أول القصيدة قرض.. هذا أفضل توصيف لفترة الأيام الستين الأولي من حكم الرئيس مرسي, وهذا الكلام بالطبع ينسحب علي قصة قرض4.8 مليار دولار إياه الذي تطلبه الحكومة من صندوق النقد الدولي. وتوفر له جماعة الإخوان الآن التبريرات والحجج, وفقه الضرورة, ليصبح حلالا لا يدخل في دائرة الشك أو الربا. في المقابل ألا يناقض هذا المسلك ما فعلته الجماعة مع الدكتور الجنزوري وحكومته الانتقالية عندما سعت للحصول علي نصف هذا المبلغ من صندوق النقد.. هل نتذكر ماذا فعلوا يومها؟ أحرقوا الأرض من تحت أقدامه وقاطعوه, وأطلقوا الصرخات والدعوات لخلعه وعزله ومقاطعته حتي آخر يوم في منصبه, والآن قاعدتهم الحاكمة حرام عليه وحلال لنا!. لا مبالغة في القول أن طلب هذا القرض في أول عهد الرئيس مرسي هو شهادة رسوب وإخفاق لهؤلاء, فكيف يتسني لها أن تطلب قرضا ب5 مليارات دولار سيزيد أعباء خدمة الديون علي الاقتصاد المصري؟ ومن أين سيتم تسديده؟ أليس هذا المسلسل صراحة هو إبقاء القديم علي قدمه, وإعادة إنتاج سياسات نظام الرئيس المخلوع نفسها الذي كان يلجأ مع بارونات فساد عهده لحيلة القروض؟! لا شك في أن قصة هذا القرض وبهذه السرعة تكشف وتعري برنامج الحكومة, حيث يحق لكثير من المصريين أن يتساءلوا عن وعودهم طيلة أشهر الحملة الانتخابية, وحقيقة مشروع النهضة الذي أعده1000 خبير إخواني وإغراق مصر في الأسابيع الأولي لوصول الرئيس بنحو200 مليار دولار, أليس هم القائلون بذلك؟ أم أن الأمر عبث ومجرد دعاية انتخابية استهلاكية, فقد كشف عنها خيرت الشاطر قيادي الجماعة بنفسه في الأيام الماضية عندما ألقي بقنبلته الصادمة في وجه المصريين عندما نسب إليه صراحة بأنه لا يوجد شيء اسمه مشروع النهضة, وأن الإخوان لم يتعهدوا بمثل هذا الأمر, لو صح هذا الكلام فستكون كارثة تستوجب معها المحاكمة والمساءلة علي التضليل والخداع للشعب. بواعث القلق أن استماتة الرئيس في الحصول علي هذا القرض من الصندوق, وقنبلة الشاطر بالتراجع عن مشروع النهضة الذي صدعوا الرؤوس به, ويرفع منسوب الخوف والقلق لدي المصريين, ويكشف لهم عن أن حاضرهم ومستقبلهم لن يكون أفضل من ماضيهم, وأن كل ما طرح في الحملات الانتخابية ما هو إلا جزء من المراوغة والمناورة, فإذا كنا نستجدي طلب قرض ب4.8 مليار.. فكيف توفرون وتحضرون200 مليار دولار..؟. الآن وبعد الثورة لن تكون هناك فرصة لأي جماعة أو حزب لخداع الشعب30 عاما أخري, ولن يكون المصري صاحب ذاكرة ضعيفة, ولن تستطيع أي جماعة إلغاء الذاكرة الجماعية للمصريين هذه المرة.. فأين حديث التراجع هذا وبهذه السرعة من حمرة الخجل.. فيجب ألا ننسي أن الثورة كالبراكين لها موجات. المزيد من أعمدة أشرف العشري