تجتاح العالم تغيرات مناخية لها أثر كبير على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به ، حيث ارتفعت وتيرة حدوث ظواهر طبيعية كالجفاف والفيضانات وغيرهما، ووفقاً للعديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالمناخ فإنها تسبب آثارًا طارئة على صحة الإنسان والزراعة والبيئة، ومع تكرار التعرض لموجات من البرد الشديد والتقلبات الجوية الحادة والطارئة والتى وصلت لحد السيول والبرق والرعد ونزول الصقيع على بعض المناطق ؛ تبدو الحاجة ملحة للتعرف على الأسباب التى أدت إلى ذلك، وإلقاء مزيد من الضوء حول دور الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى إطلاق التحذيرات للمواطنين واستعدادات الوزارات لمجابهة مواسم السيول خاصةً التى يرتبط عملها بشكل مباشر بمعظم الأنشطة اليومية للمواطنين. يؤكد الدكتور أحمد عبد العال رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن التقلبات الجوية التى تشهدها البلاد حاليا من المتوقع أن تتكرر مرات أخرى لكونها جزءا من المناخ الشتوى المعروف بموجات البرد الشديدة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية العالمية التى غيرت من طبيعة الظواهر الجوية نفسها، ومنها تزايد نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة وتغير إتجاه الرياح ومنسوب تساقط الأمطار وفقاً للطبيعة الجغرافية لكل منطقة من مناطق الأرض، يذكر أن مصر من الدول الأعضاء فى اتفاقية باريس التى تحدد قواعد لمساعدة الدول العظمى للدول النامية فى مجابهة التغيرات المناخية العالمية، كما يلفت د. عبد العال النظر إلى أن وصف الطقس فى مصر بأنه « حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاء» لم تعد تصلح حالياً، وان الهيئة تقوم حاليا بواسطة نخبة من الخبراء والمتخصصين فى علوم الأرصاد الجوية بعمل دراسة موسعة تسمى «وصف مناخ مصر» والتى من المقرر الانتهاء منها فى غضون عام على أقصى تقدير، حيث يمكن وفقا لنتائجها تحديد عبارة جديدة تصف حال المناخ المصرى الحالى. وينوه إلى ان الخرائط الجوية تقوم بالرصد وفقا لأحدث وأدق أجهزة الرصد الجوى للمنخفضات الجوية فى طبقات الجو العليا مرتين على مدى اليوم، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التى ترصد كل 5 دقائق. وحول ظاهرة التغير المناخى عالميا يوضح ان السبب الرئيسى لها هو الاستخدام العالمى المفرط للبترول والفحم ومشتقاتهما، ويشير إلى أخطر الظواهر ظاهرة إنصهار الجليد فى القطب الشمالى، والتى تعنى ارتفاع مستوى المياه فى البحار والمحيطات، والذى أدى إلى كارثة هبوط الأراضى المنخفضة تحت سطح البحر، وهو الأمر الذى حدث فعليا فى العديد من الدول وغطتها مياه البحار، وبالنسبة لمصر فلدينا بالفعل أماكن منخفضة وقد تتأثر بارتفاع منسوب البحر كالسواحل الشمالية والإسكندرية ورأس البر وبورسعيد ولكن هيئة حماية الشواطئ تعمل بكامل طاقتها لمواجهة هذه المشكلة. وأوضح د. عبدالعال أنه من هنا جاءت التغييرات المناخية الحادة التى نعايشها كل يوم، ولاحت فى الأفق الظواهر الجوية الغريبة التى اجتاحت العالم أجمع، فنجد مناطق يغرقها الفيضان وأخرى تعانى الجفاف أو العواصف والأعاصير وغيرها، ولذلك فإن العالم كله يعانى تأثيرها، على الرغم من أن مشاركة دول إفريقيا فى التلوث لا يتعدى نصفا بالمائة مقارنة بملوثات الدول المتقدمة والتى تستطيع عبر المال والتكنولوجيا أن تكافح هذه التغيرات، والحل يتمثل فى الاتجاه العالمى لاستخدام الطاقة المتجددة «الرياح و الشمس والمياه» وأن تساعد الدول العظمى سكان الدول النامية فى الأزمات والكوارث الناتجة عن التغير المناخى.