدتها، بسبب ضعف النص وافتقاره لعناصر الترابط الدرامى، فكانت فى أغلب الأحيان تلجأ للاقتباس من الأفلام أو الروايات الأجنبية، ولم يكن يذكر كلمة الاقتباس عن الرواية أو الفيلم الأصلى، وهذا يعود لرغبة المنتجين فى هذه الفترة فى الكسب السريع دون الاهتمام بذوق المتفرج. ولكن عشاق صناعة السينما وجدوا أن الحل الوحيد للخروج من مستنقع الهبوط هو اللجوء إلى الروايات الأدبية المأخوذة من المؤلفين المعاصرين المصريين، الذين يمثلون واقع المجتمع ويعكسون الرؤية الحقيقية له، فعادت صناعة السينما إلى النص الأدبى على يد كتاب سيناريو ومخرجين أكفاء استطاعوا أن ينقلوا الروايات الأدبية إلى أفلام جذبت الجمهور من جديد لرؤية الأفضل، وليمحوا فكرة أن الجمهور لا يحب إلا النوعيات الخفيفة، أو بالأصح الهزلية، وبذلك أثبتوا أنه واع ويستطيع أن يفاضل بين الجيد والردىء. ولهذا عاد المعاصرون فى بداية الألفية إلى السينما المصرية القديمة وفكرة الاقتباس من النص الأدبى عندما لجأت إلى مؤلفات كبار الأدباء حتى بلغت ذروة التناغم بين الأدب والسينما فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى من خلال عمالقة الرواية ومن أهمهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، وقد تركت هذه الأفلام بصمات فى سجل السينما ومازالت حتى الآن هى الأقوى. ومن الأدباء المعاصرين الروائى احمد مراد وهو من أكثر المؤلفين الذين تحولت روايتهم إلى أفلام سينمائية، بدأ كتابة الروايات عام 2007 وكانت الأولى «فيرتيجو» التى تحولت إلى مسلسل فيما بعد، ترجمت الرواية إلى عدة لغات ونال عنها عدة جوائز .. ثم صدرت روايته «الفيل الأزرق» فى عام 2012 والتى جاءت فى المركز الأول فى مبيعات معرض القاهرة الدولى للكتاب وجائزة البوكر العربية، وتحولت إلى فيلم سينمائى عام 2014 نظرا لفكرتها الجديدة الجاذبة، فهى عبارة عن رحلة داخل النفس البشرية، أخرجه مروان حامد المخرج المعروف الآن بتحويل الروايات الأدبية الأكثر إقبالا من الجمهور واستحسان النقاد إلى أفلام سينمائية لقدرته فى هذا المضمار على إظهار عنصر التشويق والغموض .. كذلك استطاع مروان حامد بأسلوبه الإخراجى المتميز أن يحول رواية «تراب الماس» لأحمد مراد التى صدرت عام 2010 إلى فيلم سينمائى، وقد لاقى الفيلم إقبالا جماهيريا كبيرا منذ بداية عرضه نظرا لفكرة الرواية الغريبة والجديدة والنهايات غير المتوقعة فى كل رواياته، ..وجدير بالذكر أن احمد مراد قد قام بكتابة سيناريو الفيلمين. مما أضفى مصداقية لدى المتفرج لأن المؤلف هو نفسه السيناريست. كما أن مراد ألف وكتب سيناريو خصيصا للسينما وهو فيلم «الأصليين» عام 2017 لنفس المخرج مروان حامد، وتدور قصته حول رب أسرة فصل من عمله فجأة فلم يستطع أن يواجه أسرته ومن هنا تدور الأحداث وهو يبحث عن وظيفة جديدة. ونظرا لنجاحات احمد مراد فى السينما يجرى حاليا دراسة تحويل روايتين من كتبه إلى أفلام سينمائية وهما «أرض الإله»، «وموسم صيد الغزلان». وأما عن الكاتب محمد صادق. فقد درس الهندسة فى بداية حياته الجامعية ولكن تعلقه بالأدب جعله يترك الكلية ليدرس الإعلام ليتفرغ للكتابة وصدر، له عدة روايات رائجة فى الأسواق بداية من «طه الغريب» 2010 «وبضع ساعات فى يوم ما» 2012، «هيبتا»2014 ورواية رومانسية تحولت إلى فيلم سينمائى فى 2016 والذى تصدر شباك التذاكر بعد عرضه بأيام قليلة، وهو يروى قصة طبيب تخصص فى علم نفسى يلقى آخر محاضرة له وهى عن كيفية حدوث الحب فى مراحله السبع من خلال أربع قصص مختلفة .. كتب سيناريو الفيلم وائل حمدى وأخرجه هادى الباجورى. وبالنسبة للكاتب إبراهيم عيسى المعروف بحبه للفن، فقد تحول كتابه «مولانا» إلى فيلم سينمائى عام 2017 وقام بنفسه بكتابة السيناريو وأخرجه مجدى احمد على، وقد لقى استحسان الجمهور نظرا لأنه يسرد تفاصيل سياسية واجتماعية معاصرة من خلال شخصية داعية وهو أحد شيوخ الإعلام الجدد، ومن خلال الأحداث تظهر علاقاته بالساسة ورجال الأعمال وأجهزة الأمن.