لا أظن أن الجولة المطولة والموسعة للسيد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، التى شملت تسع دول عربية كان هدفها وضع حلول عملية أو اتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة مشكلات المنطقة الصعبة، بقدر ما كانت لتحقيق أهداف تكتيكية تخدم المصالح الأمريكية وتعالج الأخطاء التراكمية لرئيسه دونالد ترامب!. فالمسئول الأمريكى الكبير لم يقدم لنا سوى كلام ووعود بأن بلاده ستظل ملتزمة تجاه الشرق الأوسط، وتخليص سوريا من النفوذ الإيراني، برغم خطط ترامب لسحب قواته من أراضيها، وأنها ستواصل معركتها ضد «داعش»، واصفا بلاده بأنها بقوة خير فى المنطقة، ومؤكدا أن عهد التقاعس الأمريكى قد انتهي!. ففى الوقت الذى كان السيد بومبيو يواصل فيه جولته بالمنطقة كانت السفن الحربية الأمريكية تتجه إلى سوريا لسحب قواتها منها، وكانت تركيا تهدد على لسان وزير دفاعها، خلوصى أكار، بدفن المسلحين شرق الفرات فى الحفر التى حفروها فى المكان والزمان المناسبين مثلما جرى خلال العمليات السابقة!. كما لم يقدم لنا «بومبيو» أى إشارات تعطى أملاً بأن قضية السلام ومشكلة الفلسطينيين يمكنها أن تجد حلاً مقبولاً من إدارة ترامب، بعدما نقلوا سفارتهم من تل أبيب إلى القدس وزعم ترامب أن عدد اللاجئين الفلسطينيين 40 ألفا فى الوقت الذى يتجاوز فيه هذا العدد ستة ملايين!. فعن أى التزام كان يتحدث «بومبيو»؟! وعن أى تقاعس كان يقصد؟! التزامه بحماية إسرائيل واعتداءاتها وسلبها الحقوق الفلسطينية؟! أم تعهداته للأتراك بترك سوريا لهم والتخلى عن دورهم فى هزيمة داعش؟!. اعتقد أن كل مهمة «بومبيو» كانت فقط لتحسين صورة رئيسه الذى يتخذ قراراته فى لمح البصر ويتراجع عنها بسرعة مذهلة عبر تغريدات بحسابه على «تويتر» دون استشارة مؤسسات الدولة.. وربما كانت لتوطيد دعائم حكمه لفترة رئاسية جديدة للتشويش على هزيمة حزبه فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، ولكن من المؤكد أنها لم تكن أبدا لمصلحة الدول العربية التى زارها.. مهما تكن لغته الناعمة التى استخدمها معهم ونالت رضاهم واستحسانهم!!. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى