مع قدوم فصل الربيع بتقلباته الحادة والُمفاجئة وتعرض البلاد لموجات من التقلبات الجوية الحادة والسريعة ؛ ومع فزع المواطنين منذ أمس بظاهرتى البرق والرعد وهطول الأمطار الغزيرة التى وصلت إلى حد السيول فى بعض المناطق؛ تبدو الحاجة واضحة للتعرف على الأسباب التى أدت إلى ذلك، وإلقاء مزيد من الضوء حول دور الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى إطلاق التحذيرات للمواطنين واستعدادات الوزارات لمجابهة موسم السيول خاصةً التى يرتبط عملها بشكل مباشر بمعظم الأنشطة اليومية للمواطنين. يقول الدكتور أحمد عبدالعال رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية إن التقلبات الجوية التى تشهدها البلاد حاليا من المتوقع أن تتكرر مرات أخرى نظراً لارتباطها بفصل الربيع الذى ينتهى فى الحادى والعشرين من يونيو، لافتاً إلى ظاهرة التغيرات المناخية العالمية التى غيرت من طبيعة الظواهر الجوية نفسها، ومنها هطول الأمطار الغزيرة والبرق والرعد بدلاً من نشاط رياح الخماسين ، ويلخص ظاهرة التغير المناخى فى الاستخدام العالمى المفرط للبترول والفحم ومشتقاتهما، مما يؤدى إلى تكاثف الغازات السامة من أول وثانى أكسيد الكربون « غازات الاحتباس الحراري» واحتفاظ الغلاف الجوى بالغازات الملوثة التى تتسبب فى حبس للحرارة وارتداد الأشعة إلى الأرض مرة أخرى وهو الأمر الذى ترتفع معه درجة حرارة الأرض، ومن هنا جاءت التغيرات المناخية الحادة التى نعايشها كل يوم، ولاحت فى الأفق الظواهر الجوية الغريبة التى اجتاحت العالم أجمع ، فنجد مناطق يغرقها الفيضان وأخرى تعانى من الجفاف أو العواصف والأعاصير وغيرهما، ولذلك فإن العالم كله يعانى من تأثيرها، على الرغم من أن مشاركة دول أفريقيا فى التلوث لا يتعدى نصفا بالمائة مقارنةً بملوثات الدول المتقدمة والتى تستطيع عبر المال والتكنولوجيا أن تكافح هذه التغيرات ، والحل يتمثل فى الاتجاه العالمى لاستخدام الطاقة المتجددة «الرياح و الشمس و المياه» وأن تساعد الدول العظمى سكان الدول النامية فى الأزمات والكوارث الناتجة عن التغير المناخي. ويوضح الدكتور محمد السيد بقسم الجيولوجيا جامعة القاهرة أن من أخطر الظواهر التى تسببت فيها التغيرات المناخية ظاهرة انصهار الجليد فى القطب الشمالى ، والتى تعنى ارتفاع مستوى المياه فى البحار والمحيطات ، والذى يؤدى إلى كارثة هبوط الأراضى المنخفضة تحت سطح البحر ، وهو الأمر الذى حدث فعليا فى العديد من الدول وغطتها مياه البحار ، وبالنسبة لمصر فلدينا بالفعل أماكن منخفضة وقد تتأثر بارتفاع منسوب البحر كالسواحل الشمالية والإسكندرية ورأس البر وبورسعيد ولكن هيئة حماية الشواطئ تعمل بكامل طاقتها لمواجهة هذه المشكلة .